شبح حزب الله في «تفجير بلغاريا».. جثة المنفذ تعود لبيروت

بلغاريا تعيد جثمان شاب لبناني فرنسي نفّذ في صيف 2012 تفجيرا داميا في بلغاريا استهدف إسرائيليين، وحمّلت -وتل أبيب- مسؤوليته لحزب الله.
يأتي ذلك تمهيدا لدفن المنفذ في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب، وفق ما أفاد مصدر مواكب للملف وكالة فرانس برس.
وأسفر اعتداء في يوليو/تموز 2012 استهدف حافلة كانت تقل سياحا إسرائيليين في مطار بورغاس، عن مقتل خمسة إسرائيليين بينهم امرأة حامل وسائق حافلتهم البلغاري، إضافة إلى منفذ التفجير محمّد حسن الحسيني.
كما أدى إلى إصابة 35 شخصا بجروح، في هجوم يُعد الأكثر دموية ضد إسرائيليين في الخارج منذ العام 2004.
وقال مصدر مواكب للملف في بيروت، من دون الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، إن "المدير العام للأمن العام (اللبناني) السابق عباس إبراهيم كان قد تواصل خلال توليه مهامه، بطلب من عائلة الحسيني، مع السلطات البلغارية لاسترداد جثمانه، بعد فترة من مقتله".
وطلبت السلطات في بلغاريا أن "تكلّف العائلة محاميا لمتابعة المسألة على أراضيها"، وفق المصدر الذي أوضح أنه "بعد سنوات من الأخذ والرد، وافقت السلطات البلغارية على تسليم جثمان الحسيني إلى العائلة، التي تبلغت بالأمر ولم تتمكن من استرداده خلال العام الماضي بسبب ظروف الحرب" بين حزب الله وإسرائيل.
ويتوقع أن يكون جثمان الحسيني وصل، الخميس، إلى بيروت على أن يجري دفنه غدا الجمعة، وفق بيان نعي موقّع باسم عائلته، تداولته صفحات وناشطون مقربون من حزب الله.
وسيوارى الحسيني الثرى في مقبرة في الضاحية الجنوبية غالبا ما يدفن فيها عناصر الحزب، علما بأن الأخير لم ينعِ الحسيني أو يتبنى الهجوم.
وفي صوفيا، قالت متحدثة باسم محكمة المدينة لفرانس برس الخميس إن والدي الحسيني كانا قد تقدما بطلب لاسترداد جثمانه، وقد وافقت المحكمة على ذلك في فبراير/شباط 2023.
وبحسب مصدر قضائي، فقد تم تسليم رفاته إلى شركة لخدمات الدفن قبل نحو شهر.
واستغرقت إجراءات إعادة الجثمان وقتا طويلا، وفق المحامية ليليانا باكايوكو التي تولت متابعة المسألة نيابة عن العائلة، نتيجة تعقيدات إدارية فرضها عدم إصدار السلطات شهادة وفاة.
شبح حزب الله
حمّلت السلطات البلغارية والإسرائيلية حزب الله مسؤولية الاعتداء، وهو ما ساهم في قرار الاتحاد الأوروبي الذي أعقب الهجوم، بتصنيف الجناح العسكري للحزب على لائحة المنظمات "الإرهابية".
وكان الحسيني يبلغ 23 عاما حينها. وأظهرته تسجيلات مصورة التقطتها كاميرا مراقبة تابعة للمطار وهو يتجوّل داخل قاعة الوصول حاملا حقيبة على ظهره قبل وقت قصير من الانفجار الذي استهدف الحافلة خارج المبنى.
وأفاد شهود عيان حينها أنه حاول وضع حقيبته داخل قسم الأمتعة في الحافلة قبل الانفجار.
وفي سبتمبر/أيلول 2020، أصدرت المحكمة الجنائية المختصة في صوفيا حكما غيابيا بالسجن المؤبد بحق شخصين من أصل لبناني، هما ميلاد فرح وحسن الحاج حسن، بعدما اعتبرا شريكي المنفذ.
ولم يتمكن المدّعون من تحديد ما إذا كان الحسيني هو من فجّر القنبلة أم أنه تم تفجيرها عن بعد من قبل فرح أو حسن اللذين ساعداه كذلك في تجميعها.
aXA6IDMuMTQ3LjU5LjU2IA== جزيرة ام اند امز