كورونا وبطالة وحرائق.. هنا جحيم 2020

أصبحت مخاوف هؤلاء الناس نموذجًا لسؤال يطارد الكثيرين خلال هذا الموسم في ظل الجائحة، وهو هل سيستعيدون حياتهم السابقة؟

بين أنقاض الدمار الذي خلفته حرائق الغابات في كاليفورنيا، أصبحت صورة واحدة مثالًا رمزيًا للمآسي التي أحلكت عام 2020، وهي مجرد صورة لألسنة النيران وتصاعد الأدخنة بجانبها لافتة تطلب من الزوار ارتداء الكمامات، وغسيل اليدين، وأن يكونوا بأمان.

فيروس كورونا والبطالة والعالم الذي يحترق، بالنسبة لجودي فولمر، التي احترق منزلها الواقع في الطريق المؤدي لتلك اللافتة الأسبوع الماضي، بعد أيام من علمها بأن نتائج فحوصات والدها (92 عامًا) جاءت إيجابية للإصابة بفيروس كورونا، هذا بالضبط ما يلخص الحياة الآن، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وقالت فولمر (65 عامًا) باقتضاب: "يمكن لـ2020 أن تذهب للجحيم. لقد كان هذا أسوأ عام في حياتي". 

بطريقة ما كانت لافتة الترحيب الموجودة خارج دار رعاية بحيرة بريسا لاتزال واقفة، الثلاثاء، فيما توافد السكان العائدين عبر الحواجز الشرطية لتبين ما لم تطله النيران.

• أوكرانيا تكافح حرائق غابات تشرنوبل "المشعة" منذ شهر
• عواصف رعدية وأمطار تخفف حدة حرائق غابات أستراليا

لقى ثلاثة أشخاص مصرعهم– أحدهم عجوز سبعيني على كرسي متحرك– عندما اجتاحت النيران منازلهم بجانب الجبل، وقال أفراد الأسرة إنهم حاولوا الهرب، لكنهم التجأوا في النهاية لأحد ملاجئ الحريق.

أصبح المجتمع المطلة على البحيرة المكون من المتقاعدين والعائلات الصغيرة، الذين يعملون في تنسيق الحدائق الوظائف الخدمية الأخرى في أكثر المناطق ثراء بمقاطعة نابا في كاليفورنيا عبارة عن رماد.

وأصبحت مخاوف هؤلاء الناس نموذجًا لسؤال يطارد الكثيرين خلال هذا الموسم في ظل الجائحة، وهو هل سيستعيدون حياتهم السابقة؟.

وقال جيري رمكا (80 عامًا)، الذي يدير أحد المتاجر مع زوجته مارسيا ريتز (77 عامًا): "لقد فقدنا كثير من الناس الذين لن يرجعون مجددًا".

وبالنسبة لـ"ريتز"، فقد احترقت مقطورتها التي تحتوي على الرسومات واللوحات التي صنعتها، إلى جانب منزل السيدة فولمر ونحو 50 آخرين، وقالت: "كل شيء أصبح مساويًا للأرض".

وقال مسؤولون إن حرائق الغابات التي ارتفعت في سماء كاليفورنيا وأحلقت أضرارها برئتي الناس تسببت في مصرع سبعة ودمرت ما لا يقل عن 1690 منزلًا وغيرها من المباني.

لازال هذا وقت مبكر في موسع حرائق من المتوقع أن يتواصل حتى الخريف، لذا بينما يحاو الـ15 ألفًا من رجال الإطفاء السيطرة على ألسنة النيران حول الولاية، تعاود آلاف الأسر التي أخلت منازلها أدراجها متسائلين حول ما إن كان سيتعين عليهم الهرب مجددًا.