مجتمعات موازية في الغرب.. الإخوان الإرهابية تنفذ وصية البنا
الدول الأوروبية أيقنت مؤخرا خطورة وأهداف جماعة الإخوان على مجتمعاتها، لذلك لجأت إلى تضييق الخناق عليها
تسعى قيادات وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية إلى تنفيذ وصايا مؤسسها حسن البنا عبر محاولة صناعة مجتمعات موازية في الغرب والسيطرة على متخذي القرار بها، وفق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية.
وقال المرصد، في أحدث تقاريره، إن تنظيم الإخوان الإرهابي تمكن من الانتشار والتوسع في المجتمعات الغربية بشكل كبير عبر ما يطلق عليه "المجتمع الموازي لجماعة الإخوان الإرهابية في الغرب".
وتضمن التقرير شرحا لتفاصيل ما نفذته الجماعة الإرهابية بهذا الشأن من أجل الانتشار في المجتمعات الغربية الذي أيقنت أوروبا مؤخرًا خطورته ولجأت إلى تضييق الخناق عليها.
وأشار إلى أن التنظيم تمكن من الانتشار والتوسع في المجتمعات الغربية بشكل كبير، عبر تشكيل ما يسمى بالكيانات الموازية التي تسعى لتكون بديلًا للدولة والمجتمع بالنسبة لأفرادها، وذلك بهدف الاستحواذ على القوة والضغط على صانع القرار لتلبية طلبات الجماعة.
- وثائق تكشف لقاء سريا بين "حرس إيران" و"الإخوان" للتحالف ضد السعودية
- مساعٍ قضائية وتشريعية في مصر لإسقاط الجنسية عن الإخوان بتركيا
وأوضح المرصد أن الإخوان الإرهابية عملت على تقديم نفسها كجماعة دعوية تسعى لنشر "الفكر الإسلامي الإصلاحي"، وأنها بديل يمكن الاعتماد عليه في التصدي لما نتج من التنظيمات المتطرفة من عنف وإرهاب.
ولفت إلى أنه بعد خروج عدد من عناصر الإخوان في فترة الستينيات إلى الدول العربية والأوروبية عملوا على تطبيق فكرة إقامة المجتمعات الموازية في هذه الدول عبر السيطرة على الطلاب المسلمين هناك ودور العبادة ونشر المجلات التي تحمل أفكارها بين هذا المجتمع الطلابي الصغير، واستغلت في ذلك قضايا الأمة الكبرى كالقضية الفلسطينية، حيث روجت لنفسها باعتبارها المدافع الأول عنها.
وأوضح التقرير أن رسائل حسن البنا لعناصر الجماعة الإرهابية، تعد التأسيس الأول لفكرة تشكيل وإنشاء المجتمع الموازي، وكان ذلك يخص إنشاء تلك المجتمعات في الدول العربية والإسلامية، لتكون بداية لتشكيل الطبقة المتأثرة بأفكارها.
وتسعى الجماعة الإرهابية عبر هذه الفكرة إلى تحقيق السيطرة على المجتمعات فكريًّا واختراق مؤسسات الدول، خاصة وأن البنا عبر رسائله رسم الخطوات التي يمكنهم السير عليها من أجل تحقيق هذه الفكرة، من خلال السيطرة على مناهج التعليم وإنشاء منظومة تربوية تكون تحت سيطرتهم تبدأ من رياض الأطفال مرورًا بالمدارس القرآنية والمعاهد التعليمية.
إضافة إلى اختراق المنظومة التعليمية داخل المجتمعات التي تنتشر فيها الجماعة الإرهابية عبر توجيه البرامج والمناهج واستقطاب المعلمين، والسيطرة على وسائل الإعلام والدعاية الأكثر تأثيرًا على المجتمعات.
وأضاف تقرير مرصد الإفتاء أن الإخوان الإرهابية توغلت في المجتمعات الغربية عبر خطاب مزدوج، حيث ترفع شعارات تنادي بالديمقراطية والتعايش السلمي بين طوائف المجتمع، بينما في الدول العربية والإسلامية تتحدث إلى المجتمع بصيغة "الأنا".
كما عملت الجماعة الإرهابية في الغرب على إقامة شبكة من الروابط الاجتماعية من خلال الزواج بين عناصرها وإقامة علاقات تجارية واقتصادية للتكيف مع البيئة التي تعمل بها.
واستقطب الإخوان المهاجرين إلى هذه الدول وعملوا على إدخالهم في فكرهم ورفعوا شعارات لتبرير تلك الخطوة بأنها تهدف إلى حمايتهم من الدخول في نسق الحياة الغربية المختلف عن الحياة في الشرق، ولذلك استطاعت الجماعة الإرهابية أن تخلق قدرًا من التفاعل بين الجماعات الأخرى المتشابهة معها فكريًّا في أوروبا عبر إقامة شبكة دولية غير رسمية ومعقدة للغاية تترابط فيما بينها عبر شبكات مالية وأيديولوجية.
وهو الأمر الذي تزامن مع قيامهم بعدم اعتماد صيغة عضوية الفرد في جماعة الإخوان بالخارج وأنها لا تأتي عبر كيان خاص بل إنها تكون عن طريق الإيمان بالأفكار والأساليب والمنهج الخاص بها.
وأفاد التقرير بأن الدول الأوروبية أيقنت مؤخرًا خطورة وأهداف جماعة الإخوان على مجتمعاتها، لذلك لجأت إلى تضييق الخناق عليها، منها على سبيل المثال بريطانيا والسويد التي كشفت تقارير عن تنامي فكر الإخوان بين الطلاب الجامعيين، حيث ترى الدول الغربية أن أفكار الجماعة تعتبر الأساس الذي استندت إليه الجماعات المتطرفة والمتشددة بالإضافة إلى تاريخ الاغتيالات التي تورطت فيها الجماعة الإرهابية.