وكيل وزارة الثقافة المصرية: النسخة 54 من "القاهرة للكتاب" شهدت أعلى مبيعات في تاريخ المعرض (خاص)
من بين عشرات الأجنحة التي يزخر بها معرض القاهرة الدولي للكتاب شهد جناح مبادرة "الثقافة والفن للجميع" زخما وإقبالا جماهيرا غير مسبوق.
الجناح الذي يتبع الهيئة العامة للكتاب المصرية استقطب مئات الآلاف من الزوار ونجح في بيع عشرات الآلاف من الكتب خلال 10 أيام، والسر يكمن في انخفاض سعر آلاف العناوين التي تصطف على أرفف المبادرة في بلازا (1).
زوار المعرض تنوعت فئاتهم العمرية، بداية من طلاب المدارس والجامعات، مرورا بالمواطنين العاديين، وصولا إلى رحلات مؤسسات أهلية.
وكيل وزارة الثقافة المصرية ورئيس الإدارة المركزية للتسويق بالهيئة العامة للكتاب محمد الفقي، تحدث عن فكرة إطلاق المبادرة، والجمهور المستهدف، وأرقام المبيعات، وأبرز العناوين، وأجاب عن السؤال الأهم: كيف وفرت الوزارة الكتب والروايات بهذه الأسعار؟
وقال الفقي لـ"العين الإخبارية"، إن البداية جاءت بإطلاق وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني مبادرة "الثقافة والفن للجميع"، ثم قرر رئيس الهيئة العامة للكتاب أحمد بهي الدين تخصيص جناح بأكمله للمبادرة في بلازا (1).
وأوضح أن الهدف من المبادرة كان إيصال أكبر قدر ممكن من الكتب إلى أكبر عدد من المستفيدين من المواطنين، لذا طرحت الوزارة الأعمال بأسعار تبدأ من جنيه واحد وحتى 20 جنيها فقط.
وتابع: "بالفعل، أدى طرح الكتب بهذه الأسعار إلى إقبال غير عادي وبشكل كثيف جدا على هذا الجناح تحديدا، حيث بيع حتى اليوم العاشر من المعرض أكثر من 103 آلاف كتاب، وهذا الرقم غير مسبوق داخل جناح واحد للهيئة".
ورأى أن "هذا يدل على أن نسبة الكتب التي تطرحها الهيئة وأسعارها في متناول الجميع كثيرة جدا"، مشيرا إلى أن إجمالي مبيعات الهيئة في جميع أجنحتها وعددها خمس بلغ حتى اليوم العاشر من المعرض 155 ألف كتاب، بينها 103 آلاف لكتب المبادرة فقط أي لا يزيد على 20 جنيها.
وكشف أن الكتب الأقل من 20 جنيها لم يتفرد بها جناح المبادرة وحده، إذ أتيحت كتب تتبع المبادرة وبهذه الأسعار في أجنحة الطفل وجناح الهيئة الرئيسي.
إتاحة وزارة الثقافة المصرية كتب بأسعار أقل من 20 جنيها تزامن مع ارتفاع سعر الورق وتكاليف طباعة الأعمال المقروءة، ما يطرح سؤالا: كيف وفرت الهيئة هذه المطبوعات بأسعار بسيطة؟
وأجاب المسؤول المصري: "هناك كتب وروايات متبقية من سنوات ماضية وجميعها مسعرة بأسعار الأعوام التي صدرت فيها، فقررت الوزارة طرحها للجمهور هذا العام بنفس السعر القديم دون تغيير".
وشرح: "مثلا كتاب صدر منذ 15 عاما بسعر 7 جنيهات، وقتها كانت القوة الشرائية لهذا المبلغ تعادل الآن 100 جنيه، وبالتالي إذا قررت إعادة تسعير الكتاب فيصبح 100 جنيه، لكن الهيئة رفضت إعادة التسعير وقررت طرحه بسعره القديم".
وأضاف: "الهدف كان إيصال الكتب لأكبر قطاع من المواطنين، وبالفعل أدت المبادرة إلى أن الإقبال الجماهيري كان كبيرا للغاية وعدد الكتب المباعة ضخم جدا".
وأكمل: "في النهاية فإن وزارة الثقافة هادفة إلى الثقافة ووصول الخدمة الثقافية لأكبر قطاع من الجمهور ولا تهدف إلى الربح المادي".
الإقبال الجماهيري على كتب المبادرة كان ضخما لكن بعض العناوين اجتذبت أعدادا أكبر من غيرها، مثل سلسلة "ما المعرفة" المباعة بـ2 جنيه، وكتاب أوبريت عمر الخيام للكاتب إبراهيم عبدالرازق المباع بسعر 10 جنيهات، وكتاب "ورد وشجر أخضر وطيور" للكاتب رجب الصاوي وسعره 5 جنيهات، وغير ذلك.
وعلق رئيس الإدارة المركزية للتسويق بالهيئة العامة للكتاب: "المبادرة تتضمن عناوين مطروحة بهذه الأسعار يصعب الوصول إليها حاليا، كما تتضمن كل المجالات بلا استثناء، وجاء الإقبال الجماهيري أيضا ليشمل كل التخصصات".
وتابع: "من الكتب المباعة بكثرة سلسلة (ما) و(رؤية) وكتب التاريخ وكتب علم المصريات لأن هناك فئة من الناس أصبحت تهتم بالمصريات مؤخرا، وأيضا هناك قطاع كبير يهتم بالأدب بكل فروعه، سواء رواية أو شعر أو قصة".
وأوضح الفقي أن الكتب التي تباع بجنيه واحد لا تنضوي تحت تخصص بعينه بل تشمل أي مجال وعددها أكثر من 3 آلاف عنوان، معتبرا أن توفير كتاب بجنيه واحد لا يوجد في أي دولة أخرى بالعالم.
واستطرد: "إذا ترجم الجنيه المصري لأي عملة عالمية وليكن الدولار، فإن الجنيه يساوي 3 سنتات، وإذا أراد أي شخص شراء أي شيء بثيمة 3 سنتات لن يجد".
المسؤول المصري رأى أن لا وجه للمقارنة بين النسخة الـ54 لمعرض الكتاب والنسخ السابقة فيما يتعلق بحركة البيع، قائلا إن "هذا العام شهد أعلى رقم مبيعات في تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب حتى الآن"، فيما لم يفصح عن الرقم.
ويختتم معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 غدا الإثنين 6 فبراير/شباط، بعد 12 يوما من الفعاليات المتنوعة والزخم الجماهيري غير المتوقع.
وعقب الفقي على الزخم الجماهيري الذي شهده المعرض هذا العام، قائلا: "الاستعدادات لهذه النسخة كانت مختلفة عن السنوات السابقة؛ نظرا لتخوف القائمين على الحدث من الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة والارتفاع العام في الأسعار، وبالتالي تخوفنا من عزوف الجمهور عن المعرض أو قلة العدد المعتاد".
وأضاف: "لكن كانت المفاجأة الكبرى بحضور هذا الحشد الضخم، وأعتقد أن جمهور معرض القاهرة للكتاب مختلف ويتمتع بدرجة من الوعي وإدراك أهمية الثقافة جعلته يضع الثقافة في نفس أهمية الأكل والشرب".
واختتم: "جمهور معرض القاهرة للكتاب يشرف، وهو جمهور محترم نفتخر بأنه وع لدرجة كبيرة جدا، وهذا الجمهور نراهن عليه ونحن مطمئنين".
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز