نجل بهلوي: أطمح إلى تحرير إيران من الملالي بثورة ديمقراطية
نجل شاه إيران الراحل أكد دعمه قيام حركة ديمقراطية لتحرير الشعب الإيراني من حكم الملالي، موضحا أنه لا يطمع في الحكم.
قال رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل، محمد رضا بهلوي، إنه يدعم قيام حركة ديمقراطية لتحرير الشعب الإيراني من قبضة حكم الملالي، وإنه ليس لديه أي طموح شخصي في الحكم، موضحاً أن "الإيرانيين ينظمون صفوفهم اليوم من أجل الانتقال من الحكم المستبد".
وفي تصريحات أدلى بها لشبكة بلومبرج الأمريكية، قال بهلوي الابن: "أؤمن بأن إيران يجب أن تكون ديمقراطية برلمانية علمانية. الشعب الإيراني مَن يحدد الشكل النهائي (للحكم)".
وبحسب تصريحات بهلوي التي كررها على مدار أكثر من 20 عاما، فإنه لا يسعى إلى عرش إيران، وأنه لا يتلقى أي أموال من أي حكومة أجنبية، وإنما يرى في نفسه شخصاً يمكنه لفت انتباه العالم الحر إلى النضال من أجل الحرية في بلده الأم .
وقال بهلوي: "أنا لا أسعى إلى منصب. ليست لدي أي طموحات شخصية عدا المساهمة في تحرير الشعب الإيراني من الملالي. إذا قالوا إنهم بحاجة لي بجوارهم، في هذا الدور أو ذاك، ربما (أوافق)".
وكان "رضا" سيرث عرش إيران في 1979، ولكنه قضى بدلا من ذلك أكثر من 40 عاما في الولايات المتحدة، حيث ذهب إليها في أول الأمر ليتدرب كطيار في سلاح الجو الأمريكي في 1978، ودرس لفترة قصيرة في "ويليامز كولدج".
وأوضحت "بلومبرج" أن رضا يعد نفسه "وطنيا إيرانيا، ويؤمن بأن بلده الأصلي يجب أن يحذو حذو المجتمع الذي عاش فيه في المنفى".
وعن هذا يقول بهلوي الابن: "أنا شخص من النوع الذي ينظر إلى نصف الكوب الملآن. تخيل لو أصبحت ولي العهد. لا أعتقد أنني في تلك الحالة كنت سأحصل على واحد في المائة من الخبرة والمعرفة اللتين منحهما إياي العيش في مجتمع حر وبلد ديمقراطي".
وأكد أن هذه التجربة هي أفضل ما يمكن تقديمه للإيرانيين الذين ينظمون صفوفهم اليوم من أجل الانتقال من الحكم المستبد.
وأوضح بهلوي الابن أنه تأثر بأفكار صديقه الراحل جين شارب، المنظر العظيم للتغيير الاجتماعي غير العنيف ومؤسس معهد ألبرت أينشتاين، حيث يستلهم من هذه الأفكار كيفية تنظيم ثورة غير عنيفة، وكيفية مساعدة الحركة الديمقراطية في إيران الآن.
استراتيجية رضا بهلوي للثورة على الملالي
أوضح رضا بهلوي أن من أبرز مكونات استراتيجيته "إعادة دمج أغلبية أعضاء القوى البرلمانية الحالية غير الفاسدين وغير المتورطين بأعمال إجرامية"، وإعطاء الأمان لأعضاء الشرطة والأجهزة الأمنية للانضمام إلى الثورة.
وتابع: "يحتاج هؤلاء إلى أن يعرفوا أنهم لن يكونوا ضحايا لتغيير النظام. بعض كبار القادة سيخضعون للمحاسبة، ولكن الغالبية لا يجب أن ينالوا العقاب (على انضمامهم للثورة)".
وأضاف أنه يريد أن يبني جسرا بين نشطاء الديمقراطية في إيران ونظرائهم في الغرب، قائلا: "حان الوقت للديمقراطيات الغربية أن تنخرط في حوار مفتوح وشفاف مع المعارضة الديمقراطية". .
وأشار نجل الشاه السابق إلى أن هذه "العملية يجب أن تنبع من الإيرانيين أنفسهم، وأنه يعارض أي تدخل عسكري في إيران".
وأوضح بهلوي الابن أنه يركز بالأساس على التواصل مع الإيرانيين الذين يعيشون خارج البلد للمساعدة على حل مشكلات إيران.
وأضاف أنه يريد جمع شبكة من المهاجرين الموهوبين لتطوير سياسات للتصدي لكثير من المشكلات التي زادت في عهد النظام الحالي.
وبحسب ريويل مارك جيريشت، ضابط مخابرات أمريكي متقاعد وكان متخصصا في الملف الإيراني، فإن "هناك قاعدة شعبية داخل إيران تحن لنظام بهلوي، وهذه القاعدة تزداد".
المظاهرات الشعبية تمهد للثورة
مهدت الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يرزح فيها 80% من المجتمع الإيراني الذي بات تحت خط الفقر، إلى الثورة والانفجار في وجه الملالي.
وكان الحراك الشعبي اتسع ضد النظام الإيراني ليشمل أكثر من 100 مدينة بإيران في مطلع يناير/كانون الثاني، بأشكال متعددة لم تعهدها إيران شملت القطارات والمترو والعملات المالية، كوسيلة للتعبير عن الغضب من تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى تزايد وتيرة القمع الممنهج من السلطات الإيرانية تجاه المحتجين .
وأقدم عمال غاضبون في مدينة آراك، الواقعة وسط إيران الشهر الماضي، على إغلاق خط سكة حديد يربط شمال البلاد بجنوبها، احتجاجا على تأخر رواتبهم لمدة وصلت إلى 10 أشهر، وهو الأمر الذي بات معتادا في إيران مؤخرا، وسط عجز حكومي.
وخلال الأسابيع الماضية، نظم الآلاف من سائقي الشاحنات في إيران إضرابا مفتوحا عن العمل على نطاق واسع داخل البلاد، احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية، إضافة إلى زيادة رسوم العبور عبر الطرق لنقل السلع والبضائع على الرغم من أجورهم المتدنية، الأمر الذي أدى إلى حالة من الشلل التام على بعض الطرق السريعة داخل البلاد.