إيران.. ثلاثي الكساد يصيب اقتصاد"الملالي" بنوبة قلبية
التضخم يرتفع والقدرة الشرائية تنخفض في إيران والدولار يواصل قفزاته أمام التومان.
أكد محلل اقتصادي إيراني انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين الإيرانيين بمعدل 80% على مدار 8 أشهر، بسبب زيادة قيمة الدولار الأمريكي أمام العملة المحلية (التومان)، بعد أن وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، متوقعا في الوقت نفسه ارتفاع نسبة مؤشر التضخم إلى أكثر من 30% بنهاية السنة الفارسية الجارية، وتنقضي في 20 مارس/آذار المقبل.
ولفت وحيد شقاقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخوارزمي في طهران، خلال مقابلة مطولة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن الأشهر الـ8 الأخيرة شهدت انخفاضا في قدرة الإيرانيين الشرائية بسبب الزيادة المطردة بسعر الدولار أمام التومان، معتبرا أن انخفاض قيمة العملة المحلية بنحو 80% أيضا لن يظهر تأثيره سوى بنهاية السنة الفارسية الحالية، على حد قوله.
ووصف شقاقي، أوضاع الاقتصاد المحلي المنهار في إيران حاليا بـ"النوبة القلبية الاقتصادية"، مشيرا إلى أن نسبة السيولة إلى الناتج المحلي الإجمالي تتراوح بين 60 و70% بالنسبة للاقتصاد العالمي، في الوقت الذي تتخطى النسبة ذاتها حدود 110%، ما يعني وصولها إلى "حدود الخطر"، وفق تعبيره.
وعزا المحلل الاقتصادي الإيراني أسباب هذا الأمر إلى ضعف النظام المصرفي في البلاد، وتهاوي نسبة السيولة النقدية اللازمة لدعم التصنيع محليا، إضافة إلى تدمير السيولة في ظل هروب الودائع المالية خارج البلاد، في ظل انعدام الثقة بالمصارف والبنوك الإيرانية، لافتا إلى خروج أكثر من 30 مليار دولار على مدار العام الماضي من إيران، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية، الخميس، بأن أسعار العملات الأجنبية بسوق النقد الإيرانية ما زالت تواصل ارتفاعها على مدار الأسابيع الاخيرة، حيث وصل سعر بيع الدولار الأمريكي إلى أكثر من 7500 تومان إيراني؛ فيما وصل سعر بيع اليورو إلى نحو 8400 تومان.
وأدت تلك الزيادات غير المسبوقة بسوق النقد الأجنبي، إلى تأثيرات سلبية على أسواق أخرى من بينها الذهب، والأجهزة المنزلية، إلى جانب السلع الأساسية والبضائع المحلية، في الوقت الذي تشهد أسعار السيارات موجة غلاء منذ 10 أيام، ارتفع خلالها مؤشر الأسعار من 2 إلى 40 مليون تومان، وسط عجز حكومي عن التوصل إلى حلول مرضية للمواطن الإيراني، الذي يواجه أزمات معيشية طاحنة.
وفي تبرير للفشل الحكومي إزاء التدهور الاقتصادي، زعم الرئيس الإيراني حسن روحاني، مساء الأربعاء، خلال لقاء مع عدد من الصحفيين والإعلاميين أن ارتفاع الأسعار "حرب نفسية"، قبل أن يعلن محمود واعظي مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، صدور أوامر من روحاني بالعمل على سرعة كبح جماح التضخم عبر ضخ سلع بالأسواق والمتاجر، دون أن يحدد ثمة خطة واضحة في هذ الصدد، وسط دعوة من محمد باقر نوبخت، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية للمواطنين قبل يومين خلال برنامج تلفزيوني للاستثمار في البورصة بدلا من سوقي الذهب والسيارات.
ويري مراقبون للسوق الإيرانية، أن طهران تشهد أوضاعا اقتصادية مضطربة منذ إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني المبرم منذ 3 سنوات، ومعاودة فرض عقوبات قاسية ضد الأنشطة العدائية التي ينتهجها النظام الإيراني بالمنطقة، وسط خروج متوالٍ لشركات عالمية كبرى من الاقتصاد الإيراني مثل توتال الفرنسية، وبي بي البريطانية، وهيونداي الكورية الجنوبية، الأمر الذي اعترف به موقع إيراني بارز يدعى "عصر إيران"، في تقرير مطول له قبل يومين، لافتا إلى ما وصفه بـ"الانفجار في أسعار السيارات"، بعد أن تجاوزت على سبيل المثال قيمة سيارة من طراز "مازدا 3"، التي يعود تاريخ إنتاجها إلى نحو 10 سنوات، أكثر من 250 مليون تومان إيراني، بالتزامن مع غموض يسود الأجواء حول مصير الاتفاق النووي المثير للجدل.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز