"متحري" الإخوان.. غطاء قطر لتبييض جرائم الحوثي
كشف برنامج "المتحري" على قناة الجزيرة عن الوجه الحقيقي للتنسيق القطري الإيراني لتبيض جرائم الانقلاب الحوثي في اليمن.
فمنذ 2017 من طرد السعودية لدولة قطر من تحالف دعم الشرعية في اليمن إثر خيانتها للصف العربي في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، كرست الدوحة عبر بوق الفتنة "الجزيرة" توجيه شائعات مغرضة لحرف مسار المعركة في مواجهة المليشيات المدعومة من طهران.
ولم يكن في الجزيرة أكثر من الإخواني جمال المليكي، إخلاصا في مهمة ترويج الشائعات معتمدا على خلايا الدوحة وتركيا الأكثر نفوذا في حزب الإصلاح الإخواني المختطف لقرار الشرعية على رأسهم البرلمانيان علي المعمري وشوقي القاضي، والناشطة توكل كرمان.
وبات الاستقصاء واجهة الجزيرة للدعاية السوداء، وخط الإخواني المليكي آخرها إعداد وتقديم برنامج "المتحري" أحدث مهمة قطرية لتبييض جرائم الانقلاب الحوثي ودعم تقارب المليشيات مع تنظيم الإخوان الإرهابي.
ويشكل "المتحري" أهمية بالغة الأثر باعتباره التعاون الأول والمعلن والموثق بين قناة الجزيرة القطرية ومليشيات الحوثي الإرهابية الانقلابية في صنعاء.
وحسب مصدر يمني لـ"العين الإخبارية"، فإن البرنامج يتوج ثمرة التعاون المشترك بين فريق العمل الإخواني في تركيا ومكتب الجزيرة في صنعاء الذي أعيد افتتاحه مجدداً منذ الانقلاب الحوثي 2014، وتعيين مدير له محمد العطاب المقرب من رئيس ما يسمى المجلس السياسي للانقلابيين المدعو مهدي المشاط.
ومطلع الأسبوع الجاري، بث "المتحري" أول حلقاته وهي عبارة عن فيلم تحت مسمى "الطريق إلى الساحل"، والذي روج مقارنات مزورة لمهاجمة التحالف والمقاومة الوطنية اليمنية معتمدا على مقابلات مع 4 شخصيات حوثية و8 شخصيات إخوانية تنشط في صنعاء وتعز والدوحة وأنقرة، وأخرى أجنبية لا علاقة لها بالمشهد اليمني وهويات مجهولة لفق لها صفات وهمية.
وأبرز هذه الشخصيات سكرتير القيادي الحوثي البارز، محمد علي الحوثي، المدعو عادل السياغي، الذي قدمه كتوجيه معنوي للمقاومة، ورئيس الهيئة الوطنية لحماية السيادة القيادي الإخواني فيصل الحذيفي، المدعوم بشكل سخي من المخابرات القطرية.
ووفقا لخبراء يمنيين فقد أثبت برنامج المتحري، أن في الساحل الغربي وطن عرب، وأن التنظيم الدولي للإخوان في اليمن، يعمل كأعمى لخدمة النفوذ الإيراني وبأدوات قطرية، خصوصا وأن المضامين التي وردت فيه تنم عن مخاطر ادارة السياسة بوعي الجاهل اللي لا يمتلك المعلومة وإن امتلكها وظفوها لخدمة الحوثية.
تخبط الجزيرة
لم يجد المليكي أكثر من الاتهامات وترويج التقارير المزورة لعرضها كحقائق سوداء ضد التحالف ودولة الإمارات والتي لا تحتاج إلى غطاء وتحضر على كافة المستويات وتقف في الخط الأول في مواجهة الانقلاب الحوثي.
ومع أن الجزيرة هي صاحبة الكذبة الأشهر أن الإمارات انسحبت من اليمن والتحالف العربي قبل عامين وهي من روجت ذلك، تعكس مجددا التناقض الحاصل في أخبار القناة القطرية وبرامجها والتخبط الحاصل في قرارات الحكومة التي تمولها.
فيما المليكي الذي قدم نفسه للمشاهد العربي على أنه حصل على وثائق مهمة، عمد في لقطات متعددة عدم التركيز على ماهية الوثائق المزعومة بخبث مدروس لأنها مزورة بالجملة ويتم طباعتها في اسطنبول من قبل خلية الناشطة الإخوانية، توكل كرمان، حيث تقدم للحكومة القطرية للحصول على مبالغ ضخمة بزعم أنها تسلم لمصادر الوثائق المزورة.
وقال مصدر يمني لـ"العين الإخبارية" إن فيلم الطريق إلى الساحل الذي بث في أول حلقات المتحري، كلف الخزينة القطرية 250 ألف دولار أمريكي وذهبت لجيوب المليكي والمصادر المزورة من خلية كرمان.
وطبقا للمصدر فإن البرنامج الذي اعتمد على تغطية وجوه متحدثين وقدمهم على إنهم ضباط موالون لمليشيات الحوثي جرى التحضير له برمته في غرف قناة "بلقيس" في "اسطنبول".
ويعزز ذلك، احتفاء توكل كرمان شخصياً بالبرنامج ذو الأثر الفاشل في كذب مفضوح على المشاهد العربي وعملية نصب واحتيال موثقة على قطر.
حجج واهية
والمتحري، بحسب اعتراف مقدمه المليكي، تفرد بجلب سردية مطولة لتواجد الإمارات في اليمن وضمن عطاء وغطاء إنساني، وهذا بالفعل هو الحاصل كون الإمارات تساعد اليمني المحتاج والحق ما شهد به الأعداء دون أن يشعروا.
وحسب الناشط اليمني، عبدالسلام القيسي، فإن دولة مثل الإمارات تحضر في المعركة الإنسانية والعسكرية لدعم الشعب اليمني وهزيمة الانقلاب الحوثي وتقف في الخط الأول للمواجهة لن تحتاج إلى غطاء كما تدعي منابر قطر حاضنة إرهاب الإخوان وصاحبة السجل الأسود في تبيض جرائم المليشيات الحوثية.
وقال القيسي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن المتتبع للأفلام التي تدعي الاستقصاء على قناة الجزيرة القطرية خصوصا التي يعدها المليكي كـ"كيد الأشقاء"، و"موت على الحدود" و"الطريق إلى الساحل"، يكتشف أن الإخواني يقدم ذرائع واهية زاعما حصوله على أدلة عبارة عن لقطات مرئية حصرية والحقيقة أنها ليست أدلة لكنه خط قطر والإخوان لتجريف الوعي العربي.
وأشار إلى أن المليكي في الطريق للساحل روج إلى أن المقاومة اليمنية بقيادة العميد ركن طارق صالح تخطط للهجوم على الجرية وتعز، مؤكداً أنها من أوقف معركة الحديدة، فيما العالم والأمم المتحدة والشعب اليمني يدرك أن عملية تحرير الحديدة تعثرت وفقا لاتفاق ستوكهولم الموقع في 18 ديسمبر/كانون الأول 2018 لإفساح مجال للجهود الدولية في عملية السلام.
مجدداً يؤكد "المليكي" أنه لا يملك أكثر من دعاية ملونة بمشاهد "يتيمة" وزعها في المقدمة والوسط والخاتمة، وهي مشاهد سبق وأثارتها قناة الميادين الإيرانية ضمن تناغم وتنسيق كبير لتبيض جرائم الحوثي ومن ورائه طهران، وفقاً للقيسي.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز