بنكهة المال الفاسد.. خطة إخوانية لحسم الانتخابات جنوبي ليبيا
رفض شعبي صاحبه في كل خطواته بليبيا، إلا أن تنظيم الإخوان لم يقنع، وحاول بكل السبل الالتفاف على تلك الإرادة، بالتحالف مع "ضعاف النفوس".
فمن سعي لاستخدام "المال الفاسد" إلى عقد تحالفات مع أطراف اجتماعية وسياسية في مناطق متفرقة، ارتكزت خطوات تنظيم الإخوان، لإعادة إنتاج نفسه استعدادًا للانتخابات المقبلة، محاولا تسيد المشهد في الجنوب الليبي، الذي لفظه مرات ومرات.
مصادر ليبية كشفت لـ"العين الإخبارية" عن وجود تحركات سياسية وأخرى اجتماعية لقيادات تنظيم الإخوان المسلمين في المنطقة الجنوبية، بهدف إيجاد موطئ قدم لها، وتجنيد بعض الشخصيات والضغط على بعض المكونات للتحالف معهم في حالة حدوث انتخابات برلمانية ورئاسية.
المصادر أكدت أن هناك اجتماعات تحدث بشكل دوري أسبوعيًا على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنهم نجحوا في الاتفاق على شخصيات تمثلهم في المجلس التشريعي القادم عن مدينتي (أوباري، وبراك الشاطئ).
رفض شعبي
إلا أن عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة براك الشاطئ في جنوبي ليبيا، علي السعيدي القايدي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن أهالي المنطقة يرفضون بشكل قاطع وجود تيار الإسلام السياسي في مناطقهم، نظرا لما لاقوه منهم من "أذى" في الأعوام الماضية.
وأوضح البرلماني الليبي، أن تنظيم الإخوان الذي أعطى أوامر لتنظيم القاعدة، لقتل أبناء الجنوب الليبي في عام 2018، هو من رفض تسليم السلطة للبرلمان بعد خسارته، فضلا عن إدخال ليبيا في نفق الاقتتال الداخلي والفوضى، مؤكدًا أن أي وجود لعناصر التنظيم في الجنوب الليبي، يجب أن يواجه على كافة الأصعدة.
السعيدي قال إن أهالي المدينة "لن يكونوا مطية لمن يريد ببلادهم شرا"، مشيرًا إلى أنهم على قلب رجل واحد لإقصاء الإسلام السياسي من السلطة.
كسر الإرادة
من جانبه، قال الباحث السياسي الليبي محمد قشوط، إن تنظيم الإخوان متخوف من نتائج الاقتراع في المنطقتين الجنوبية والشرقية، اللتين رفض مواطنوهما أفكار الإخوان، وواجهوه سياسيًا وعسكريًا.
وأضاف قشوط في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الهدف من هذه التحركات هو شق الصفوف لتفويت الفرصة على التيار الوطني لحصد أي مقاعد في تلك الدوائر، ما يجعل هذه المقاعد تسقط في أيديهم بطريقة أو بأخرى.
وتابع الباحث السياسي الليبي، أن "الجماعة الضالة" وصلت إلى المنطقة الجنوبية تحث الغطاء القبلي عن طريق اختيارهم لشخصيات لها وزن اجتماعي أو من عائلات لها ثقل.
وأشار إلى أنهم نجحوا في تمويل أنفسهم عن طريق تهريب الوقود والسلع وتدشين السوق السوداء لها، مؤكدًا أنهم يسعون الآن للفوز بالانتخابات بذات الطريقة.
شراء الذمم
المحلل السياسي الليبي ناصر الزياني، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن المال الفاسد قد تسلل خلسة إلى الجنوب الليبي لعقد صفقات مشبوهة بين تيار الإسلام السياسي وبعض من وصفهم بـ"ضعاف النفوس".
وأضاف الزياني، أن "بعض المرشحين عرضت عليهم مبالغ مقابل انسحابهم من السباق الانتخابي"، مشيرًا إلى أن أكثر من مرشح كشفوا عن تلك الوقائع.
وأكد المحلل السياسي الليبي أن تيار الإخوان المسلمين بعد انتكاس شعبيته داخل ليبيا لجأ إلى شق الصفوف و"الإغراء المادي"، عن طريق اختلاساته من مصرف ليبيا المركزي طيلة السنوات الماضية.
وطالب الزياني بالحزم ضد الإخوان، واتخاد تونس قدوة لطرد التنظيم الإرهابي ومساءلتهم ومحاسبتهم على ما اقترفته أيديهم تجاه البلاد.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA=
جزيرة ام اند امز