معارضة طبية وفلسفية تحبط خطط عودة الدوري الألماني

معارضة طبية تحبط خطط الاتحاد الألماني لكرة القدم من أجل إعادة استئناف مباريات الدوري الألماني "بوندسليجا".. تعرف على التفاصيل.
تواجه خطة عودة الدوري الألماني "بوندسليجا" للحياة خلال الفترة المقبلة، معارضة طبية شديدة بسبب عدم السيطرة بشكل تام على فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19" في البلاد، مما قد يؤدي لنتائج كارثية حال تم استكمال المسابقة.
وأعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم مؤخراً استعداده لاستئناف الدوري بعد توقفه في مارس/آذار الماضي، ولكن مع انتظار موافقة الحكومة.
معارضة طبية
إلا أن هناك معارضة طبية بشأن استئناف النشاط بشكل طبيعي في الفترة المقبلة، على خلفيات كثيرة من أهمها أن ألمانيا تعد واحدة من أكثر الدول الأوروبية تضرراً من فيروس كورونا، حيث أصيب به ما يزيد على 153 ألف شخص في الدولة الأوروبية.
وحذر عالم الفيروسات الألماني أوي جي ليبيرت رئيس معهد علم الفيروسات بجامعة لايبزيج، في تصريحات لصحيفة "ميتيلدويتش زوتينج" الألمانية من تلك العودة المحتملة.
وقال ليبيرت عن ذلك: "إجراءات التعقيم والنظافة المقترحة في الدوري، واللعب دون جماهير والاختبارات المستمرة والمراقبة الدائمة للاعبين، كلها ليست كافية لضمان سلامة اللاعبين والحاضرين في المباريات".
وواصل: "نحن لا نعلم شيئاً عن الآثار طويلة الأمد لمرض (كوفيد 19)، هناك احتمالية أن تصاب وتتعرض للموت بسبب الفيروس في سن صغيرة".
وأضاف العالم الألماني: "خطة الدوري لعزل اللاعبين الذين تثبت إصابتهم بالفيروس معيبة، يمكنك اكتشاف الإصابة بعد 48 ساعة، ومن ثم سيتعين وقتها ذهاب جميع أفراد الفريق للحجر الصحي وكذلك الفريق المنافس، وأي شخص يتواصل مع لاعب الكرة".
وفي الإطار نفسه انتقد لارس شوادي نائب رئيس معهد روبرت كوخ الطبي، في وقت سابق خطط عودة النشاط للبوندسليجا في الفترة المقبلة.
وأوضح شوادي أن اختبار لاعبي الكرة بشكل روتيني ليس الحل الجيد، مؤكداً أن الأهم اختبار الأشخاص الذي تظهر عليهم الأعراض أو القريبين من مناطق موبوءة.
قرار رابطة البوندسليجا
وأعلنت رابطة الدوري الألماني إمكانية عودة المسابقة للاستئناف يوم 9 مايو/أيار المقبل بعدما توقفت خلال الفترة الماضية بسبب انتشار فيروس كورونا، حال موافقة الحكومة الألمانية على الأمر.
وقال كريستيان شايفرت الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الألماني، في تصريحات نقلتها صحيفة "بيلد" الألمانية: "الدوري الألماني جاهز للانطلاق، سواء في 9 مايو/أيار أو في موعد آخر، ولكننا لسنا المسؤولين عن تحديد الموعد، هذا قرار سياسي".
وأوضح: "ما أقوله لا يعني أنني أحدد تاريخاً محدداً للعودة، ولكن الحقيقة أننا قادرون على العودة للمسابقة في هذا التاريخ، ولكن بناء على قرار السلطات الألمانية".
استعدادات للعودة
وفي الوقت الذي يعاني فيه النشاط الرياضي في أغلب دول أوروبا من الشلل، عادت عدة فرق ألمانية وعلى رأسها بايرن ميونيخ للتدريبات الجماعية مؤخراً، تمهيداً لاستئناف الدوري المحلي.
ولجأت تلك الفرق لاتباع إجراءات احترازية عن طريق تقسيم اللاعبين في التدريبات إلى مجموعات منفصلة، مع الحفاظ على التباعد وعدم التلامس فيما بينهم.
ويركز الاتحاد الألماني لكرة القدم جهوده على عودة منافسات الدوري المحلي "بوندسليجا" خلال أقرب وقت ممكن.
معارضة فلسفية
وإذا كانت الاعتبارات الطبية في عودة الأنشطة الرياضية هي الأساس، فإن هناك جوانب أخرى أيضا تؤخذ بعين الاعتبار، فمنها فكرة عودة المباريات بدون جمهور والتي تلقى اعتراضا من البعض.
حيث أعرب الفيلسوف الألماني جونتر جيبور المتخصص في شؤون الرياضة عن اعتقاده بأن استئناف فعاليات الدوري مع عدم حضور الجماهير للمباريات سيكون خطأ.
وانتقد جيبور المسؤولين عن اللعبة في مقابلة نشرتها صحيفة "أوجسببورجر ألجمينه" الاثنين ، وقال: "كرة القدم تود أن تكون نموذجا يحتذى، ولكنها لا تلعب هذا الدور".
وأضاف أن إقامة مباريات كرة القدم في الوضع الحالي أمر غير مسؤول. وأوضح "حضور الحفلات الموسيقية أو العروض المسرحية أو التجمع سويا وكل شيء يتضمن تقارب جسدي أو تكدس هو محظور بشكل صارم".
ويرى جيبور أيضا أن إقامة المباريات بدون جماهير ليس الحل الأفضل أيضا لرفع الروح المعنوية للمجتمع.
وقال : "إنني أتشكك للغاية في أنه سيكون أمرا ممتعا أن نشاهد 22 لاعبا يطاردون ويركلون الكرة في استاد تبلغ سعته 40 ألف أو 50 ألف مشجع لكنه خال من الجماهير. إنها مثل مباراة في السجن".
وانتقد جيبور أعتزام رابطة الدوري الألماني إجراء نحو 20 ألف اختبار للكشف عن المنشطات على لاعبي البوندسليجا حتى تستطيع إقامة المراحل المتبقية من البوندسليجا هذا الموسم.