توليفة أوجاع في طرابلس.. "السراج" مهندس أزمات ليبيا
ارتفاع أسعار الدقيق، عجز المراقبة، توقف الاستيراد، توليفة اجتمعت لتزيد أوجاع الليبيين وتثقل كاهلهم بأزمة تطل برأسها في طرابلس.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، ارتفاعات قياسية في أسعار الدقيق وأسعار رغيف الخبز المدعم الذي تراجع حجمه بشكل كبير، وسط رقابة وصفها خبراء بـ"الضعيفة جدا".
عجز حكومي
خبراء كشفوا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن سبب تلك الارتفاعات يعود لعدة عوامل، بينها عدم فتح مصرف ليبيا المركزي اعتمادات مستندية منذ شهر أغسطس/آب الماضي، لاستيراد الدقيق، وارتفاع أسعار الدولار الرسمية أمام الدينار والتي قفزت 230%، بعد تطبيق القرار في يناير/كانون الثاني الجاري.
أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي الدكتور عطية المهدي الفيتوري، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن سعر رغيف الخبز في ارتفاع منذ مدة والحكومة عاجزة عن المراقبة وفرض سعر معين على المخابز، مشيرًا إلى أن حجم الرغيف يتغير فلا يوجد حجم أو وزن محدد له.
الاعتمادات المستندية
وأوضح أستاذ الاقتصاد أن مصرف ليبيا المركزي بطرابلس يساهم في ارتفاع الأسعار بطريقة غير مباشرة، عبر عدم فتح اعتمادات كافية للسوق، مشيرًا إلى أن محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير يتحجج بسرعة استنزاف الاحتياطيات، وسط اتهامات تلاحقه بالفساد والمحاباة في منح الاعتمادات.
وأكد عطية الفيتوري، أن استقرار الاقتصاد أهم من انخفاض حجم الاحتياطيات، لأن الاحتياطيات غرضها استقرار الاقتصاد، بالإضافة إلى أن ليبيا تملك احتياطيات تكفيها لأكثر من خمس سنوات حتى وإن أغلقت محابس النفط.
وأشار أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي إلى أسباب أخرى وراء ارتفاع أسعار الدقيق والتي من بينها، ارتفاع سعر الدولار الرسمي من 1.64 إلى 4.46 للدينار، بعد توحيد الأسعار الجديدة في عموم ليبيا، مؤكدًا أن استيراد القمح يكون على السعر الرسمي للدولار والذي شهد طفرة في الأسبوع الأخير، انعكست على الفور على أسعار الدقيق.
ارتفاع سعر الدولار
وأكد أن الأسعار الجديدة سيكون تأثيرها سلبيًا على المواطن العادي الذي يعتمد دخله على أجر ثابت، ما يؤدي إلى انخفاض دخله الحقيقي.
سعيد رشوان الخبير الاقتصادي الليبي، اتفق مع تصريحات الفيتوري، قائلا، إن ارتفاع السعر الرسمي الدولار، حرك كل أسعار السلع المدعومة الأخرى، كالدقيق والخبز والوقود والكهرباء، وغيرها من السلع المتعلقة بشكل مباشر بالاستيراد.
وتوقع الخبير الاقتصادي الليبي، أن ترتفع كل الأسعار المدعومة وغير المدعومة، بنفس نسبة رفع قيمه الدولار والتي بلغت 230%، مشيرًا إلى أن عدم فتح المصرف الليبي المركزي بطرابلس اعتمادات مستندية لاستيراد الدقيق، أحد الأسباب التي ستؤثر بشكل مؤقت على أسعار الخبز والدقيق.
اعتراف رسمي
نقيب الخبازين في ليبيا خريص محمد، قال في تصريحات صحفية، الإثنين، إن نقص الخبز في بعض المخابز يرجع إلى نفاد مادة الدقيق، بعد ارتفاع أسعارها بالأسواق التجارية.
وأوضح خريص، أن مديري المطاحن رفعوا أسعار الدقيق لتصل إلى 210 دنانير للقنطار الواحد، بعد أن كان يباع بـ155 دينارا، مشيرا إلى أن جميع الأصناف المتعلقة بصناعة الخبز ارتفعت أسعارها لاسيما الزيت وملح الطعام و الخميرة.
وأشار نقيب الخبازين في ليبيا إلى أن بعض المخابز أوقف بيع الخبز، فيما رفع آخرون من سعر الرغيف، مطالبًا المخابز بالاستمرار في بيع الرغيف بالسعر القديم إلى حين نفاد الكمية الموجودة داخل مخازنهم.
عضو غرفة التجارة والصناعة الإخواني محمد العريض ادعى أن ارتفاع سعر الدقيق في ليبيا سببه ارتفاع أسعاره في السوق العالمية بسنبة 20%، زاعمًا أن أسعار الإسمنت والمواد الكهربائية والميكانيكية والملابس والأحذية وغيرها من السلع ستنخفض بنسبة 30% ، بعد تعديل سعر الصرف عند 4.48 للدولار من قبل المصرف المركزي.