الإخوان والسراج.. تسريبات "الصوان" تفضح الصراع
خبراء يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن التسريبات الصوتية المسربة لمحمد صوان تعكس انتهازية التنظيم الإرهابي
حكومة الوفاق غير قادرة على تحقيق أي شي ونحن عجزنا مع السراج ولم يعد بالإمكان السيطرة على بقية ليبيا".. تصريحات مسربة لرئيس حزب العدالة والبناء الإخواني محمد صوان، كشفت عن عمق الأزمة التي تعيشها مليشيا حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، وعلى الرعب الذي يسيطر على تنظيم الإخوان.
قرار الإخوان بيد قطر وتركيا
التصريحات المسربة للقيادي الإخواني محمد صوان، خلال حديثه مع قيادات وأعضاء وإعلام حزبه الإخواني بشأن مصالح التنظيم بالداخل الليبي والخارج، دليل على أن أي قرار تتخذه جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، يخرج من الغرف المغلقة في قطر وتركيا.
كما تعد دليلا قاطعا على أن الإخوان في ليبيا مجرد دمى تنفذ الأوامر، وهو ما أكده الصوان بقوله: "لا نملك قرار الحرب وهذا القرار يملكه حلفاؤنا (تركيا وقطر) وهم لديهم ما يمنعهم وظروفهم صعبة حاليًا".
حاول الصوان جمع شتات جماعته الممزقة بالهجوم على حليفه فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، وعلى التعديلات الأخيرة التي أجراها، قائلا:"حاولنا مع المجلس الرئاسي لسنوات ولكنه لم يستطع"، مشيرًا إلى أن "التعديلات الوزارية الأخيرة للسراج مهازل".
وحول تلك التسريبات، قال أستاذ القانون الدولى والمحلل السياسى الليبي محمد الزبيدي، إن تلك التسريبات تكشف الوجه الآخر لسياسة الإخوان، وهذا هو الخط الذي تنتهجه الجماعة للسيطرة على مفاصل الدولة الليبية.
جماعة ماكرة
وأوضح الزبيدي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن "الإخوان تتلقى تعليمات من قطر وتركيا"، ملقيا باللوم على من تبقى من أعضاء مجلس النواب، الذين منحوا الإخوان قبلة الحياة ورموا لهم طوق النجاة، خاصة وأنهم يتخوفون من خروج الشارع ورحيلهم عن المشهد الليبي.
وقال أستاذ القانون الدولي، إن المخطط الذي كشف عنه الصوان من تقاسم المناصب السيادية مع احتفاظهم بحق الفيتو أو الثلث المعطل في كل هذه المناصب والوزارات والإدارات السياسية في ليبيا، أكد أن "الإخوان جماعة لا يؤتمن مكرها وشرها، لكن للأسف هناك من ينطلي عليهم أساليبهم ويمنحهم الوقت لتمديد مشاريعهم إلى الخارج".
وتابع أن تلك التسريبات أكدت أن هناك ارتباطا عضويا بين جماعة الإخوان وحزب العدالة والبناء في ليبيا مع الأتراك والقطريين، الذين يمدوهم بالسلاح والدعم، مشيرًا إلى أن الصوان اعترف أنهم يتلقون الأوامر من الدوحة وأنقرة وأنهم يتشاورون معهم في كل كبيرة وصغيرة.
تسريبات تكشف الفضيحة
وأشار إلى أن التسريبات كشفت عن "فضيحة" تتمثل في تسمية الصوان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة -الذي يدعي بأنه استقال من الإخوان- بأنه من قيادات الجماعة الذين يتفاوضون الآن في بوزنيقة.
وأكد أن قطر وتركيا لن تتوقفا عن دعم جماعة الإخوان وتمكينها من السيطرة على مفاصل ليبيا.
ابتزاز السراج
من جانبه، قال الخبير الليبي عبدالباسط بن هامل، لـ" العين الإخبارية"، إن تصريحات القيادي الإخواني محمد الصوان ، ما هي إلا محاولة ضغط وابتزاز لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، جراء تحالف الأخير مع الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة التي تأويه وتحميه من البداية.
وأوضح بن هامل، أن "الإخوان يحاولون القفز من مركب السراج الآن وغادروه بعد أن وجدوها تغرق"، مشيرًا إلى أنهم تمسكوا بحكومة السراج الفترة الماضية لأن "مصلحتهم معها.. استغلوها أفضل استغلال من توقيع الاتفاقيات مع تركيا، وتقوية مجموعتهم المسلحة".
وأكد أن تنظيم الإخوان الإرهابي استغل حكومة السراج كذلك لنقل آلاف المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا إلى ليبيا.
وتابع أن "جماعة الإخوان تحاول الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط ضغط دولي"، مشيرًا إلى أنها لا تستطيع السيطرة على الشارع الليبي.
وقال إن "المواطن الليبي أصبح الآن ضحية ابتزاز الخدمات الأساسية من انقطاع للكهرباء وتردي الخدمات الصحية.. فالشارع الآن ليس قادرًا على أن يوصل صوته.. الشارع الآن مغلوب على أمره وهذا أمر خطير".