ترامب.. كلمة السر في تصحيح سياسة كندا تجاه إرهاب إيران
تصويت رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يمثل انعطافة مفاجئة وغير مسبوقة في دعمه الشخصي والعام لإيران منذ أكثر من 10 سنوات.
في 12 يونيو/حزيران، قاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الحزب الليبرالي لدعم مقترح حزب المحافظين بشأن إدانة "النظام الحالي في إيران لرعايته المستمرة للإرهاب حول العالم"، كما دعا لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وقال طوم كويجين، ضابط سابق بالاستخبارات العسكرية الكندية، إن تصويت ترودو يمثل انعطافة مفاجئة وغير مسبوقة في دعمه الشخصي والعام لإيران منذ أكثر من 10 سنوات، بدءًا من عام 2008 عند دخوله البرلمان.
- برلمان كندا يصنف "الحرس الثوري" الإيراني منظمة إرهابية
- الحرس الثوري يستثمر "أزمة النووي" في مكاسب اقتصادية خاصة
وأضاف كويجين خلال تقريره المنشور عبر الموقع الإلكتروني لمعهد "جيتستون" البحثي الأمريكي، أن هذا التحول يدفع للتساؤل حول سبب دعم "ترودو" مقترح حزب المحافظين المضاد لإيران، ملمحًا إلى أن الإجابة تكمن في أحداث قمة مجموعة السبعة التي انعقدت بمقاطعة كيبيك الكندية في 8 و9 يونيو/حزيران.
ولفت الضابط السابق بالاستخبارات العسكرية الكندية، إلى أن الخلاف بين كندا والولايات المتحدة كان جليًا بشأن سلسلة من القضايا المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا، لكن ما دار خلف الكواليس أكثر أهمية.
فقد كان من بين حضور القمة جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا تخفى أراؤه التي تنتقد إيران بصورة خاصة.
وأوضح كويجين أن الولايات المتحدة، تحت فترة عمله مستشارًا، هددت بفرض عقوبات ضد إيران، خاصة في أعقاب انسحابها من الاتفاق النووي، وكان ترودو له دور رئيسي في الاتفاق الذي كان سيشهد بيع الشركة الكندية "بومباردير" طائرات لشركة يملكها الحرس الثوري الإيراني.
وعند انتخاب ترودو منذ عامين ونصف، كانت الولايات المتحدة قلقة للغاية من الحكومة الكندية بشكل عام، ورئيس الوزراء بشكل خاص، حيث إنه كان يقول على معارضي عودة مقاتلي داعش إلى كندا "معادون للإسلام"، وأن المقاتلين العائدين يمكن أن يكونوا "صوتًا قويًا لمنع التطرف" في كندا، رغم أن حكومته ليس لديها برنامج لمكافحة التطرف.
ورأى ضابط الاستخبارات السابق في تقريره، أن أكثر شيء مدعاة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة كان موقف رئيس الوزراء الكندي من إيران، خاصة أن الأخيرة ترغب في زيادة نفوذها هناك بسبب الاتصال الجغرافي بين كندا والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن ترودو سمح لطهران بإعادة فتح سفارتها.
وأشار طوم كويجين إلى أن كندا ألغت بالفعل العقوبات ضد إيران، وخففت الحكومة من تحذيرات سفر رعاياها إلى طهران، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء السابق بيير ترودو، والد جاستن ترودو، كانت لديه وجهات نظر متطرفة خلال شبابه.
لكن الضابط السابق أوضح أن ترودو لم يصوت طواعية لصالح مقترح المحافظين، ويبدو أن ترامب وبولتون شجعاه على ذلك، رغم أنه في جميع الأحوال.
وفي النهاية أشار كويجين إلى أن الانعطافة المؤقتة لترودو على الأغلب، لن تغير أيديولوجيته، مشيرًا إلى أنه طالما القادة في الغرب، الذين يحملون مثل تلك الآراء، باقون في السلطة، فستبقى كندا على قائمة المراقبة من جانب رافضي انتشار التطرف الإيراني والدكتاتوريات.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg
جزيرة ام اند امز