من ركام الاتهامات.. بوركينا فاسو وساحل العاج تعيدان ترميم جسر الثقة
بعد أعوام من الاتهامات المتبادلة ومحطات ملتهبة شملت توقيفات متبادلة واتهامات بالتجسس، تجد بوركينا فاسو وساحل العاج نفسيهما أمام ضرورة إعادة ترميم جسر كان يوما شريانا نابضا في غرب أفريقيا، قبل أن تجرفه التحولات السياسية والانقلابات والاضطرابات الأمنية.
وفي لحظة سياسية دقيقة، وصل وفد ساحلي رفيع إلى واغادوغو في محاولة لالتقاط خيط «الروابط التاريخية» وإعادة نسجه على وقع التحديات المشتركة؛ من تمدد الجماعات الإرهابية إلى موجات النزوح التي تثقل كاهل المنطقة.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية في بوركينا السبت، فإن بوركينا فاسو وساحل العاج اللتين توترت علاقاتهما منذ تولي الكابتن إبراهيم تراوري السلطة، تسعيان إلى العمل على إحياء «الروابط التاريخية».
ومنذ استيلاء مجلس عسكري على السلطة في واغادوغو عبر انقلاب في سبتمبر/أيلول 2022، تكرر بوركينا فاسو اتهام جارتها بزعزعة الاستقرار، الأمر الذي تنفيه ساحل العاج.
واستقبل وزير خارجية بوركينا فاسو كاراموكو جان ماري تراوري السبت، أداما دوسو، الوزير المنتدب للتكامل الأفريقي وشؤون مواطني ساحل العاج في الخارج، خلال زيارة لواغادوغو.
تعزيز التعاون
وأفاد بيان صادر عن وزارة خارجية بوركينا فاسو بأن هذا اللقاء يعكس "التزام بوركينا فاسو الراسخ بتعزيز التعاون الإقليمي السلمي، بما يتماشى مع الروابط التاريخية والإنسانية العميقة التي تجمع شعبينا".
وقال كاراموكو جان ماري تراوري "تحدثنا كإخوة، بانفتاح وصدق. أعتقد أننا اتخذنا خطوة مهمة يجب تعزيزها"، معلنا أن "جهود بناء الثقة" بين الجانبين ستبدأ قريبا.
ونقل البيان عن الوزير في ساحل العاج أداما دوسو قوله "ساحل العاج وبوركينا فاسو رئتان للجسم الاقتصادي والاجتماعي نفسه، يربطهما التاريخ والجغرافيا"، مشيرا إلى أن "العلاقات بين البلدين تاريخية".
وأضاف: "نحن هنا لنطوي صفحة سوء الفهم نهائيا، ولنعيد علاقاتنا التي كانت يوما ما نموذجا للتعاون في غرب أفريقيا، إلى ما كانت عليه".
ويشترك البلدان في حدود يبلغ طولها نحو 600 كيلومتر ويسهل اختراقها ومعظمها غير مرسّم بشكل جيد، وتشهد أحيانا توقيفات من الجانبين.
ويُحتجز ستة مسؤولين من ساحل العاج في بوركينا فاسو بتهمة "التجسس" ودخول أراضي بوركينا أواخر أغسطس/آب، وهو اتهام تنفيه أبيدجان.
وفي يوليو/تموز، عُثر على شخصية مؤثرة في بوركينا فاسو مقربة من المجلس العسكري جثة في أثناء احتجازها في مدرسة للدرك في أبيدجان بتهمة "التواطؤ مع عملاء دولة أجنبية".
تعاني بوركينا فاسو عنفا مرتبطا بتنظيمي القاعدة وداعش منذ نحو عشر سنوات، أسفر عن مقتل أكثر من 25 ألف شخص ونزوح حوالي مليونين.
وتستضيف ساحل العاج نحو 70 ألف مواطن من بوركينا فاسو فروا من بلادهم، منهم 35 ألفا من منطقة بونكاني الحدودية وحدها، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.