مغنية بلغارية تدخل "جينيس" من باب "أعلى صوت"
الرقم الذي حققته زاهارييفا يبلغ 113.8 ديسيبل ويساوي الصوت الذي يسمع في حفل لموسيقى الروك أو أوركسترا سيمفونية أو صفارة إنذار الإسعاف.
أدركت المغنية البلغارية سميليانا زاهارييفا أنها تتمتع بموهبة فريدة عندما كانت ترى جمهورها يرتجف أو يبكي أثناء أدائها، واليوم دخلت موسوعة "جينيس" كونها تتمتع بواحد من أقوى الأصوات على هذا الكوكب.
تقول زاهارييفا إنها أجهشت في البكاء عندما تسلمت شهادة من القيّمين على موسوعة "جينيس" الشهر الماضي، تؤكّد أنها تملك أعلى صوت في طبقة الميتزو-سوبرانو.
وتحكي المغنية، 48 عاما، عن محاولتها لتسجيل هذا الرقم القياسي في أيلول/سبتمبر: "عندما رأيت على الشاشة أنني تخطيت الحدود الصوتية التي وضعتها لي اللجنة، فوجئت".
متطلبات صعبة
تحمل المدرّسة الأيرلندية أناليزا فلاناجان الرقم القياسي في أعلى صراخ في العالم بـ121 ديسيبل، لكن لم يكن هناك فئة عن أعلى صوت غنائي.
لذلك، واجهت هذه المغنية البلغارية، من مدينة بلوفديف، سلسلة من المتطلبات الصعبة، فكان عليها أن تغني في استوديو هادئ وتجتاز طبقتها الصوتية حدود 110 ديسيبل، وهو متوسط عتبة ما يمكن أن يتحمله الإنسان مع وجود عداد على مسافة 2.5 متر منها، لوقت أقله 5 ثوان.
وفقا لمخططات مستوى الأصوات الشهيرة، فإن الرقم الذي حققته زاهارييفا يبلغ 113.8 ديسيبل، ويساوي تقريبا الصوت الذي يسمع في حفل لموسيقى الروك أو أوركسترا سيمفونية، أو الذي تصدره صفارة الإنذار في سيارات الإسعاف.
تقول مديرة جوقة "ذي ميستيري أوف ذي بلغاريين فويسز"، المعروفة على مستوى العالم دورا هريستوفا: "مؤدو الأغنيات الفولكلورية البلغارية يتميزون بالقوة، يولد المغنون الذين يؤدون الأغنيات الشعبية بهذا الصوت الطبيعي".
سجل استثنائي
درست زاهارييفا الغناء الشعبي في صغرها في المدرسة الوطنية للفنون الشعبية في جبال رودوب بجنوب بلغاريا، قبل الحصول على شهادة من معهد بلوفديف للموسيقى.
وكانت لسنوات جزءا من جوقة نسائية أخرى هي "ذي جريت فويسز أوف بلغاريا"، وجابت العالم.
وتقول: "عندما كنت أغني، كان الجمهور يرتجف أو يبدأ البكاء"، لكن في عام 1996 وضعت حدا لمسيرتها الفنية.
وتضيف: "ذات يوم عندما عدت إلى المنزل، لم تعرفني ابنتي الصغيرة. هذا الأمر فطر قلبي".
ولاحقا افتتحت وكالة سياحية مع زوجها، وكانت تغني فقط لعائلتها وأصدقائها المقربين، وتوضح: "لكنني شعرت بالفراغ، كان صوتي يكافح للظهور مرة أخرى".
في 2015، تحدّت بصوتها 101 من المزامير التقليدية البلغارية المعروفة بـ"كابا غايدا"، وقد تفوقت عليها.
اعترفت سفيتلا ستانيلوفا، رئيسة معهد بلوفديف للموسيقى، بقدرات زاهارييفا "الصوتية الرائعة" و"سجلها الاستثنائي".
وتشير الخبيرة سفيتلا، التي كانت موجودة عندما سجّلت المغنية الرقم القياسي، إلى أن "قوة الصوت هي جودة فردية لكنها ليست الأكثر أهمية، يعتمد جماله على جرس الصوت".
وتضيف: "من بين الصفوف الـ26 التي درّستها، لم أسمع صوتا مشابها لصوتها في هذا المجال".
أما مدير أوبرا صوفيا بلامين كارتالوف، فيشكّك في هذا الرقم القياسي الذي سجّلته سميليانا، ويقول: "يا لها من فكرة مضحكة لقياس صوت شخص ما"، مضيفا أنه لم يتم قياس أصوات الكثير من مغني الأوبرا المعروفين بأصواتهم، التي قد تكون أكثر قوة من صوت زاهارييفا.
تريد زاهارييفا، التي تحرص على ممارسة اليوجا، التركيز على التقنيات الشرقية للتأمل واستكشاف الآثار العلاجية للصوت، كما تسعى إلى التعاون مع فنانين آخرين من أبرزهم مغنية البوب مادونا.
وتقول: "أريد استخدام هذا الصوت الذي أُعطي لي لمساعدة الناس وإيجاد رسالة لنقلها".
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز