هل يحل إلغاء مجانية "فيسبوك" مشاكله؟.. "واشنطن بوست" تجيب
هناك مثل ياباني حزين يقول "لا يوجد شيء أغلى ثمنا من شيء مجاني"، حيث يقول مقال بصحيفة واشنطن بوست أن هذا هو ممكن حل مشاكل فيسبوك.
ويطرح كاتب المقال شارليز لان ما يعتبره حلا مع تزايد الانتقادات الموجهة لفيسبوك والتي تذكر إن منصة التواصل الاجتماعي تنشر معلومات خاطئة حول مواضيع تتراوح من أعمال الشغب في 6 يناير/كانون الثاني بالولايات المتحدة الأمريكية إلى جائحة فيروس كورونا، إضافة إلى تأجيج الغضب وإثارة الكراهية وعمليات الاستقطاب وحتى عنف الغوغاء.
ويضيف: أن المشكلة الأساسية تكمن في نموذج أعمال فيسبوك، فالمنصة، التي تعرف شركتها الأم رسميا الآن باسم Meta، "تشرك" المستخدمين، الذين ينضمون مجانا، وتجمع البيانات الشخصية من خلال تفاعلهم مع النظام الأساسي.
- أول قرارات "ميتا" الصعبة.. فيسبوك دون إعلانات عنصرية: هل تستطيع؟
- أول رسالة من مارك زوكربيرج بعد تغيير اسم فيسبوك
ومن ثم تبيع للمعلنين فرصة استهداف المستخدمين عبر خوارزميات مبنية من تلك البيانات حيث حققت إعلانات بقيمة 28.2 مليار دولار في الربع الثالث من هذا العام، أو ما قدره 15 دولارا لكل مستخدم من 1.93 مليار مستخدم يوميا.
واعتبر كاتب المقال أن نتيجة هذا الأمر هي حلقة ردود فعل سامة حيث لا يقوم فيسبوك وتطبيقه لمشاركة الصور والفيديو أنستقرام ليس فقط بتجنيد المستخدمين إلى ما لا نهاية، ولكن أيضا يتلاعبون بمشاعرهم لزيادة وقت مشاهدتهم لتلك المواقع واستمرار جذبهم للشاشة.
تغيير الحوافز
واستشهد "لان" بما قالت الموظفة السابقة في فيسبوك فرانسيس هاوجين، والتي أبلغت عن المخالفات على فيسبوك: "أعتقد أنه لا يزال لدينا الوقت لامتلاك وسائل التواصل الاجتماعي التي تبرز أفضل ما في الإنسانية عبر تغيير الحوافز ".
واعتبر أنها محقة، وأنه يجب تغيير الحوافز لمستخدمي فيسبوك من خلال جعلهم يدفعون أمولا مقابل استخدام المنصة، مشيرا إلى أنه من خلال تلك الاشتراكات أو المدفوعات سيتاح لفيسبوك أن يبيع عددا أقل من الإعلانات مع الحصول على أرباح مقابل خدماته.
وأوضح أن الرسوم ممكن أن يتم أخذها في شكل اشتراك شهري يشبه Netflix أو مقابل لكل "مشاركة" أو "إعجاب" أو "تعليق" من أجل الحد من العبث في تلك الأفعال.
ونوه شارليز لان أن هذه ليست أفكار جديدة تماما حيث كتب أحد الكتاب في نفس الصحيفة قبل 3 سنوات بأن الإصلاحيين يوصون بوسائل التواصل الاجتماعي القائمة على الرسوم منذ عام 2014 على الأقل. وتحدث حينها تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، بشكل إيجابي عن ذلك.
وأكد على أنه من خلال الخدمة المدفوعة سيتمكن المستخدمون من فهم تفضيلاتهم الحقيقية بشكل أفضل فيما يتعلق بقضاء وقتهم على فيسبوك مقابل الأولويات الأخرى، مثل خصوصية البيانات.
وضرب الكاتب مثلا بعمليات الدفع للتأمين الصحي التي تشجع المرضى على التفكير في أفضل خيارات العلاج لديهم، وعدم الإفراط في استخدام النظام الطبي، فإن المدفوعات لاستخدام فيسبوك يمكن أن تدفع الأفراد إلى الاستخدام الأمثل اجتماعيا للمنصة.
واعتبر أنه ليس من المستغرب أن مؤسس Facebook والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج يفضل إبقاء جميع خدماته بما اسماه "وراء حجاب الجهل المسمى مجانا". مضيفا زوكربيرج رفض الدفع مقابل الخدمة باعتباره خطة "لخدمة الأغنياء فقط".
نسخة مجانية محدودة
واقترح في هذا الإطار أنه يمكن التخفيف من هذا من خلال إنشاء فيسبوك مجاني ممول بالإعلانات لأولئك الذين يفضلون عدم الدفع وواحد مقابل رسوم للآخرين، مردفا أنه على الرغم من ذلك، فإنه يجب تعظيم نطاق نموذج الرسوم مقابل الخدمة.
وعبر شارليز لان عن خيبة أمله في الضجة التي أثيرت حول كشف هاوجين عن اتصالات فيسبوك الداخلية، نظرا لأنه كان هناك القليل من النقاش حول البدائل القائمة على الرسوم.
وذكر أنه في 29 أكتوبر/تشرين الأول، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالات كتبها 12 أكاديميا وسياسيا وقادة أعمال وتقنيا تحت عنوان "كيفية إصلاح وسائل التواصل الاجتماعي" حيث حثت الغالبية العظمى على التنظيم الحكومي أو التعديل الفني.
وأضاف أنه واحدة فقط، وهي شيري توركل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ذكرت بإيجاز فرض رسوم على الخدمات، لذلك لا يتعين على وسائل التواصل الاجتماعي "بيع بيانات المستخدم أو الدغدغة والخداع للبقاء في العمل".
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg جزيرة ام اند امز