توحيد الميزانية.. كواليس لقاء فرقاء الحرب في ليبيا
قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنه تم عقد اجتماع، الثلاثاء، لتوحيد الميزانية في البلاد، بالبريقة.
ضم الاجتماع فرج بومطاري وزير المالية بحكومة فايز السراج ونظيره بالحكومة الليبية التابعة لمجلس النواب الشرعي إمراجع غيث في البريقة لتوحيد الميزانية الوطنية لعام 2021.
وشددت البعثة في بيان لها، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، على ضرورة أن يلبي الاجتماع احتياجات المواطنين في كافة أرجاء ليبيا.
أضاف البيان أن هذا التعاون الليبي- الليبي مشجع وخطوة ضرورية للغاية ينبغي أن تقترن بجهود حقيقية على المسار السياسي لتشكيل حكومة موحدة تكون في وضع أفضل يمكنها من تنفيذ الميزانية الموحدة بشكل فعال.
واليوم عقد بمدينة البريقة النفطية اجتماع يجمع وزيري المالية بالحكومتين شرقا وغربا، مع محافظ المصرف المركزي في بنغازي وممثل عن البنك المركزي في طرابلس وممثل عن وزارة التخطيط وعدد من المسؤولين في الحكومتين لمناقشة سبل توحيد الميزانية العامة للدولة.
مزيد من النقاشات
المحلل الاقتصادي والخبير المالي الليبي هيثم العبيدي قال إن الاجتماع أسفر عن تشكيل لجنة مالية موحدة وسداد الديون والمرتبات المتعثرة.
أضاف العبيدي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه الخطوة إيجابية ونهاية لنفق المظلم الذي يعيشه الليبيين منذ 6 سنوات.
وأوضح العبيدي أنه يجب أن يكون هناك رغبة لدى الطرفين لإنهاء الخلاف وتوحيد الميزانية لتخفيف العبء على الليبيين، مشيرا إلى أن توحيد الحكومتين تحتاج لجان فنية بالإضافة لتوحيد ميزانية الشرق والغرب.
ويرى المحلل الاقتصادي والخبير المالي الليبي أن الإنفاق الأمني والعسكري وتوحيد الإيرادات الضريبية سيأخذ الكثير من المناقشات بين الجانبين، معربا عن أمله في انخفاض التضخم بعد هذه الخطوات الاقتصادية المختلفة.
يأتي هذا اللقاء، ليشكل أول اجتماع بين الحكومتين منذ ست سنوات، سعيا إلى تنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية المتفق عليه مع البعثة الأممية إلى ليبيا، ومجموعة العمل الاقتصادية الخاصة في الأمم المتحدة.
خطوة مهمة
يشكل توحيد ميزانية الدولة خطوة مهمة في توحيد المسار الاقتصادي بين الفرقاء الليبيين، ويأمل المواطن الليبي أن يرى انعكاساتها قريبا على وضعه المعيشي والاقتصادي المتردي.
كما يعد توحيد وترشيد الميزانية الوطنية أمراً بالغ الأهمية لإرساء ترتيبات اقتصادية أكثر ديمومةً وأكثر إنصافًا مما يلبي احتياجات كافة الليبيين بما في ذلك تحسين الخدمات الأساسية ويلبي الحاجة الملحة لإصلاح البنية التحتية المتدهورة في البلاد، لاسيما شبكة الكهرباء، إضافة لتضييق الخناق على الفساد الإداري وإيقاف الاعتمادات الوهمية.
وخلال الأشهر الماضية سجلت الأزمة الليبية عدة انفراجات منها توافق الفرقاء الليبيون في ملتقى الحوار السياسي الذي انعقدت أولى جولاته في تونس في التاسع من نوفمبر الماضي، على إجراء انتخابات عامة في 24 ديسمبر 2021.
يأتي ذلك بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ضمن قرارات لجنة ٥+٥ العسكرية في جينيف ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٠.
والأسبوع الماضي وفي نفس سياق الحلحة، تم تبادل للأسرى على دفعتين، في خطوة ترتدي أهمية كبيرة أيضا في تضميد جراح الخلاف، في بلاد غرق منذ سنوات في الفوضى.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg
جزيرة ام اند امز