"شخصية مصر".. موسوعة جمال حمدان تنفد كل صباح من "القاهرة للكتاب"
هيئة الكتاب المصرية استعدت لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بإصدار طبعة خاصة تضم 4 أجزاء وطرحتها بسعر منخفض نسبيا.
منذ إعلان الهيئة العامة للكتاب في مصر تسمية المفكر الراحل جمال حمدان (1928 - 1993) ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام (22 يناير/كانون الثاني – 4 فبراير/شباط)، كان متوقعاً أن تكون موسوعته الشهيرة "شخصية مصر" في صدارة العناوين التي ستحظى بإقبال جماهيري واسع للاقتناء.
واستعدت الهيئة لهذا الحدث بإصدار طبعة خاصة تضم 4 أجزاء وطرحتها بسعر منخفض نسبياً.
وحتى الآن بيعت 2000 نسخة من الموسوعة، التي تنفد في الساعات الأولى من صباح كل يوم منذ افتتاح المعرض.
وأعلنت هيئة الكتاب، مساء الإثنين، أن الأعداد المطبوعة من النسخة شارفت على النفاد، وعزمها تزويد منافذ البيع في معرض الكتاب بالمزيد منها، ما يتماشى مع تصريح الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، بأن طبع "شخصية مصر" بهذا العدد الكبير هو حدث خاص واستثنائي.
وكانت الهيئة أعلنت في وقت سابق عن توقيعها بروتوكول تعاون مع مؤسسة دار الهلال للصحافة والنشر، لطباعة 3 آلاف نسخة من موسوعة "شخصية مصر" التي تضم 4 أجزاء، على أن تضمن الهيئة الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية المملوكة لدار الهلال.
وتتكئ موسوعة "شخصية مصر" على فكرة عبقرية المكان وارتباط العديد من الروافد في تشكيل شخصية مصر، بما في ذلك الروافد الجغرافية والتاريخية والسياسية والعلوم الإنسانية والتطبيقية والطبيعية.
وتنقسم الموسوعة إلى 4 أجزاء وهي: شخصية مصر الطبيعية، الذي يتطرق فيه للجيولوجيا والجغرافيا المصرية والموارد المائية والصحاري سواء الشرقية أو الغربية، أما الجزء الثاني فيتناول فيه حمدان شخصية مصر البشرية، الذي يمر فيه على مراحل تطور الحضارة المصرية منذ العصر الفرعوني، وملامح التجانس الطبيعي والمادي والحضاري والبشري والعمراني للشخصية المصرية.
وفي الجزء الثالث الذي خصصه لشخصية مصر التكاملية، يرصد فيه خريطة المجتمع المصري، وركائز الحياة الاقتصادية في مصر التي كانت الزراعة هي ركيزتها الأولى ثم انتقلت لسياقات أخرى، وأخيراً الجزء الخاص بشخصية مصر الحضارية، الذي خصصه لدراسة للمجتمع المصري والعاصمة بشكل خاص.
وصدرت "شخصية مصر" بصياغتها الأولى عام 1967 نحو 300 صفحة من القطع الصغير، ثم تفرغ الراحل جمال حمدان لإنجاز صياغتها النهائية في مدة استغرقت منه 10 سنوات، لتصدر في 4 مجلدت، قام بتنقيحها بين عامي ثم صدر 1981 و1984.
ولا تنفصل هذه الأجزاء في قراءة حمدان لشخصية مصر، غير مكتفٍ بالبعد الجغرافي لها الذي يُعد أحد علمائها البارزين، فهو يستند إلى قراءة تاريخية كأحد مفاتيحه لفهم عبقرية المكان، ومن أقواله الشهيرة في ذلك: "ولقد قيل بحق إن التاريخ ظل الإنسان على الأرض بمثل ما أن الجغرافيا ظل الأرض على الزمان".
وعلى الرغم من المادة المتخصصة التي يطرحها حمدان في موسوعته، فإن أرقام اقتنائها منذ صدورها الأول إلى اليوم، تبرهن على قدرة حمدان على اجتياز عقبة اللغة المتخصصة إلى الذهنية الجماهيرية، عبر أسلوبه الذي لا يخلو من بلاغة في الوصف، وهو الأسلوب الذي جعل اسمه يرتبط بلقب "شاعر الجغرافيا".
