بافيت يواصل التخارج من أبل.. ماذا يفعل بـ325 مليار دولار؟
واصل المستثمر الأمريكي الشهير وارن بافيت خفض حصة شركته في عملاق التكنولوجيا الأمريكي «أبل».
التخارج يعتبر جزءا من موجة البيع، حيث باعت شركته بيركشاير هاثاواي أسهم أبل بقيمة 166 مليار دولار على مدار العامين الماضيين.
كشفت المجموعة الصناعية والاستثمارية المترامية الأطراف، السبت، أنها خفضت حصتها في شركة أبل إلى 69.9 مليار دولار في الربع الثالث، مما يشير إلى أنها باعت من 100 مليون سهم أخرى، في فترة الأشهر الثلاثة تمثل نحو 25% من ملكيتها بنهاية الربع الثاني، بحسب تقرير لـ"فايننشال تايمز".
في أكثر من عام بقليل تخلص بافيت مما يقرب من ثلثي حصته في شركة التكنولوجيا الأعلى قيمة على مستوى العالم، التي بلغت ذروتها في عام 2023 بقيمة 178 مليار دولار من محفظة أسهم الشركة.
التخارج دفع السيولة النقدية لشركة بيركشاير هاثاواي إلى 325.2 مليار دولار في الربع الثالث، وهو رقم قياسي، حيث واصل بافيت الامتناع عن الدخول في عمليات الاستحواذ الكبرى، وهو يرى أنه لا داعي للعجلة.
تمثل مبيعات الأسهم تحولا كبيرا من جانب بافيت، لأنه وصف شركة أبل في عام 2022 بأنها واحدة من "عمالقة بيركشاير الأربعة"، التي تمثل الجزء الأكبر من قيمة الشركة.
عمد بافيت أيضا على تقليص حصة بيركشاير في بنك أوف أمريكا، وعلى مدار الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر/أيلول، باع أسهما بقيمة 36.1 مليار دولار.
رغم ذلك يبدو أن حكيم أوماها لم يجد سوى القليل لإغرائه في سوق الأسهم الأمريكية، حيث اشترى أسهما بقيمة 1.5 مليار دولار فقط، وكان الرجل البالغ من العمر 94 عاما يتخلص من الأسهم بوتيرة ملحوظة، حيث كانت بيركشاير بائعا صافيا للأسهم لمدة ثمانية أرباع متتالية.
- أبل تتخطى التوقعات.. باعت هواتف آيفون بقيمة 46 مليار دولار في بضعة أيام
- ماذا بعد بيع نصف أسهم أبل.. هل يتحوط «وارن بافيت» أم يستعد لاستثمار مثالي؟
بداية شراء أسهم أبل
كشفت بيركشاير لأول مرة عن حصتها في أبل في عام 2016، وأنفقت 31.1 مليار دولار مقابل 908 ملايين سهم أبل التي احتفظت بها حتى نهاية عام 2021.
وقال بافيت في مايو/أيار إن أبل كانت شركة "أفضل" من شركتين أخريين تمتلك بيركشاير أسهما فيهما، وهما أمريكان إكسبريس وكوكاكولا.
ما سبب البيع؟
تشير التوقعات إلى أن القضايا الضريبية كانت الدافع وراء البيع، وقال بافيت "لا أمانع على الإطلاق في ظل الظروف الحالية من الاحتفاظ بالنقود سائلة".
أيضا حققت شركة أبل ثروة طائلة لمستثمريها على مدى العقود القليلة الماضية، فبعد إطلاق هاتف آيفون حققت أسهمها عوائد ضخمة للمساهمين، وبلغ العائد الإجمالي في السنوات العشر الماضية وحدها نحو 1000%.
رغم كل هذا تشهد الشركة اليوم ركوداً في نمو الإيرادات وسط تشبع السوق بالهواتف الذكية، وكانت الإيرادات ثابتة بشكل كبير على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث قام عدد أقل من الناس بالترقية إلى هواتف آيفون جديدة، وهو المحرك الحقيقي للشركة.
كافحت أبل من أجل الابتكار وإقناع الناس بشراء هواتف جديدة، في حين كانت تكافح ركود المستهلكين في الصين، وتبدو المنتجات الأخيرة مثل Apple Vision Pro وكأنها فاشلة حتى الآن، وتخلفت الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي عن منافستها Alphabet.
ماذا يفعل بكل هذه الأموال؟
تعمل بيركشاير هاثاواي على إيجاد طرق لاستثمار النقدية القياسية لديها، لكن وجد بافيت أن أسعار السوق مرتفعة للغاية للعثور على صفقات جذابة، في اجتماع المساهمين السنوي في مايو/أيار الماضي، قال بافيت إن بيركشاير ليست في عجلة من أمرها للإنفاق "ما لم نعتقد أننا نفعل شيئا ينطوي على مخاطر قليلة ويمكن أن نربح منه الكثير من المال".
كانت أكبر عملية شراء أسهم لشركة بيركشاير هاثاواي في الربع الثاني هي شركة أوكسيدنتال بتروليوم، تمتلك شركة بيركشاير هاثاواي 27.25% من أسهم أوكسيدنتال، ما يجعلها أكبر مساهم في الشركة بفارق كبير.
ينجذب بافيت للسهم بشكل أساسي بسبب التقييم، إذ أهمل المستثمرون شركات النفط والغاز لسنوات في ظل التركيز على شركات التكنولوجيا المثيرة.
تتداول شركة أوكسيدنتال بتروليوم عند معدل سعر إلى ربحية يبلغ 12.6 مرة، وهو ما يقرب من ثلث معدل شركة أبل، كما تعد الشركة واحدة من أكبر منتجي النفط في الولايات المتحدة، حيث يأتي أكثر من 82% من إنتاجها من مصادر محلية، وهذا يجعلها أقل خطورة من شركات النفط الأخرى.
إعادة شراء الأسهم
استخدم بافيت، البالغ من العمر 94 عاما، بعضا من مخزون النقد لإعادة شراء بعض أسهم بيركشاير، على الرغم من أن ذلك أصبح أكثر تكلفة مؤخرا، ارتفعت أسهم بيركشاير بنسبة 25% هذا العام مما عزز قيمتها السوقية إلى 974.3 مليار دولار، وكانت قيمتها السوقية تجاوزت تريليون دولار لأول مرة في 28 أغسطس/آب.
انخفضت الأرباح التشغيلية لشركة بيركشاير بنسبة 6% عن العام السابق، إلى 10.09 مليار دولار، مع انخفاض أرباح الاكتتاب في التأمين.
وانخفضت الأرباح من الاكتتاب في مجموعة أعمال التأمين للشركة بنسبة 69%، إلى 750 مليون دولار، مقابل 2.4 مليار دولار في العام السابق، مدفوعة بخسائر أكبر في مجموعة بيركشاير هاثاواي برايمري.