كعكة الثورة.. طرق جديدة للاحتفال بذكرى التحرير في الجزائر
يصادف، الأحد، الذكرى 66 لاندلاع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي 1954- 1962 التي استغرقت 7 أعوام مكنت الجزائريين من نيل استقلالهم.
ويعتبر الجزائريون ذكرى عيد الثورة، ويوم الاستقلال الذي يصادف 5 يوليو/تموز من كل عام "عيدين مقدسين"، فهما يرمزان إلى تضحيات مليون ونصف المليون شهيد من أجل استعادة الأرض.
- معالم الإمارات تتزين بعلم الجزائر احتفاء بيومها الوطني
- 66 عاماً على ثورة الجزائر.. بوصلة الماضي توجه تغيير الحاضر
ينظرون ويتعاملون بفخر مع تاريخهم المليء بالبطولات والتضحية من أجل الوطن والولاء له دون غيره، ومع كل ذكرى تقام احتفالات رسمية في جميع مناطق البلاد، لاستذكار تضحيات المجاهدين والشهداء.
هذا على المستوى الرسمي، أما الشعبي فتختلف طرق احتفاله بذكرى الثورة المجيدة من عائلة لأخرى ومن منطقة لأخرى، فمنهم من يفضل حضور الاحتفالات الرسمية التي يعزف فيها النشيد الوطني وتطلق رصاصات الانتصار، أو مشاهدة الأفلام الثورية التي انتجت في سنوات السبعينيات.
غير أن احتفالات كثير من الجزائريين اختلفت إلى حد كبير هذا العام، وباتت الحلوى وسيلة جديدة للاحتفال بمناسبة تاريخية، بعد أن كان مقتصراً على الأعياد الدينية أو المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس وغيرها.
محل "Opera Patisserie" المختص في صناعة الحلويات بمنطقة "دالي إبراهيم" بالعاصمة، صنع الاستثناء في ذكرى هذا العام، بصناعته قوالب من الكيك بألوان علم الجزائر وبذلة مجاهدي الثورة الجزائرية.
"العين الإخبارية" تواصلت مع صاحب المحل، وكانت المفاجأة أنه لبناني الأصل، من أب لبناني وأم جزائرية.
اسمه "ربيع"، يتحدث اللهجة الجزائرية بطلاقة، اتضح بأنه مقيم في الجزائر منذ 20 عاماً، وفق ما ذكره في حديث لـ"العين الإخبارية".
تغيرت الأسئلة التي كنا ننوي طرحها على صاحب المحل للوهلة الأولى، بعد أن أبلغنا عامل فيه بأنه "لبناني"، فإذا به يتكلم اللهجة الجزائرية مثل أي من سكان العاصمة.
حتى إنه استبق الأسئلة بالقول "إنه رضع من حليب الجزائر ودمه جزائري"، وتحدث عن الثورة الجزائرية كأنه "عاصرها" أو ابن الجزائر أباً عن أم عن جد.
ربيع كشف من خلال حلوياته وحديثه عن عشقه للجزائر، واختار أن يعبر لها عن حبه لها بطريقته الخاصة.
"لم أحضر تلك الحلوى من أجل الربح المادي، بل تعبيراً مني عن حب الجزائر، أردت أن نحتفل هذا العام بذكرى عيد الثورة بطريقة مختلفة".. هكذا استرسل حديثه مع "العين الإخبارية".
اتضح أيضا أن ربيع حضر كعكة واحدة أراد من خلالها تزيين محله، لكنه فوجئ بكم كبير من الطلبيات على تلك الكعكة، كما أكد لـ"العين الإخبارية".
تحمس صاحب محل الحلويات، دفعه للتفكير في تحضير كعكات من نوع آخر، بعد أن اكتشف اهتمام الجزائريين بها، بل ورغبتهم في الاحتفال بالذكرى الـ66 لاندلاع الثورة بطريقة جديدة.
الفكرة بدأت – كما ذكر ربيع – من مجسم صغير مصنوع من الخشب لمدفع "بابا رزوق" الذي سرقه الاحتلال الفرنسي بعد خروجه من الجزائر عام 1962، والذي قال إنه "واحد من الرموز التي تمثل الثورة الجزائرية".
وأضاف: "أردنا أن نمزج بين الحلوى المصنوعة والمجسم الحقيقي المصنوع من الخشب، وأن تكون شكل التورتة بواجهة لباس عسكري"، ووضع فوقها علم الجزائر.
ظهور تلك الكعكة بذلك الإبداع والإتقان، كان وراءه فريق من مصممي الحلويات المحترفين، كما أن المحل يملك مخبراً خاصاً بالألوان وصناعة المنتجات الغذائية الخاصة بالحلويات، وهو ما يميز هذا المحل عن بقية محلات صناعة الحلويات في العاصمة الجزائرية.