أذرع السراج وجها لوجه.. "صيد الأفاعي" تنذر بحرب عصابات
كشفت عملية صيد الأفاعي، التي أعلنت عنها "داخلية الوفاق"، حجم خلافات المليشيات التي تحاول السيطرة على العاصمة طرابلس عسكريا وأمنيا.
العملية الأمنية، التي زعمت "داخلية السراج"، في بيان صادر عنها، أنها ستستهدف الجريمة المنظمة ومهربي البشر والوقود وتجار المخدرات، تبرأت منها وزارة الدفاع بحكومة فايز السراج، مدعية أنه لم يتم التنسيق معها في هذا الشأن.
تبرؤ من العملية
وقالت "دفاع السراج"، في بيان اطلعت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، إن "وزارة الدفاع وآمر المنطقة العسكرية الغربية، إضافة لآمر المنطقة العسكرية طرابلس، أكدوا عدم اطلاعهم أو التنسيق المُسبق معهم بخصوص ما يطلق عليه عملية صيد الأفاعي".
ورغم إعلان فتحي باشاغا، وزير داخلية السراج، أن هذه العملية الأمنية تم الإعداد لها من مدة طويلة وستكون تحت إشراف وزارته وبالتعاون مع المنطقة العسكرية الغربية، فإن الأخيرة تبرأت منها، في بيان سلط الضوء على حجم الخلافات بين المليشيات المسلحة في طرابلس.
مواجهة وشيكة
ومع تبرؤ وزارة دفاع السراج وما يسمى بالمنطقة العسكرية الغربية من "صيد الأفاعي"، باتت الأرتال العسكرية والعربات المسلحة التي حركتها "داخلية الوفاق" من مدينة العجيلات، نحو العاصمة طرابلس، للإعداد والمشاركة في هذه العملية الأمنية، تنذر بمواجهة وشيكة بين المليشيات المسلحة غرب ليبيا، ما يزيد من معاناة المدنيين.
وقال مراقبون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "صيد الأفاعي" تنذر بحرب قادمة في العاصمة الليبية طرابلس سيكتوي بلهيبها المواطنون، مؤكدين أن العملية ما هي إلا محاولة من باشاغا لتسويق نفسه كشخص قادر على فرض الاستقرار، إلا أنها تصطدم بطموح وزير دفاع السراج صلاح النمروش، نحو تبوء مناصب جديدة وإثبات نفسه كرجل أنقرة المطيع في ليبيا.
توحيد المليشيات
وعبر المراقبون، عن دهشتهم من بياني باشاغا والنمروش المتناقضين، بإطلاق الأول العملية وباعتراض الثاني عليها، وبادعاء كل منهما أن قراره جاء بدعم تركي، رغم أنهما في زيارة مشتركة لأنقرة، بصحبة 16 من قادة الميليشيات وعلى رأسهم رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية في ليبيا فايز السراج.
الزيارة قال عنها خبراء، في أحاديث سابقة لـ"العين الإخبارية"، إنها تهدف إلى توحيد المليشيات خاصة بعد ظهور بوادر الانقسام والصراع بين مليشيات مصراتة من جهة ومليشيات طرابلس وبحث الأخيرة عن تحالف مع مليشيات الزاوية.
النفوذ التركي
وأكد الخبراء أن تركيا تخشى من مصالحة ليبية-ليبية تفضي لتشكيل حكومة وحدة وطنية لن تكون خاضعة للنفوذ التركي، مؤكدين أن أنقرة لا تريد إنجاز أي مصالحة قبل أن تحصل على ضمانات بعدم تعرض نفوذها لأي انحسار.
وتواصل تركيا صب الزيت على النار الليبية، متحدية مخرجات مؤتمر العاصمة الألمانية برلين، واتفاق جنيف لوقف إطلاق النار، الذي ينص على إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراتها، بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمسلحين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا، في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخ التوقيع على وقف إطلاق النار.
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA=
جزيرة ام اند امز