«الإخوان» و«توريق» عائدات قناة السويس.. شائعات تدحضها الحقائق
رغم الصفعات المتتالية التي تلقاها تنظيم الإخوان المصنف إرهابيًا في مصر، إلا أنه يأبى الاستسلام، فبات يفتش عن أي ثغرات، يحاول من خلالها لملمة شتات نفسه، أملا في عودة تعوض خسائره.
ثغرات كان سبيله إليها الشائعات والادعاءات التي لم تكف ماكيناته الإعلامية عن ترويجها بين الحين والآخر، مستخدمة إياها سلاحًا لـ«تشكيك المصريين في قيادتهم وحكومتهم».
فما آخر شائعات الإخوان؟
مع إعلان الحكومة المصرية، قبل أيام عن وثيقة لزيادة إيراداتها الدولارية، في مسعى منها للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها البلد الأفريقي، بسبب عوامل عدة؛ أبرزها حرب غزة، التقط تنظيم الإخوان الإرهابي طرف الخيط، الذي وضعه على طاولة ماكيناته الإعلامية، لتغزل منها شائعات وادعاءات كان هو مخترعها الوحيد.
طرف الخيط ذلك، كان فقرة في تلك الوثيقة الحكومية، الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والتي تحدثت عن دراسة -وليس قرارا- لـ«توريق نسبة تتراوح بين 20 و25% من العائد الدولاري للدولة، على أن تقوم الحكومة بإصدار سندات مقابل هذا العائد، لبيعه لبنوك الاستثمار والمستثمرين بالعملة الأجنبية».
وتعني عملية التوريق «تحويل حقوق مالية مستقبلية إلى سيولة فورية بالدولار الأمريكي من خلال إصدار سندات توريق مقابلها».
وفيما لم تحدد الوثيقة مصادر الدخل المصرية التي سيتم توريق إيراداتها الدولارية، والتي تتعدد أوجهها بين: السياحة، والصادرات للخارج، وتحويلات مواطنيها في الخارج، وقناة السويس، وغيرها من المصادر، اعتبرت لجان الإخوان الإلكترونية، أن الحكومة المصرية تقصد قناة السويس، بذلك التوريق.
وكان البنك المركزي المصري أعلن قبل أيام، ارتفاع إيرادات رسوم مرور السفن بقناة السويس إلى 2.4 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي 2023-2024.
ورغم أن الأمر لم يتخط كونه -حتى الآن- دراسة تعكف الحكومة المصرية عليها، إلا أن لجان الإخوان الإلكترونية، أخذت الأمر كونه مسلمًا به، وأخذت تمارس ديدنها المفضل، بإطلاق الشائعات التي تزعم أن البلد الأفريقي، يتجه إلى «بيع» قناة السويس.
تلك الشائعات التي ملأ تنظيم الإخوان بها الفضاء الإلكتروني ضجيجًا ونباحًا، تحطمت -كعادتها- على صخرة الحقائق، بتصريحات صدرت من مسؤولين حكوميين، اعتبرت المزاعم الإخوانية لا أساس لها من الصحة.
نفي حكومي
فها هو مساعد رئيس مجلس الوزراء المصري ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء، أسامة الجوهري، ينفي تطرق المشروع البحثي إلى قناة السويس.
وردًا على سؤال «هل تطرح هذه الوثيقة توريق من 20-25% من عائدات قناة السويس؟» قال المسؤول المصري: «لا، الوثيقة لم تذكر هذا النص على الإطلاق، الوثيقة قالت إنه لا بد من النظر في عملية توريق العوائد المتنوعة للدولة من النقد الأجنبي».
وفي إشارة إلى تحويلات المصريين للخارج، قال الجوهري، إن هناك دولا استطاعت «عمل توريق على تحويلات العاملين في الخارج».
الأمر نفسه أشار إليه، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري، الدكتور فخري الفقي، نافيًا الشائعات المتداولة حول توجه الحكومة نحو توريق عوائد قناة السويس.
وأوضح البرلماني المصري، في تصريحات لوسائل إعلام تلفزيونية، أن «توريق عائدات قناة السويس غير مطروح بالمرة»، مشيرًا إلى أن «الأمر غير وارد، ولا أحد يستطيع المساس بها أو بإيراداتها».
وبحسب مراقبين، فإن ما يدحض تلك الشائعات، أن «وثيقة أبرز التوجهاتِ الإستراتيجيةِ للاقتصادِ المصري» عن الفترة من 2024- 2030، تستهدف «تفعيل وتعظيم الدور الاقتصادي لقناة السويس من خلال زيادة إيرادات قناة السويس إلى 88.1 مليار دولار خلال الفترة (2024-2030)». وتساءل المراقبون: كيف ستتحقق تلك الخطط بمزاعم التوريق التي يروجها الإخوان؟
لماذا يلجأ الإخوان للشائعات؟
يقول خبراء في تصريحات سابقة لـ«العين الإخبارية»، إن لجوء «الإخوان» إلى الشائعات والأخبار الزائفة، محاولة من التنظيم الإرهابي، للتغطية على أزماته وخلافاته وصراعاته الداخلية، عبر استخدام أسلوب قديم للتنظيم الإرهابي؛ لـ«اغتيال الجهاز الأمني المصري معنويا بنشر الشائعات المختلفة».
في السياق نفسه، قال الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، في مقال له لـ«العين الإخبارية»، إن هناك لجانًا إلكترونية تابعة للإخوان ويشرف عليها بعض قادة التنظيم الدولي، تهدف لتحقيق متطلبات الجماعة من تسويق أفكارها وإحراز أهداف في مرمى الخصوم من خلال عمليات الاغتيال المعنوي، وردع من يُريد أن يشتبك مع أفكار الجماعة.
وأوضح أديب، أن الآلة الإعلامية للإخوان تعتمد على نقل الصورة المبتورة للخبر، أو ذكر نصف الحقيقة، فتبدو للبعض على أنها آلة إعلامية صادقة أو منحازة إلى قواعد الإعلام المتعارف عليها، إلا أنه نالها ما نال التنظيم من فساد.
وأشار إلى أن المنصات الإعلامية للإخوان؛ لا تُخاطب إلا أعضاء التنظيم فقط، لأنهم فقدوا مصداقيتهم بسبب كثرة انحيازاتهم، مؤكدًا أن ماكينة الإعلام الإخوانية، تعتمد على اغتيال خصومهم عبر دغدغة مشاعر الأتباع.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز