إذابة الأورام السرطانية بـ"البكتيريا".. إنجاز مصري ينتظر التطبيق
بعد نجاح البكتيريا في أداء وظيفة إذابة الخلايا السرطانية، يتم استهدافها بإرسال إشارة كهرومغناطيسية على نفس التردد الصادر عنها.
تمكن فرق بحثي مصري من تحويل الضرر الكبير الذي يحدثه أحد أنواع البكتيريا إلى ميزة في مقاومة الخلايا السرطانية، وذلك في البحث الذي نشرته مجلة الفيزياء الحيوية الدولية.
وتقول الدكتورة أماني حامد، المدرس بقسم الفيزياء الحيوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، وأحد أعضاء الفريق البحثي لـ"العين الإخبارية"، إن بكتيريا السيدوموناس، إذا أصابت أي خلية تذيبها، بفعل البروتينات السامة التي تفرزها، فاستفاد الفريق البحثي من تلك الخاصية الضارة لأي خلية سليمة، بزرعها وسط الخلية السرطانية، لإذابتها كما تفعل مع الخلايا السليمة.
وتضيف أنه بعد نجاح تلك البكتيريا في أداء وظيفة إذابة الخلية السرطانية، يتم بعد ذلك استهدافها بإرسال إشارة كهرومغناطيسة على نفس التردد الصادر عنها، الذي تم تحديده عبر نظرية "البصمة المغناطيسية"، التي يعد د.فاضل محمد علي، مؤسس قسم الفيزياء الحيوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، من روادها، وهو أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة.
وتشرح د.أماني تلك النظرية قائلة: "المثال المعروف لنا جميعا ونشاهده في شاشات التلفاز أثناء إجراء أي عملية جراحية هو أن المريض يتم توصيله بجهاز لقياس كهرباء القلب، بحيث إذا أعطى الجهاز إشارة بأن القلب لم يعد يصدر عنه كهرباء، يكون ذلك مؤشرا على وفاة الشخص، وهذا الأمر لا ينطبق على القلب فقط، فكل أعضائنا يصدر عنها إشارات كهربائية، ويمتد ذلك أيضا إلى أي ميكروب سواء كان نافعا أو ضارا".
وتقوم النظرية، كما توضحها د.أماني، على أنك إذا نجحت في تحديد التردد الخاص بأي ميكروب تستطيع إرسال إشارات كهربية رنينية على نفس تردده، فيؤدي ذلك إلى تدميره تماما، وهذا التردد يمثل البصمة الخاصة بالميكروب، والتي تميزه عن أي ميكروب آخر، وهو أمر يشبه بصمة الأصابع، والتي تختلف من إصبع لآخر.
ووفقا لتفاصيل هذا البحث، والذي أجري على فئران التجارب، يقول د.فاضل محمد علي، الباحث الرئيسي بالدراسة لـ"العين الإخبارية"، إن البكتيريا أظهرت كفاءة في القضاء على الأورام السرطانية بالفئران التي تم إمراضها، وكان التعرض لتردد 0.7 هرتز كافيا للقضاء عليها بعد أداء هذه المهمة.
ويحتاج تحويل هذه النتائج لعلاج للبشر، إلى عدة خطوات أخرى يشير إليها د.فاضل، وتبدأ بإجراء تجارب على الكلاب والقطط مثلا، ثم إجراء التجربة على نوع ثانٍ من الكائنات الحية، وليكن الجِمال مثلا، وبعد ذلك الحصول على موافقات من وزارة الصحة لإجراء تجارب على عدد محدود من المتطوعين، ثم يتم إجراء التجارب على عدد أكبر من المتطوعين، وبعد ذلك يتم إقراره علاجا.
ولا يوجد هذا التعقيد مع استخدام نظرية "البصمة المغناطيسية" في مقاومة بعض الميكروبات التي تصيب النباتات، لذلك فإن النتائج تكون أسرع، كما حدث في مواجهة بكتيريا "رالستونيا سولا ناسيرم" التي تصيب محصول البطاطس مسببة مرض العفن البني.
ويقول د.فاضل محمد علي: "كان التعرض لتردد 1 هرتز كافيا للقضاء على تلك البكتيريا، وأجرينا تجارب بالتعاون مع وزارة الزراعة على حقول مصابة بهذه البكتيريا وأنتجنا بطاطس خالية تماما من العفن".
aXA6IDMuMTYuNDcuODkg جزيرة ام اند امز