الدينار الليبي الموحد.. بداية جديدة أمام الدولار خلال ساعات
يبدأ غدا الأحد تطبيق سعر صرف جديد للدينار الليبي أمام الدولار في الأسواق الرسمية وسط مخاوف من أعباء جديدة على المستهلكين.
السعر الجديد (4.48 دينار للدولار، بدلا من 1.34 المعمول به حاليًا) والذي حدده مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي في 16 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، في أول اجتماع له بكامل هيئته منذ 5 سنوات، يعد أحد ثمار اجتماعات المسار الاقتصادي الليبي المنبثقة عن مؤتمر برلين الخاص بليبيا، والتي كان آخرها الشهر الماضي.
وبحسب بيان سابق للمصرف الليبي، فإن القرار الجديد يسري على كافة أغراض واستعمالات النقد الأجنبي الحكومية والتجارية والشخصية، بدءًا من الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري.
ردود فعل متباينة
قرار المصرف المركزي أثار ردود فعل متباينة في أوساط الشارع، ففي حين رأى بعض الليبيين أن قرار توحيد سعر الصرف يقطع الطريق على التنظيمات الإرهابية التي تستفيد بفروق أسعار الصرف في السوق السوداء، عبر آخرون من خلال صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي عن تخوفهم من السعر الجديد الذي سيؤدي إلى رفع أسعار المواد الأساسية، رغم موافقتهم على مبدأ توحيد سعر الصرف.
ارتفاع الأسعار
سعيد رشوان الخبير الاقتصادي الليبي يرى أن الخطوة تحمل "الكثير من السلبيات".
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن الخطوة سيعقبها ارتفاع الأسعار وقفزة في التضخم الرسمي.
وتابع: "لكن الأهم من القرار هو توحيد القطاع المصرفي وفتح المقاصة المتوقفة بقرار منذ أكثر من ست سنوات".
أكبر سرقة في تاريخ البنك المركزي الليبي.. فتش عن أردوغان
وتوقع الخبير الاقتصادي الليبي، أن يكون هناك حالة من عدم الاستقرار النقدي في بداية تطبيق القرار، لكنها سرعان ما ستزول حينما يرى المتعاملون جدية وانسيابًا في تنفيذ الإجراءات والقرارات الجديدة.
رحلة مخاض
ومر الدينار الليبي برحلة مخاض مؤلمة، طالت 9 سنوات، منذ ثورة فبراير/ شباط 2011، تدهور خلالها سعر صرفه لينخفض بنسبة 362%، بما يعني أن الدولار الأمريكي تضاعفت قيمته أمام الدينار الليبي أكثر من 3 مرات ونصف.
وقفزت قيمة الدولار أمام الدينار من متوسط 1.26 دينار في 2012 إلى 5.13 دينار، حتى اليوم الثاني من يناير/كانون الثاني 2021 في الأسواق غير الرسمية.
وتعتمد ليبيا على إيرادات النفط كمصدر وحيد للعملة الصعبة لكن مع إغلاق موانئ التصدير، فإن إيرادات ليبيا من النفط الذي يباع بالدولار واصلت الانخفاض بمعدل كبير، ما أدى إلى تدهور قيمة الدينار.
وتذبذب أداء الدينار أمام الدولار صعودًا وهبوطًا متأثرًا بالتطورات السياسية التي شهدتها ليبيا منذ فبراير/شباط 2011، وتأثيراتها على حجم إنتاج وتصدير النفط.