الوفاة المفاجئة للرئيس نكورونزيزا "تقلق" شعب بوروندي
وفاة الرئيس بنوبة قلبية جاءت قبل أسابيع من انتهاء ولاية نكورونزيزا على رأس البلد الأفريقي الفقير.
حالة من الذهول والقلق في بوروندي تركتها الوفاة المفاجئة لرئيس البلاد بيار نكورونزيزا، الذي يحكم البلاد منذ 15 عاما.
وبتساءل الناس هناك، عما يخبئه لهم المستقبل، في بلد يتميز تاريخه بأزمات سياسية دامية وبحرب أهلية طويلة.
ونُكست الأعلام في العاصمة الاقتصادية بوجمبورا، في حين بدأ 11 مليون نسمة حدادا وطنيا لمدة أسبوع على رئيسهم الذي توفي، أمس الأول الإثنين، إثر نوبة قلبية.
وجاءت الوفاة قبل أسابيع من انتهاء ولاية نكورونزيزا على رأس البلد الأفريقي الفقير.
وبعد الإعلان عن الوفاة بعد ظهر الثلاثاء، عاد سكان بوجمبورا بسرعة إلى منازلهم، حيث بدا التوتر واضحا. قبل أن تعود الحركة صباح الأربعاء إلى المدينة.
وقال جان ماري (40 عام)، وهو موظف لوكالة فرانس برس "لقد عادت الحياة هذا الصباح إلى طبيعتها، وفتحت المكاتب والمحلات التجارية والأسواق، كل شيء يبدو طبيعيا، حتى لو رأينا في أماكن كثيرة مجموعات من الناس يتحدثون بصوت منخفض".
"الرجل القوي"
وكان نكورونزيزا يعتقد أن الله اختاره لقيادة الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، وقد حكم البلاد "بقبضة حديد".
وقال جيرارد، الناشط في مقاطعة نجوزي (شمال) "لا أستطيع أن أفهم كيف توفي رئيسنا على هذا النحو بعد أن كان (...) بصحة جيدة السبت".
كما ساد الذهول على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عمت الشائعات حول السبب الحقيقي للوفاة.
وتساءل بعض النشطاء عما إذا تعرض رئيسهم للتسميم، فيما رأى البعض الآخر أنه أصيب بفيروس كورونا.
في هذه الأثناء، ذكر مصدر في الرئاسة فضل عدم الكشف عن هويته أن دينيس بوكومى، زوجة نكورونزيزا، عادت إلى بوجمبورا مساء الثلاثاء من نيروبي المجاورة التي سافرت إليها أواخر الشهر الماضي لتلقي العلاج بعد إصابتها بفيروس كورونا.
من سيخلفه؟
ولم تعلن الحكومة في بوروندي بعد من سيتولى السلطة.
غير أن الخبير السياسي البوروندي جوليان نيموبونا، قال إن رئيس الجمعية الوطنية، باسكال نيابندا، سيتولى المنصب بالنيابة حتى أداء اليمين الدستورية للرئيس المنتخب الجديد في 20 أغسطس/آب .
وفاجأ نكورونزيزا المراقبين عندما قرر عدم الترشح في انتخابات مايو/آيار الفائت، رغم أن الإصلاحات الدستورية التي تم تمريرها في استفتاء في العام 2018 مددت عدد ولايات الحكم ما كان يسمح له بالبقاء في منصبه حتى العام 2034.
وقرر الرجل الذي يشغل المنصب منذ 2005 عدم الترشح لولاية رابعة، لكنه اختار الجنرال إيفاريست ندايشيميي "خليفة له".
ويصنف البنك الدولي بوروندي بين أكثر ثلاث دول فقرا في العالم، ويقدر أن 75 بالمئة من سكانها يعيشون تحت خط الفقر، مقابل 65 بالمئة عند وصول نكورونزيزا إلى السلطة.