عبر ليبيا.. القارة العجوز في مرمى مرتزقة أردوغان
كشفت تقارير صحفية عن هروب عدد من المرتزقة السوريين في ليبيا الموالين لتركيا من معسكراتهم التي تشرف عليها أنقرة إلى أوروبا، قبل أيام.
وأوضحت وكالة "ستيب" الإخبارية ، أن أكثر من 10 مقاتلين من المرتزقة، استطاعوا الهرب من معسكرات مدينة طرابلس في ليبيا إلى إيطاليا بحراً، مشيرة إلى أنهم نسقوا عملية الهروب -التي لم تكن الأولى لعناصر من المرتزقة- مع أحد المهربين الليبيين، مقابل مبلغ مالي.
تشديدات أمنية
وأشارت الوكالة السورية، نقلا عن مصادر لم تسمها، إلى أن الأوضاع في المعسكرات الليبية الخاصة بالمرتزقة السوريين باتت تشهد تشديداً أمنياً من قبل قوات حكومة "الوفاق" غير الشرعية والقيادات التركية فيها.
وأوضحت أنه بعد توقف المعارك في ليبيا، جمعت "الوفاق" المرتزقة في معسكرات، بعد عدة مشاجرات مع الأهالي الليبيين الذين لم يتقبلوا وجودهم، مؤكدة أن المرتزقة المتواجدين في ليبيا لم يتقاضوا منحًا مالية منذ 5 أشهر، بسبب الهدوء والهدنة الحاصلة.
وأكدت أن الأوضاع الميدانية والتشديد الأمني والأوضاع المالية دفعت المرتزقة السوريين إلى التفكير بالغرب باتجاه أوروبا القريبة من خلال مهربين ليبيين.
تقرير الوكالة السورية، يتوافق مع بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بثه أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأكد فيه أن 7 من مرتزقة أنقرة في ليبيا، فقدوا حياتهم غرقاً في عرض البحر أثناء رحلة إلى أوروبا.
بوابة لأوروبا
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مرتزقة تركيا في ليبيا، يتخذون من ليبيا مركزا للوصول إلى إيطاليا كبوابة لدخول الاتحاد الأوروبي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف في الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، عن وجود استياء في أوساط المرتزقة بليبيا، على خلفية تأخير تسليم مستحقاتهم واقتطاع جزء منها من قبل قادة المليشيات.
وقال المرصد، إن قادة المليشيات السورية (الوسيط بين أنقرة والمرتزقة) يعمدون إلى اقتطاع مبالغ مالية من الرواتب الشهرية للمرتزقة تتراوح بين 100 و300 دولار أمريكي، فضلاً عن المتاجرة برواتبهم، والتأخر في تسليمها.
تعليق الملف
وأشار البيان إلى أن قضية وجود المرتزقة الموالية لأنقرة في ليبيا تعود إلى الواجهة، لا سيما في ظل تعليق الملف من قبل الحكومة التركية، رغم التوافق الليبي-الليبي.
ولفت إلى أن عودة مقاتلي الفصائل من ليبيا إلى سوريا لاتزال متوقفة منذ 43 يوماً، وتحديداً من منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، متسائلا عن أسباب بقائهم هناك.
ووفقًا لإحصائيات المرصد السوري، فإن إجمالي المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، بلغ 18 ألف سوري، إضافة إلى 2500 تونسي، مؤكدًا أن من بينهم أطفال أقل من 18 عاما وصل عددهم إلى 350 طفلا.
وأضاف أن 10 آلاف و750 مرتزقا عادوا إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، مؤكدًا تواجد حاليًا 10 آلاف آخرين من الموالين لتركيا، بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.