لم يكد القارئ والمتابع الخليجي والعربي بل والعالمي ينتهي من طوام وزير خارجية نظام الحمدين الذي يأبى في كل مؤتمر صحفي أو لقاء تلفزيوني
لم يكد القارئ والمتابع الخليجي والعربي، بل والعالمي ينتهي من طوام وزير خارجية نظام الحمدين الذي يأبى في كل مؤتمر صحفي؛ أو لقاء تلفزيوني إلا أن يأتي بالعجائب من التصريحات، بداية من تحوير المقاطعة إلى حصار- ورغم هذا الحصار الذي يدّعيه الوزير إلا أنه استطاع السفر من إمارة قطر التي يسميها بـ"المحاصرة" والوصول للدول الأوروبية وأمريكا للتسول، علّه يحظى باستجداء من هذا أو ذاك لحل الأزمة- مروراً بتصريحه من أن قطر ضليعة في دعم الإرهاب إلا أنها وبفخر تقع في ذيل القائمة.
ومع تطور الأحداث خلال الأزمة الحالية يبدو أن تأثير اختيار "نظام الحمدين" للارتماء في أحضان "نظام الملالي" كان له تأثيره السريع، حيث عهدنا إصدار التصريحات من المسؤولين في النظام الإيراني بمستويات مختلفة في أوقات متقاربة في مسعى لتخفيف الآثار المترتبة على التصريح الأول بتصريح لاحق مغاير فيما يسمى بتبادل الأدوار، فعلى سبيل المثال يصرح قائد الحرس الثوري الإيراني بتهديدات موجهة لمملكة البحرين أو دول الخليج، تلتها تصريحات لوزير الخارجية الإيراني تتحدث عن ضرورة وجود تقارب في وجهات النظر بين دول الخليج وإيران بما يمهد لتوطيد العلاقات، وما هذا التصريح إلا لتخفيف الضغط والانتقادات التي تلت تصريح قائد الحرس الثوري، وبالنظر لتصريح وزير الشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي بأن "إيران شريفة" وأن قطر ضحت وسحبت سفارتها من إيران بعد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، هذا التصريح المتناقض كشف لنا أن وزير الشؤون الخارجية رأى بأن وزير الخارجية يتحمل الكثير من الضغط الذي معه تتوالى سقطاته، فحاول تخفيف الضغط عنه، إلا أنه في الحقيقة أن هذا التصريح تسبب في سقوطه هو أيضا.
إن سلمنا بأن "إيران شريفة" بحسب تصريح وزير "تنظيم الحمدين"، فلماذا كانت قطر تؤيد قرارات مجلس التعاون والجامعة التي صدرت بإدانة إيران لمحاولاتها زعزعة الاستقرار، والتدخل في دول الجوار؟ وهل ستكون "أخوات شريفة" ضمن نطاق الشرف أيضا كجماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وخلاياه في البحرين والقطيف؟ أم أن الشرف يقتصر على إيران لوحدها دون أخواتها؟
إن سلمنا بأن "إيران شريفة" بحسب تصريح وزير "تنظيم الحمدين"، فلماذا كانت قطر تؤيد قرارات مجلس التعاون والجامعة التي صدرت بإدانة إيران لمحاولاتها زعزعة الاستقرار والتدخل في دول الجوار؟ وهل ستكون "أخوات شريفة" ضمن نطاق الشرف أيضاً كجماعة الحوثي وحزب الله وخلاياه في البحرين والقطيف؟
برغم أن القواسم المشتركة بين كل ما ذكرت كثيرة، بل تكاد تكون كلها نسخة مكررة من "نظام الملالي" القائم على تصدير الثورة والسعي لإسقاط حكومات دول الجوار، والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا شاركت قطر في عاصفة الحزم - وإن كانت مشاركتها تأخرت لما يقارب الخمسة أشهر – لمحاربة أحد "أخوات شريفة" ممثلة في جماعة الحوثي في اليمن!؟
في جزئية أخرى، يقول وزير خارجية نظام الحمدين إن مقاطعة الدول المكافحة للإرهاب لم تعد مقتصرة على مكافحة الإرهاب، بل أصبحت لتغيير نظام الحكم في قطر، ويتساءل قائلا: أين ميثاق دول الخليج وميثاق جامعة الدول العربية؟ وأرد هنا على نظام الحمدين لمَ لا يا اخوان شريفة؟
أين كانت تلك المواثيق التي تتساءل عنها يالمريخي عندما احتضنتم "أكاديمية التغيير" لقلب أنظمة الحكم في دول الخليج واحتضانكم للمطلوبين؟ وأين كانت المواثيق عندما دعمتم الثورات التي كانت تسعى لإسقاط الأنظمة في مصر وليبيا وسوريا واليمن والكويت؟ وأين كانت المواثيق عندما سخّرتم وسائل الإعلام المأجورة التي كانت ومازالت تستهدف دول الخليج والدول العربية بإعلام يفتقد للمهنية والأخلاق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة