خبراء لـ"العين الإخبارية": العاصمة طرابلس الهدف المقبل للجيش الليبي
قطر وتركيا تسعيان لعرقلة تقدم الجيش
خبراء يؤكدون أن الجيش يحظى بدعم شعبي كبير في المنطقة الغربية وطرابلس، وهناك أطراف خارجية تسعى لمنع دخوله العاصمة على رأسها تركيا وقطر.
في الوقت الذي تسود فيه حالة من القلق والترقب من جانب المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في غرب ليبيا، خاصة الموجودة بالعاصمة طرابلس، بعد النجاحات التي حققها الجيش الوطني الليبي في الجنوب، وتطهيره من الإرهابيين، أكد خبراء في الشأن الليبي تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن العاصمة قد تكون الهدف المقبل للجيش الوطني.
- اتصالات وتحركات لدخول الجيش الليبي العاصمة طرابلس سلميا
- مندوب ليبيا بالأمم المتحدة: الجيش الوطني يعمل على تطهير الجنوب من الإرهابيين
وخرجت منذ عدة أيام أرتال عسكرية ضخمة من قوات الجيش الليبي إلى جهة لم تذكر، وتمركزت على تخوم مدينة "الجفرة".
وقال المحلل السياسي الليبي عثمان بركة: "إن قوات الجيش الوطني الليبي تمارس إحدى أهم مهامها، وهي حماية الوطن من الإرهاب بعد ما اكتشفوا المؤامرة الخارجية ضد البلاد، خاصة تلك المؤامرات التي تقودها الدوحة وأنقرة ضد الشعب الليبي".
وأضاف بركة لـ العين الإخبارية" أن المؤسسة العسكرية ملك الوطن وستتحرك في كل أرجائه، حسب الضرورة، بما فيها العاصمة طرابلس نفسها، وفي كل أنحاء الوطن هناك أفراد ينتمون لهذه المؤسسة وأخلاقها وضوابطها، وعليه فإن القوات المسلحة الليبية موجودة ويؤيدها الشعب لممارسة مهامها، واسترجاع سيادته التي سلبت عام 2011.
وشدد الخبير السياسي الليبي، على أن القوات الليبية لا تستهدف أحداً، بل الخارجين عن القانون وعن إرادة الشعب، مشدداً على أن الخطر الحقيقي اليوم ليس الجماعات المسلحة الإرهابية، بل الذين خلف تلك الجماعات من تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة الليبية المقاتلة وعملاء لتركيا وقطر.
ورسخ الجيش الليبي قاعدة له في وسط البلاد وألمح في عدة مناسبات إلى أن العاصمة قد تكون هدفه التالي، بعدما اجتاحت قواته الجنوب وسيطرت على مدن بأكملها بعد تطهيرها من الجماعات الإرهابية، وعصابات الجريمة المنظمة التشادية وغيرها خلال الأسابيع الماضية.
ويأخذ المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، والبالغ من العمر 75 عاماً، بزمام الأمور لمواجهة الإرهابيين والتيارات الإخوانية المتشددة.
تأييد شعبي للجيش الوطني
وقال المحلل السياسي الدكتور العربي الورفلي: "إن الجيش الليبي يحظى بدعم شعبي كبير في المنطقة الغربية وطرابلس، وسكان تلك المناطق يدعمونه بشكل كبير".
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن أبرز الصعوبات التي تعوق دخول الجيش لطرابلس هو وجود أطراف دولية تقف خلف المليشيات، خاصة داخل مدينة مصراتة التي توجد بها قوات ومليشيات مدعومة من تركيا وقطر.
وكشفت مصادر في الجيش الوطني الليبي النقاب عن أن عدة وحدات من الجيش عادت الشهر الجاري إلى بنغازي، بينما ذهبت بعض الوحدات إلى الجفرة، وهي مدينة في الصحراء تمتد أراضيها شرقاً وغرباً.
وبدوره قال عيسى رشوان، الخبير في الشؤون السياسية الليبية، إن الأفراد المنتمين للمليشيات المسلحة في ليبيا أغلبهم من سكان نفس مناطق نفوذ المليشيات، أي لا توجد مليشيا في منطقة معينة أفرادها من خارج تلك المنطقة.
وأضاف عيسى، لنفس السبب خسرت التيارات المتشددة حربها في بنغازي، لأنها من خارج بنغازي وانتصر الجيش، موضحاً أن حل هذه المليشيات يكون من داخل المدن نفسها ومناطقها، غير ذلك سوف تكون حرب شرسة وينتهزها اللصوص في نهب ممتلكات المواطنين العاديين البسطاء كما حدث سابقاً في بعض المناطق.
وتشهد طرابلس صراعاً هو الأشرس، خلال السنوات الماضية، بين مليشيات مسلحة ينتمي بعضها إلى تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية (تنظم القاعدة) وجماعات متطرفة أخرى واللواء السابع ترهونة واللواء 22.
وبدأ دور الجماعات والمليشيات المسلحة في ليبيا ينشط عام 2014، مع تشكيل الكتائب المسلحة لدعم أطراف سياسية ليبية، لا سيما تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي استخدم هذه الكتائب في تصفية خصومه السياسيين، وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة.
وتسببت سياسة الإخوان في تدمير العاصمة طرابلس التي تعاني من أزمة سيولة نقدية وأزمة الوقود وتهريب السلع الأساسية، فضلاً عن المعاناة التي يعيشها السكان، بسبب الوضع الأمني المتردي نتيجة سيطرة المليشيات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز