باشاغا يطلق "صيد الأفاعي" في ليبيا.. هل يطيح بالسراج؟
تحدث خبراء لـ"العين الإخبارية" عن الأهداف الخفية لعملية "صيد الأفاعي" التي أعلن عنها وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية.
وأجمع خبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" على أن وزير الداخلية في حكومة السراج فتحي باشاغا بالسلطة قد يحول طرابلس إلى مسرح عمليات عسكرية، وميدان لتصفية حسابات بين المليشيات التي تسيطر على العاصمة الليبية.
وأعلن وزير داخلية السراج، أمس الأحد، عن إطلاق عملية عسكرية وأمنية موسعة تحت اسم "صيد الأفاعي" في المنطقة الغربية للبلاد، لمنع عودة بعض أعضاء تنظيم "داعش" للمنطقة الغربية، ومكافحة النشاط المنتعش للجريمة المنظمة، وتهريب الوقود والبشر، على حد قوله.
الإطاحة بالسراج
الخبير السياسي والأكاديمي الليبي، الدكتور العربي أبوبكر الورفلي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن باشاغا الذي يعد أحد زعماء المليشيات، يحاول إقناع العالم بأنه الرجل القوي المطلوب، مؤكدًا أنه يسعى للإطاحة برئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
وتوقع الورفلي عودة الصراع على العاصمة الليبية طرابلس، التي تتنازعها العديد من المليشيات، بعضها مدعوم من تركيا والآخر يبحث عن داعم.
حرب جهوية
بدوره يرى المحلل السياسي الليبي الكيلاني المغريي، أن باشاغا يسعى لشن حرب جهوية ليس لها هدف إلا إقصاء مليشيات الزاوية والزنتان من المشهد، إلا أنه أكد أن الميليشيات المتمركزة في العاصمة الليبية طرابلس أكبر من مليشيات المنطقة الغربية.
واعتبر المغربي قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" عملية "صيد الأفاعي" ما هي إلا حرب مناصب، متوقعًا تدخل قوى فيها، لتسفر في النهاية عن تفكيك تحالفات المليشيات مع بعضها.
تصفية حسابات
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي عبد الله الشيباني إن ما وصفه بـ"جنون" وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا بالسلطة قد يحول العاصمة طرابلس إلى مسرح عمليات عسكرية، وميدانًا تصفي فيه المليشيات الحسابات العالقة بينها.
وأشار إلى أن تركيا تعلم أن باشاغا الطامح للسلطة قد يعطيها أكثر من حليفها الذي هدد في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، بترك مهامه، مؤكدًا أن أنقرة تنتظر انتقالًا سريعًا يضمن وجودها ويحافظ على مصالحها.
وغاب فتحي باشاغا، عن حفل دشنه السراج، في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لاستقلال ليبيا، وحضره قياديو المليشيات المسلحة التابعة للأخير، وبعض المرتزقة الذين جلبتهم تركيا للقتال في ليبيا.
وتقع العاصمة الليبية طرابلس أسيرة لأكثر من 35 مليشيا رئيسية إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وعدد من التنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لمدن مصراتة والزاوية علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم السراج.
وتوفر أنقرة لتلك المليشيات دعمًا عسكريًا من خلال المرتزقة والسلاح، في حين تحتمي سياسيًا بحكومة غير شرعية يقودها فايز السراج.
ويرى طيف واسع من المراقبين والخبراء إضافة للمؤسسات الشرعية الليبية أن حكومة السراج سقطت دستوريا لعدم نيلها ثقة البرلمان.