كامب ديفيد.. منتجع الدبلوماسية الهادئة في المطبخ الأمريكي
منذ افتتاحه، كان منتجع كامب ديفيد وجهة للرؤساء الأمريكيين الباحثين عن الراحة والاسترخاء ومسرحا لمؤتمرات القمة مع مختلف قادة العالم.
في متنزه جبل كاتوكتين، جرى بناء الأجزاء الأولى من المجمع في ثلاثينيات القرن الماضي، وجعله الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت المقر الرئاسي، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وأطلق روزفلت على المنتجع اسم "شانغريلا"، وهو الاسم الذي احتفظ به حتى إدارة الرئيس دوايت أيزنهاور، الذي أطلق عليه اسم "كامب ديفيد" تيمنا بوالده وحفيده.
وعلى مر السنين، توسع المنتجع حيث تم بناء كبائن جديدة وحتى حمام سباحة.
وبما أن المنتجع يقع في متنزه جبل كاتوكتين، فهو يضم عددًا من المسارات التي يمكن للرؤساء وعائلاتهم الاستمتاع بها.
وفي الغابة المحيطة به، خرج روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل للصيد. كما تردد أن الرجلين خططا لعملية إنزال نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية في شرفة إحدى كبائن "كامب ديفيد".
عطلات وركوب خيل
واعتادت عائلة الرئيس جيمي كارتر، قضاء العطلات في حديقة كانينغهام فولز الحكومية بالقرب منه، مثلما تظهر صور تعود لعام 1978.
ويعد ركوب الخيل أيضًا نشاطًا شائعًا في الممرات، كما تكشف إحدى الصور التي يظهر فيها الرئيس رونالد ريغان ونائبه في ذلك الوقت جورج بوش عام 1981.
وفي الأصل، كان حمام السباحة في كامب ديفيد بعيدًا عن مقر الإقامة، حيث يظهر الرئيس ليندون جونسون في صورة وهو يستمتع بالمسبح مع العائلة والأصدقاء والموظفين.
وبعد ذلك أضاف الرئيس ريتشارد نيكسون حوض سباحة في السبعينيات.
وبعد سنوات طويلة ظهر الرئيس باراك أوباما وهو يستمتع به مع ابنته عام 2011، حيث التقط مصور البيت الأبيض عددا من اللقطات الرائعة من وراء الكواليس للحياة في كامب ديفيد الذي يضم أيضا ملاعب تنس وكرة سلة وطاولة بلياردو.
وأمضى العديد من الرؤساء عيد الميلاد في كامب ديفيد الذي يبدو لطيفا أيضا في الشتاء مع الاستمتاع بممارسة التزلج على الجليد.
وحول كارتر المنتجع إلى مكان تُمارس فيه الدبلوماسية، مثل اتفاقيات كامب ديفيد التاريخية في عام 1978 وبالمثل استخدم الرئيس بيل كلينتون كامب ديفيد كموقع للمحادثات بين إسرائيل وفلسطين في يوليو/تموز 2000 .
وفي مايو 2018، استقبل أوباما زعماء العالم في كامب ديفيد لحضور قمة مجموعة الثماني حيث أخذ القادة الأوروبيون فترة راحة لمشاهدة ركلات الترجيح في الوقت الإضافي لنهائي دوري أبطال أوروبا بين تشيلسي وبايرن ميونخ.
"مكان خاص للغاية"
وفي عامه الأول في المنصب، زار الرئيس دونالد ترامب كامب ديفيد خمس مرات ووصفه في تغريدة بأنه "مكان خاص للغاية".
وفي يناير/كانون الثاني 2018، أحضر ترامب كبار الجمهوريين إلى المنتجع لحضور اعتكاف القيادة ومع ذلك تردد الرئيس السابق على ممتلكاته بما في ذلك منتجعه في مارالاغو بولاية فلوريدا أكثر من سفره إلى كامب ديفيد.
أما الرئيس جو بايدن فقام بأول رحلة له إلى كامب ديفيد بعد ثلاثة أسابيع من رئاسته لقضاء عطلة عيد الحب في عام 2021.
وكان بايدن في كامب ديفيد أثناء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان قبل أن يقطع رحلته للعودة إلى البيت الأبيض وإلقاء خطاب للأمة.
وفي فبراير/شباط 2023، استعد بايدن وفريقه لخطاب حالة الاتحاد من كامب ديفيد الذي أمضي فيه عطلة عيد الاستقلال في 4 يوليو/تموز من العام نفسه.
والشهر الجاري، استعد بايدن لمناظرته مع ترامب من كامب ديفيد قبل أن يجتمع مع عائلته لمناقشة أدائه الكارثي في المناظرة.