بعد "الطلبنة" والعنف.. خبراء أوروبيون: نهاية الإخوان والإسلام السياسي
لم تنجح جماعة الإخوان وغيرها من تنظيمات ما يطلق عليه "الإسلام السياسي" في ترسيخ وجودها في الدول الإسلامية أو الغربية
لم تنجح جماعة الإخوان وغيرها من تنظيمات ما يطلق عليه "الإسلام السياسي" في ترسيخ وجودها في الدول الإسلامية أو الغربية، وذهبت كل محاولاتها أدراج الرياح بعد فقدانها السيطرة على قواعدها وقدرتها على تعبئة الجماهير، وهزيمتها الكبيرة أمام أجيال الشباب.
وفي هذا الصدد، قال الباحث الفرنسي المتخصص في شؤون التنظيمات الإسلامية أوليفر روي لصحيفة دير ستاندرد النمساوية إن "تحويل آيا صوفيا إلى مسجد يظهر شيئًا واحدًا قبل كل شيء أن الإسلام السياسي انتهى، ومعه التنظيمات المعبرة عنه مثل الإخوان".
وأضاف أن "رجب طيب أردوغان أدرك إن سياسة الأسلمة لا تجد دعم في الأوساط الشعبية في الوقت الحالي خاصة بين أجيال الشباب، وأنه لن يتمكن من أسلمة العقول، فاتجه لأسلمة المباني والجدران".
وأشار إلى أن "تحويل آيا صوفيا إلى مسجد يظهر أن سياسة أردوغان ومعها أفكار التنظيمات الإسلامية المتطرفة، فشلت خاصة بين أجيال الشباب".
أما الأستاذ في جامعة فيينا والخبير في شؤون التنظيمات المتطرفة أدنان أصلان، فقال للصحيفة ذاتها إن "الإسلام السياسي فشل في تركيا ومصر وتونس والأردن والجزائر، لأنه لم يعد بإمكانه الوصول إلى الجماهير، وفشل في الوفاء بوعوده السابقة بمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، بل على العكس، أصبح الإسلاميون ومؤسساتهم بؤر فساد".
وتابع: "عندما يحاول الإسلام السياسي الآن كسب الناس بسياسات رمزية مثل تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، فهذا يعكس فشله الذريع".
أصلان، أكد أن "طلبنة (نسبة إلى حركة طالبان الأفغانية) السياسة التركية في عهد أردوغان تعزل بلاده عن بقية العالم، وتقوض قيم الديمقراطية".
وأردفت قائلا إن "وعود وبروباجندا الإخوان وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتطرفة فشلت في الدول الإسلامية في مقابل تحرك أجيال الشباب في هذه الدول نحو قيم العلمانية والديمقراطية".
غير أنه استدرك: "لكن الشباب المسلم في الدول الأوروبية لا يزال مشوشا، وهذا ما يحاول الإسلاميون المتطرفون استغلاله لتعويض فشلهم في الجانب الآخر من العالم".
ولفت إلى أن "الإخوان والعدالة والتنمية، وغيرهم من المؤسسات المحسوبة على التنظيمات الإسلامية المتطرفة، تحاول التوسع في أوروبا في الوقت الحالي، وتعبئة أنصارها في القارة ضد القيم الأوروبية والديمقراطية".
لذلك، فإن خطوة إنشاء مركز توثيق للإسلام السياسي في النمسا، تعد خطوة جيدة للغاية في طريق مواجهة هذه التنظيمات، وفق أصلان.
ووفق الخبير نفسه، فإن المركز الجديد لابد أن يحلل ويبحث بعناية في توسعات الحركات المتطرفة في النمسا، ولا يكتفي بتحليل صفحات الفيسبوك أو تقارير الصحف، ويفحص تأثير هذه التنظيمات على المجتمع.
وتابع أصلان: "أدركت الدول الإسلامية منذ فترة أن الإسلام السياسي وجماعات مثل الإخوان تمثل أكبر تهديد لمستقبلها، لأنها مسؤولة عن العنف والبؤس والأفكار المتطرفة في مجتمعاتها".
وأوضح أنه "يجب أن تسود هذه البصيرة أوروبا، فمن مصلحة الجميع وقف تنظيمات الإسلام السياسي".
أما لورينزو فيدينو، الباحث الغربي في شؤون الإخوان ورئيس برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، فقال إن "الوضع تغير في أوروبا، وزاد الوعي في أروقة السياسية والأمن فيما يتعلق بالإخوان وغيرها من تنظيمات الإسلام السياسي، وأجندتها والخطر الذي تمثله".
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أضاف فيدينو أن "دور تنظيمات مثل الإخوان وخطورته أصبح واضحا للجميع"، مضيفا "خسرت الإخوان والتنظيمات الإسلامية التركية كثيرا من نفوذها في أوروبا خلال الأعوام الماضية، كما أن المواطنين العاديين بات لديهم وعي بدور هذه التنظيمات المسبب للمشاكل".
يذكر أن الحكومة النمساوية أنشأت خلال الأسابيع الماضية، مركز توثيق الإسلام السياسي وخصصت له ميزانية كبيرة، ليتولى دراسة وجود ونفوذ الإخوان والتنظيمات التركية، ومؤسساتها وقياداتها، وتوثيق جرائمها، وتنبيه سلطات الأمن إلى التحركات المشبوهة على الأراضي النمساوية.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز