الداخلية الكويتية أعلنت ضبط خلية إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، كان قد صدر على بعض أفرادها أحكام قضائية من قبل القضاء المصري
أعلنت الداخلية الكويتية ضبط خلية إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، كان قد صدر على بعض أفرادها أحكام قضائية من قبل القضاء المصري تصل إلى ١٥ عاماً، وكانت هذه الخلية هربت وتوارت من السلطات المصرية إلى الكويت، متخذة أراضيها مقراً لها، إلا أن يقظة رجال أمن الكويت أدت إلى تتبع هذه الخلية والقبض عليها والتحقيق معها ودفعها نحو الاعتراف بأنها نفذت هجمات إرهابية على الأراضي المصرية، هنا تعود بنا الذاكرة إلى التهديدات التي أطلقها المعتصمون من جماعة الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية، بصناعة طالبان جديدة وتفجير السيارات المفخخة وخروج جموع الانتحاريين وأحزمتهم الناسفة لحرق مصر.
تدعم هذه القضية مساعي الإدارة الأمريكية لإدراج الإخوان المسلمين في لائحة الإرهاب، الذي سيسهم في تجفيف أحد أخطر منابع الإرهاب، وبذلك يكون المسمار الأخير في نعش المشروع المتقهقر الذي بدأ رحلة دخوله إلى النفق المظلم بعدما جر الويلات على العالمين العربي والإسلامي
لقد جاء إعلان وزارة الداخلية الكويتية بلغة دقيقة وحازمة، فالسلطات الأمنية شددت على خطورة هذه الخلية ومخططاتها التي لا تنفك عن المخطط العام للجماعة الأم وأفرعها في العالم، ووجه البيان لغة صارمة تجاه كل من تواطأ مع الخلية المصرية التي يشكل تواريها خطراً أمنياً وسياسياً على المجتمع الكويتي، لقد أرسل استخدام الوصف الدقيق للخلية باعتبارها "إرهابية"، وإقران ذلك بتنظيم الإخوان المسلمين إشارة داخلية للمتعاطفين مع هذا الكيان الإرهابي بأن سقف الحريات واللعبة السياسية الداخلية ومكاسبها ومصالحها شيء، والأمن الداخلي شيء آخر وخطٌ أحمر.
وهي رسالة أخرى إلى محور الدول المكافحة للإرهاب، والتي تصنف تنظيم الإخوان المسلمين في قوائم الإرهاب بأن أجهزة الأمن الكويتية حريصة على أمن الدول العربية، وتملك استقلالية اتخاذ القرار في الشؤون الأمنية دون خضوعها لضغوط، والأصوات العالية لبعض البرلمانيين والإعلاميين المحسوبين على التيار الإخواني أو المتعاطفين معه وحتى المنتفعين من وراء أزمة قطر، الحاضن والممول الرئيسي للإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة.
كما أن هذا الإعلان ليس سوى كاشف للسلوك الدموي الذي سلكه تنظيم الإخوان منذ نشأته على يد مؤسسه حسن البنا، وأن المقاربة السياسية التي حاول التنظيم تقديمها للعالم في العقود الأخيرة تحت شعار الديمقراطية ليست سوى واجهة لفكر متطرف يمارس العنف السياسي، ويُعتبر المشكاة الأم لداعش والقاعدة وجماعة التكفير والهجرة وغيرها التي وجدت في أدبيات البنا وسيد قطب نقطة انطلاق لها في رحلة التخويف والتفجير وسفك الدماء. وتدعم هذه القضية مساعي الإدارة الأمريكية لإدراج الإخوان المسلمين في لائحة الإرهاب الذي سيسهم في تجفيف أحد أخطر منابع الإرهاب، وبذلك يكون المسمار الأخير في نعش المشروع المتقهقر الذي بدأ رحلة دخوله إلى النفق المظلم بعدما جر الويلات على العالمين العربي والإسلامي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة