إخوان السودان "يغازلون" الجيش.. ما فرص عودة التنظيم مجددًا؟
محاولة جديدة من تنظيم الإخوان بالسودان للعودة مجددًا للمشهد السياسي، من بوابة مغازلة الجيش وقياداته، أملا في إعادة الكرة مرة أخرى.
تلك المحاولة كانت عبر ظهور القيادي الإخواني ووزير الخارجية الأسبق علي كرتي، في حوار بثته قناة "طيبة"، التابعة لتنظيم الإخوان ويديرها عبد الحي يوسف من تركيا، مستخدمًا لهجة ناعمة تجاه المكون العسكري.
وهاجم كرتي الذي ظهر على الشاشة متلحفًا بغطاء ديني، تجربة حكومة عبدالله حمدوك، واتهمها بالفساد وإفساد أخلاق الناس، مشيرًا إلى أن الإجراءات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان "تأخرت كثيراً".
وكان البرهان اتخذ إجراءات وصفها بـ"التصحيحية" عزل بموجبها حكومة حمدوك وفض الشراكة مع المكون المدني المتمثل في قوى الحرية والتغيير.
إلا أن القيادي الإخواني الذي تنصل من تجربته في التنظيم، كشف عن نفوذ "الإخوان" داخل السودان، قائلاً إنّه رغم أنه لم يكن "يشغل منصباً في الجماعة أو الحكومة، لكن بمكالمة واحدة تأتيه كل التقارير".
فرص العودة
تلك المحاولة وصفها خبيران تحدثا إلى "العين الإخبارية"، بأنها محاولة لعودة تنظيم الإخوان إلى العمل من الداخل بشكل علني، إلا أنهما أكدا "استحالة" ذلك في الوقت الحالي، لـ"زيادة الوعي لدى المواطنين ومواصلة الشباب إضاءة شعلة الثورة ضدهم كل يوم".
وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني حسن أحمد الحسن في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن علي كرتي هرب إلى تركيا، مع عدد كبير من أعضاء تنظيم الإخوان، في أعقاب أحداث 2019، مشيرًا إلى أنه أصبح مكلفًا بمنصب أمين عام الحركة الإسلامية بعد الزبير أحمد الحسن.
وأضاف المحلل السياسي، أن كرتي يعمل حاليًا على إعادة تنظيم صفوف الإخوان، في محاولة منه للتأثير المباشر على المكون العسكري، مشيرا إلى أن التنظيم استطاع التأثير إعلاميا من خلال أذرعهم ونشطائهم بالداخل للتشويش على قرارات لجنة تفكيك نظام الإنقاذ، المسؤولة عن مصادرة أموال التنظيم ومساءلة أعضائها.
المحلل السياسي، قال إن التنظيم الإخواني يحاول العودة بشكل جديد عبر تجميع أفرعه من الجماعات الإسلامية المختلفة، إلا أنه توقع صعوبة عودة الجماعة إلى الحكم، لأن "الشعب اختبر وجودهم قبل أن يقرر اقتلاعهم من جذورهم، بالإضافة إلى انتشار الوعي السياسي بين الأحزاب المختلفة".
ورغم ذلك، يرى حسن أحمد الحسن أن "الإخوان" لن يعودوا كما كانوا في الماضي لكنهم سيعطلون الاستقرار السياسي في البلاد، مؤكدًا ضرورة وجود دعم دولي وإقليمي للفرقاء السياسيين في السودان، لتأسيس الدستور واختيار حكومة انتقالية قومية ذات كفاءة لتثبيت الأمن في البلد الأفريقي وإعادة قيام دولة المؤسسات.
رفض شعبي
واتفق مع الحسن، القيادي بقوى الحرية والتغيير، محمد حمد سعيد، في حديث لـ"العين الإخبارية"، حيث أكد أن التنظيم يقود حملة لإعادة الصفوف للعودة مرة أخرى للحكم، عبر مبادرات جديدة وأوجه أخرى، مشددًا على أن المجتمع السوداني يرفض عودة النظام البائد الذي حكم 30 عاما ودمر البلاد وبنيتها التحتية، وصنع مؤسسات أمنية موازية.
وأكد صعوبة عودة الإخوان للحكم مرة أخرى؛ لأن "الشباب السوداني أصبح يعي تمامًا خطورة الإخوان، ويرفضهم حتى بوجوههم الجديدة".
ويعد كرتي من أبرز عناصر التنظيم، والذي ينتمي للجناح القطبي في جماعة الإخوان، وعمل فترة بالمحاماة، قبل أن ينخرط في صفوف الأذرع الإخوانية، ويقدّم خدماته لنظام البشير.
وعمل منسقاً لقوات الدفاع الشعبي في التسعينيات، ثم وزيراً للعدل، ووزير دولة بوزارة الخارجية، ومن ثم وزيراً للخارجية، ويعد أحد أبرز بارونات عهد البشير.
وفي 17 مارس/آذار 2020، أمرت النيابة السودانية بالقبض عليه؛ لدوره في انقلاب عام 1989 الذي أوصل عمر البشير إلى السلطة، معلنة تجميد أصوله.
aXA6IDMuMTM1LjE5NC4xMzgg جزيرة ام اند امز