بالصور.. لاجئو الروهينجا.. ذكريات مؤلمة حفرت في الأجساد
أكثر من 600 ألف هربوا إلى بنجلاديش قبل نحو 3 أشهر بعد هجمات الجيش الوحشية الممنهجة
الصورة بألف كلمة.. يتجلى هذا القول على صور الروهينجا الذين أصيبوا بندوب ستلازمهم مدى الحياة، بعد هجمات الجيش الوحشية الممنهجة ضد الأقلية العرقية.
منذ أغسطس العام الماضي، أجبر آلاف الروهينجا على الهرب إلى بنجلاديش أسبوعياً، وأصيب الكثيرون خلال الفوضى التي رافقت محاولتهم الهرب، كما اضطر كثيرون إلى النزوح عبر الغابات والجبال، فيما قام بعضهم بعبور نهر خطير في آخر محطة من رحلتهم إلى بنجلاديش.
في المقابل، تصارع البنية الأساسية في بنجلاديش ووكالات الإغاثة الدولية من أجل تقديم الرعاية الطبية للهاربين من النزاعات العرقية، حيث يعاني الكثيرون منهم من إصابات نفسية وجسدية بالغة، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقال مدير مستشفى شيتاجونج، العميد جلال الدين، إن المستشفى استقبل 261 جريحاً أصيبوا بطلقات نارية أو جراح ناجمة عن انفجارات، ولقي 16 مصرعهم إثر إصابتهم، والبعض أصيبوا بالشلل، مضيفاً: "اضطررنا لبتر أطراف بعض المرضى".
أما في مستشفى سادار في كوكس بازار، تم علاج 1467 من الروهينجا، الذين اختلفت علاجاتهم ما بين جروح ناجمة عن طلقات رصاص وكسور، وجروح قطعية ناجمة عن أسلحة بيضاء حادة.
وقد هرب أكثر من 600 ألف إلى بنجلاديش منذ بداية الأزمة أكثر من 3 أشهر.
محمد هارون (6 سنوات) وشقيقه أختر (4 سنوات) أصيبا بحروق شديدة عندما ضرب صاروخ منزلهما، ولقي اثنان من أشقائهما أحدهما 7 سنوات والآخر 10 أشهر مصرعهما خلال الهجوم، كما احتجز الجيش والدهما ولم يعرف عنه أي شيء منذ هذا الوقت.
واستيقظت أنوره بيجوم (36 عاماً) لتجد منزلها في بلدة مونغداو شمال الراخين يحترق، وقبل تمكنها من الهرب، انهار سقف المنزل، لتحترق ملابسها وصولاً إلى جلدها، وحملها زوجها 8 أيام للوصول إلى مخيم كوتوبالونج في بنجلاديش.
محمد جبير (21 عاماً) كان يخشى فقدان بصره خلال الانفجار الذي وقع في قريته، حيث فقد بعده الوعي وأصيب بحروق بالغة، وقال: "أصبت بالعمى لعدة أسابيع، وأدخلت إلى مستشفى حكومي في كوكس بازار لمدة 23 يوماً، كنت خائفاً أن أصاب بالعمى للأبد".
نور كمال (17 عاماً) تعدى عليه جنود بعد العثور عليه مختبئاً في منزله بمونغداو، وقال: "ضربوني بالبندقية على رأسي أولًا، ثم بالسكين"، ثم وجده عمه فاقداً للوعي في بحر من الدماء، وقد استغرقت رحلتهما إلى بنجلاديش أسبوعين.
كالابورا لاجئة الروهينجا (50 عاماً)، قالت إن زوجها وابنتها وابنها قتلوا عندما أشعل الجنود النيران في قريتهم بمونغداو، وخلال رحلتهم التي استغرقت 11 يوماً حتى وصولهم إلى بنجلاديش، قام طبيب القرية ببتر ساقها المصابة، وحملها 4 رجال على نقالة مصنوعة من الخيزران وأغطية الفراش.
عبدالرحمن (73 عاماً) تعرض لكمين أثناء سيره بمسار أحد الجبال مع لاجئين آخرين، حيث سقط على قدمه منجل أسفر عن قطع ثلاثة من أصابعه أثناء هربه من المهاجمين.
سيتارا بيجوم، (12 عاما)، كانت بين 9 أشقاء بمنزلهم في مونغداو عندما ضربه صاروخ، وتم إنقاذها من النيران لكن بعد إصابتها بحروق بالغة. لم تتلقَ بيجوم علاجاً للحروق في قدميها، لذا رغم الشفاء إلا أنها ليس لديها أصابع قدم، وقد أثرت الصدمة عليها نفسياً، وقالت والدتها: "كانت صامتة هذا اليوم، لم تتحدث مع أي شخص".