تمكنت المعارضة السياسية التركية من توحيد صفوفها، واستطاعت إحراز تقدم في الانتخابات المحلية وفازت في كبرى المدن التركية
تمكنت المعارضة السياسية التركية من توحيد صفوفها، واستطاعت إحراز تقدم في الانتخابات المحلية، وفازت في كبرى المدن التركية مما سبب لأردوغان حالات من القلق والإرباك التي جعلته يطلق تصريحات رنانة وفضفاضة، معتبراً أن الدور السياسي لا يزال قائماً لحزبه وفعالاً، إلا أن المشاكل القائمة أثرت على الأوضاع العامة، والتحديات أربكت سياسته الهوجائية على خلفية مختلف التطورات الداخلية والخارجية التي لن يكون بمقدوره تجاوزها.
لقد أضحى أردوغان أمام تأثيرات بالغة ومعارضات منافسيه المتصاعدة، بما فيها حملات المعارضة الإسلامية التي يمثلها أنصار غولن، المتهم بمحاولة الانقلاب على أردوغان قبل 3 أعوام، فإن أنصار حزبه قد يميلون إلى غولن أو إلى اليمين ويمين الوسط التي تمثله السيدة ميرال زعيمة الحزب الجيد
زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو دعا الأحزاب السياسية في بلاده للعمل من أجل إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى البرلمان، بمعنى إلغاء نظام الرجل الواحد الذي يكفل للرئيس أردوغان الاستئثار بكافة السلطات، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، حينها طالبت الأحزاب المعارضة إلغاء النظام السياسي والاتجاه نحو تأسيس نظام ديمقراطي.
تكشف كواليس الأروقة السياسية بالعاصمة أنقرة عن اعتزام ثمانين نائبا برلمانياً من أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم الانشقاق والانضمام إلى حزبين جديدين يؤسسهما قريباً رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو ووزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان؛ حيث نفد صبر المعارضين داخل العدالة والتنمية جراء تصاعد حدة احتدام الصراعات الداخلية في الحزب الحاكم، في أعقاب هزيمة إسطنبول للمرة الثانية في الانتخابات البلدية، في جولة الإعادة والتي حسمها لصالحه وبفارق كبير مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
ويوماً بعد يوم يتعاظم دور المعارضة مما حدا بنائب رئيس وزراء تركيا والاقتصاد والمالية سابقاً باباجان تقديم استقالته من الحزب الحاكم الأسبوع المنصرم، الذي يعد أحد مؤسسيه بعد عضوية ثمانية عشر عاماً لتأسيس حزب جديد بمساعدة عبدالله غول. وقال في بيان الاستقالة بعنوان لعلم الرأي العام: "لقد كان لزاماً علينا أن نقوم بجهود جديدة لتأسيس حزب جديد من أجل حاضر تركيا ومستقبلها وبات هذا الأمر ضرورة ملحة ومسؤولية تاريخية".
لقد أضحى أردوغان أمام تأثيرات بالغة ومعارضات منافسيه المتصاعدة، بما فيها حملات المعارضة الإسلامية التي يمثلها أنصار غولن المتهم بمحاولة الانقلاب على أردوغان قبل 3 أعوام، فإن أنصار حزبه قد يميلون إلى غولن أو إلى اليمين ويمين الوسط التي تمثله السيدة ميرال زعيمة الحزب الجيد، وقد سبق أن تمت محاولة إقصاء حزب ميرال وجاء الرد فوراً من حزب الشعب الجمهوري باستقالة خمسة عشر نائباً من عضويته، معلنين على الفور الانضمام إلى الحزب الجيد لمنحه حق تشكيل كتلة برلمانية، ومن ثم حق المشاركة في الانتخابات، محققين بذلك رداً مفاجئاً وقاسياً.
وهو ما جعل أردوغان في حالة ذهول، فقال: تسعى المعارضة إلى تشكيل تحالف انتخابي هدفه الوحيد معاداتي أنا بشكل شخصي. وإلى ذلك قال أوزتورك يلماز نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري: رددنا الصاع صاعين على قرار أردوغان، فهدفه كان قطع الطريق على حزب الجيد الجديد، والمعارضة تصدت للهجمة باتخاذ قرار الاتحاد والتنسيق بشكل مشترك، واضعة الخلافات السياسية جانباً.
والأنظار ترنو أيضاً إلى حزب السعادة الذي يشكل محوراً أساسياً في المعارضة السياسية، وهذا ما دفع أردوغان مراراً إلى طلب حل حزب السعادة وإعلان انضمامه إلى الحزب الحاكم، لكن قوبل برفض قاطع من زعيم الحزب، مطالباً أردوغان بالتخلي عن جميع سياساته الخاطئة في الداخل والخارج، ومؤكداً أن حزب السعادة يخدم قضية جوهرية، ولهذه القضية مبادئ وأهداف، وجميع اقتراحات أردوغان لنا كانت تصب في إغلاق حزب السعادة والانخراط في صفوف العدالة والتنمية، وحزب السعادة يعتبر العدو الإسرائيلي وأمريكا حلفاء استراتيجيين لتركيا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة