محمد الشماع لـ"العين الإخبارية" من داخل "القاهرة للكتاب": "الشوارع الخلفية" يصحح مفاهيم تاريخية مغلوطة (حوار)
على أرفف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 تصطف 6 أعمال للباحث محمد الشماع، آخرها كتاب يصحح مفاهيم مغلوطة لفترة مهمة في تاريخ مصر.
وانطلقت فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 يوم 25 يناير/كانون الثاني، وتستمر حتى 6 فبراير/شباط 2023، ويقام الحدث الثفافي البارز تحت شعار "على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع".
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الكاتب المصري محمد الشماع، تحدث خلاله عن حرصه على المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ54، وأعماله التي تصطف على أرفف المعرض، وتفاصيل أحدث كتبه "الشوارع الخلفية".
ومحمد الشماع كاتب صحفي وباحث وصانع أفلام وثائقية، أصدر العديد من الأعمال التي تستند إلى البحث في الأرشيف الصحفي والتوثيق التاريخي، سواء لأحدث مهمة مرت على مصر أو لشخصيات شهيرة مثل الموسيقار الكبير عمر خيرت والكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى.
أيضا هو كاتب سيناريو وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس للثقافة فرع كبار الكتّاب في السيناريو عام 2021 عن سيناريو "هبوط في الدورة الدموية".
وإلى نص الحوار:
كم عمل صدر لك حتى الآن؟
أصدرت 6 أعمال حتى الآن، وكانت البداية بكتاب مشاهدات يومية عن ثورة يناير بعنوان "أيام الحرية في ميدان التحرير" وصدر عام 2011، ثم "الشعب يبدي رأيه في كل ما حدث" وهو عبارة عن قصاصات صحفية قديمة أعدت إنتاجها بشكل جديد.
تلى ذلك إصداري كتاب أشبه بسيرة ذاتية عن صلاح عيسى بعنوان "حكايات من دفتر صلاح عيسى"، ثم "السرايا الصفرا" وهي رحلة في مذكرات مدير مستشفى المجاذيب 1916 – 1936، تلاه كتاب "المتمرد" عن الموسيقار عمر خيرت، وأخيرا "الشوارع الخلفية".
حدثنا أكثر عن أحدث عمل لك؟
"الشوارع الخلفية: عن المهمل والمسموم في تاريخ مصر 1882 - 1952"، أي منذ دخول الإنجليز إلى مصر وحتى بداية جلائهم، حيث شهدت هذه الفترة كتابة معظم تاريخ مصر الحديث وتضمن هذه الكتب للأسف العديد من المغالطات التي حرصت على تصحيحها.
وأحد المتسببين في إدخال تلك المغالطات بكتب التاريخ هو اللورد كرومر صاحب كتاب "مصر الحديثة"، فمثلا هو السبب في استخدام لفظ "هوجة" عند وصف ثورة عرابي بينما كانت ثورة وليست كما وصفها.
وفي "الشوارع الخلفية" هناك فصل عن الصحف الدينية في تلك الفترة، وكيف كان هناك في تلك الفترة صحافة إسلامية وأخرى قبطية وثالثة يهودية وكيف كانت كل منها تدافع عن مصالحها ووجودها.
وهناك فصل آخر في الكتاب عن أشخاص وصفوا بالبطولة لكنهم لم يكونوا أبطالا مثل أدهم الشرقاوي وخُط الصعيد باعتبارهم كانوا يواجهون الإنجليز، لكن في النهاية كان أحدهم يقطع الطريق على المصريين والآخر يأخذ إتاوات منهم.
أيضا تطرقت للفنون في كتابي عبر فصل كامل عن نظرة الغرب للرقص الشرقي، فالمنتشر على الساحة منذ منتصف القرن الماضي حتى الآن ليس هو الرقص الشرقي الحقيقي إنما وجهة النظر الغربية لفن الرقص الشرقي المليء بالغواية والإغواء، لكن الرقص الشرقي الحقيقي أشبه برقص الفلاحين الحالي في القرى والأرياف.
هل تحرص على المشاركة في معرض القاهرة للكتاب؟
أشارك في هذا الحدث الثقافي البارز منذ عام 2012 بعد إطلاق أول كتبي "أيام الحرية"، وإضافة إلى عرض كل أعمالي في المعرض حرصت على إصدار "السرايا الصفرا" و"الشوارع الخلفية" بالتزامن مع انطلاق معرض القاهرة، ودائما ما أحرص على المشاركة في المعرض لأنني أعتبره بمثابة "عيد" لنا جميعا، والإقبال عليه يمثل حالة من حالات الاعتزاز بحدث مهم تشهده الدولة التي ننتمي إليها.
والمعرض بالنسبة للمؤلف فرصة جيدة للدعاية لأعماله وعرضها خلال هذا الحدث يساعد في رؤية الزوار للكتب والمؤلفات بشكل جيد.
أيضا المعرض فرصة جيدة لرؤية الجميع والتعرف على المؤلفات الجديدة خاصة للشباب الصاعد، فضلا عن التعرف على الثقافات المختلفة في أجنحة الدول العربية والأفريقية والأجنبية.
كيف ترى الوضع الثقافي في مصر حاليا؟
مصر دولة مهمة للغاية والدليل على طبيعة الوضع الثقافي فيها ترشيح 4 أعمال مصرية ضمن 16 عملا مرشحا للفور بجائزة "البوكر" العربية، فضلا عن وجود المصريين الدائم في جائزة الشيخ زايد للكتاب، وأي جائزة تتعلق بالثقافة والكتب وحتى الترجمة نجد حضورا مصريا بارزا فيها.
وعموما أنا مؤمن بمقولة "مصر ولادة"، صحيح قد تمر بمنحنيات أو تتعرض لتأثيرات حضارية سلبية لكن في النهاية مصر دولة تتمتع بوضع ثقافي جيد، وهناك إبداعات جديدة مميزة وكتّاب جدد يحافظون على تقديم مؤلفات متماسكة.
وأرى أن الجانب الذي أكتب فيه وهو "إعادة النظر في التاريخ" شهد خلال السنوات الخمس الماضية تقريبا صدور العديد من الأعمال التي تسعى لتصحيح ما هو مسموم في التاريخ المصري.
هل تختلف تفضيلات القارئ المصري عن نظيره العربي؟
لا أرى أن هناك اختلافات ضخمة بين تفضيلات القارئين عند اقتناء الكتب، وأعتقد أن الفيصل في هذا الأمر هو الجودة التي يكتب بها العمل.
وبالنسبة لي أرى أن الأشقاء العرب يقرأون ما نقرأه في مصر وهذا ما ترجمته مبيعات كتابي "السرايا الصفرا" في السعودية مثلا، وأيضا نحن نقرأ ما يقرأ الأشقاء العرب هناك فمثلا "ساق البامبو" قرأت في مصر مع أنها تهتم أكثر بالمجتمع الخليجي، لذا أعنقد أننا نتشارك القراءة سويا.
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA= جزيرة ام اند امز