تتعامل جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلام كأحد أدواتها في نشر الفتنة والتضليل وتزييف الحقائق واغتيال الذين كشفوها معنويا.
اهتمام الجماعة الإرهابية بالإعلام كان في مستوى الحروب التي خاضتها ضد الإعلاميين الذين يواجهونها أو يُسهمون في كشف زيف أذرعها الإعلامية، التي سعت الجماعة إلى إنشائها، فحرّضت ضد إعلاميين مصريين، في محاولة لإخراس أصواتهم، وإنْ صادف ذلك تنفيذ هذه التهديدات، لأن أمثال هؤلاء يمثلون عقبة أمام تنفيذ أهداف التنظيم الإرهابية.
أغلب معارك الجماعة الإرهابية تجدها في ساحة الإعلام، فهو صمام الأمان لدورها التخريبي، وقد فقدت الجماعة كثيرًا من جدواها وتأثيرها بسبب جهود الإعلام الوطني الإيجابي.
من هنا سعت الجماعة منذ نشأتها على يد حسن البنا إلى إنشاء أكثر من مجلة وجريدة تابعة لها، وتطور ذلك إلى إنشاء محطات تليفزيونية، كما طورت حربها ضد الإعلاميين من خارجها، عبر تهديدات وتحريضات بالقتل.
لا يمارس الإخوان الإعلام عبر منصاتهم، ولكنهم حرّضوا من خلاله على الدولة ومؤيديها، فعندما تتأمل المحتوى الإعلامي عبر منصاتهم تجده مليئا بالعنف تهديدًا أو تحريضًا، إذ تغيب عنهم الموضوعية، فهم أبعد ما يكونون عن الاعتدال، ولا علاقة لهم بالحوار والنقاش أو الموعظة، بل يروّجون بضاعتهم الرديئة عبر رفع شعارات مزيفة وشائعات تبثها لجانهم الإلكترونية.
المحتوى الذي يقدمه الإخوان عبر منصاتهم ينقسم إلى محتوى ترويجي تسويقي لأفكارهم ودعاية لقادة العنف وعرض لأفكارهم، ومحتوى آخر يرتبط بالعنف، إما تهديدًا أو تحريضًا على قتل مخالفيهم، وهي إحدى صور العنف التي يُمارسها الإخوان من خلف الشاشة، فالجماعة تتخذ من الاغتيال المعنوي والجنائي طريقا عبر هذه الشاشات.
وقد أطلقت الجماعة الإرهابية مؤخرًا فضائية جديدة تستهدف نشر الفوضى في الدولة المصرية، عبر تخليق ما يُسمى "الفوضى الشعبوية"، وهذه المحطة وغيرها بدأت برامجها بالتحريض، كما خلت خريطتها من أي برامج سوى التشوية والتضليل وبث الفتنة.
لكن أمام هذا الكذب والسُّم الإخواني يقف وعي الشعوب العربية، فكل الأخبار التي يبثونها يستقبلها الجمهور باعتبارها إما مزيفة ولا أصل لها، وإما جرى تضخيمها وتهويلها، وهو ما صرف النّاس عن إعلامهم وزهَّدهم فيه.
إن أفضل مواجهة لإعلام الإخوان، والإخوان، هو تفكيك خطابهم الإرهابي وما تقدمه الجماعة عبر منصاتها الترويجية، وقد أحسنت العديد من وسائل الإعلام الدفاع عن الثوابت الوطنية والدينية ومواجهة ما تطرحه تنظيمات الإسلام السياسي الإرهابية في العموم، وتنظيم الإخوان، على وجه الخصوص.. إذ لم يعد لدى الجماعة الإرهابية ما تستطيع تقديمه للنّاس بعد أن كشفت الشعوب زيف شعاراتهم، ولم يعد لهم إلا منابر إعلامية محدودة تبث برامجها خلسة وتنشط في نشر الشائعات، لكن إذا كان التنظيم نفسه قد فشل في إقناع الناس به بعد حملات تزوير استمرت عقودا، فكيف يصدق أحد هذه الأذرع الإعلامية الإخوانية اليوم؟
هذا هو الجوهر الذي دعا الجماعة لتكثيف حملات تشويه الآخرين، من باب أن تتساوى الكفتان.. لكن هيهات أن يتساوى الحق بالباطل!.. فالقنوات الفضائية التي سعت الجماعة الإرهابية إلى تدشينها مؤخرا دليل على فشل سابقاتها، التي ما عادت قادرة على التواصل مع الجماهير وتحقيق أغراض الجماعة فيها، وبالتالي لجأت إلى استحداث وسائل أخرى تملؤها بأكاذيب جديدة فَطِنت الشعوب إلى رائحتها الخبيثة.
مواجهة إعلام الإخوان ليست فقط مهمة أجهزة أمنية، بل وعي مواطنين وشعوب تدرك قيمة أوطانها، فالوعي الوطني والقومي هو السلاح الأمثل للفتك بالأكاذيب الإخوانية، فهذا هو الرهان الذي لا يخيب أمام إعلام الفتنة والتضليل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة