الكبتاجون.. مسارات الموت العابر للحدود برعاية "حزب الله"
فرضت تجارة مخدر الكبتاجون العابرة للحدود، نفسها على المنطقة العربية، بعد تصاعد اعتماد مليشيا حزب الله عليها كمصدر لتمويل أنشطتها.
تقارير إعلامية عالمية تشير إلى تجارة بمليارات الدولارات تفوق ميزانية دول عربية مثل سوريا، لكنها تعصف بشباب المنطقة خاصة في الخليج ومصر والشام باعتبارها المستهدف الأول منها.
ومع ضبط شحنة مخدرات مؤخرا قبل مرورها من اليونان إلى أوروبا عبر مساعدة أمنية سعودية تعود للصدارة عمليات إنتاج الكبتاجون بالمناطق العربية ومن تشار إليه أصابع الاتهام.
خارطة التصنيع
في مارس/آذار الماضي، كشفت صحيفة بريطانية دور مليشيا حزب الله اللبناني الموالية لإيران في إنتاج المخدرات في سوريا، لتمويل أنشطتها التخريبية.
وبحسب تقرير صحيفة "إندبندنت" عبر نسختها الفارسية، فإن شخصيات بارزة تابعة لحزب الله ومليشيات إيرانية أخرى تقوم بتصنيع وتجارة المخدرات داخل الأراضي السورية.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، زادت أنشطة إنتاج حبوب الكبتاجون، وهي من أشهر أنواع المخدرات في الأراضي السورية، فضلا عن تهريبها في مناطق مختلفة من سوريا، خاصة في جنوب البلاد.
ويعود السبب وراء انتشار هذا النوع من المخدرات إلى زيادة عدد معامل ومعدات تصنيع الكبتاجون، والتي لا تحتاج إلى بنية متطورة بل تجرى أحيانا داخل المنازل ويتم ترويج تلك الحبوب المصنعة بهذه الطريقة غالبا في السوق المحلية، وفقا للصحيفة.
وتتولى قيادات بمليشيا حزب الله مسؤولية إنتاج كميات كبيرة وعالية الجودة من حبوب الكبتاجون بهدف تصديرها إلى بلدان مجاورة؛ حيث يتم نقل المعدات اللازمة لتصنيع الكبتاجون من لبنان بواسطة عناصر المليشيا الموالية لإيران.
وأغلب هذه المعدات مملوكة لشخص لبناني يدعى نوح زعيتر، معروف كأحد كبار تجار المخدرات.
ووفقا للصحيفة البريطانية فإن سيطرة مليشيا حزب الله على العديد من مصانع إنتاج المخدرات ونقل العديد منها إلى حمص مهدت الطريق لتطوير إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاجون.
وتنقسم المناطق التي تتواجد فيها مصانع إنتاج حبوب الكبتاجون إلى عدة أقسام حسب كمية الإنتاج، وأهمها تقع في حمص وضواحي دمشق واللاذقية ودرعا.
كيف يتم التهريب؟
تكشف عمليات التهريب المتنوعة عن عدة طرق لتهريب الكبتاجون عبر شحنات البيض وإطارات السيارات وألواح الرخام وعبوات الشاي والقهوة، بحسب تقرير لصحيفة مكة السعودية يعود للعام 2020.
ومنذ سنوات تلجأ مليشيا حزب الله إلى شحنات الخضراوات والفاكهة لتهريب كميات كبيرة من الكبتاجون إلى عدة أسواق عربية وعالمية، ولعل أشهرها تسجيل عملية تهريب كبرى في عام 2017 داخل حبات من البطاطا شبيهة بالبطاطا الطبيعية، ولكنها صنعت من البلاستيك، في مصنع تم استيراده من الصين.
وضبطت البطاطا البلاستيكية المحشوة بحبات الكبتاجون في السعودية، حيث كان الصندوق الواحد يتسع لـ40 ألف حبة ويباع بخمسة آلاف دولار.
الأسواق المستهدفة
ومن المفارقات أن قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية من الخضراوات تصل إلى 24 مليون دولار سنويا بينما بلغت قيمة المخدرات الواردة من لبنان والمهربة إلى المملكة، والمضبوطة منذ العام 2020، 420 مليون دولار.
أرقام كشف عنها الكاتب السعودي عضوان الأحمري عبر حسابه الرسمي على تويتر مؤكداً أن النصف مليار دولار المشار إليه يرتبط بـ60 مليون حبة مخدرة من الامفيتامين سعت مليشيا حزب الله لتهريبها للمملكة.
ولم تكن السعودية وحدها هي الدولة المستهفة، فبالعودة إلى تقرير (مكة) فإن المخطط السري للمليشيا اللبنانية كان ولا يزال يستهدف الأسواق الخليجية والمصرية وبعض الدول الأوروبية.
الأحمري تحدث أيضًا عن أن 75% من إجمالي ضبطيات المخدرات القادمة من لبنان تكون مخبأة في شحنات وإرساليات الخضار والفواكه إلى السعودية، وهذه التجارة من اختصاص حزب الله، مطالبا السلطات اللبنانية بالتدخل.
ليست المرة الأولى
مساء الجمعة، أزاحت السلطات اليونانية الستار عن ضبط 4 أطنان من مخدر الحشيش مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا.
الضربة اليونانية لم تكن لتتحقق لولا معلومات أمريكية ومساعدة سعودية في ضبط شحنة المخدرات والتي تقدر قيمتها بـ33 مليون يورو، ووصلت إلى مرفأ بيريوس في أثينا باليونان يوم 14 أبريل/نيسان الماضي، وكان من المفترض أن يتم نقلها عبر قطار إلى سلوفاكيا مروراً بجمهورية شمال مقدونيا وصربيا وهنغاريا.
لم تكن هذه المرة الأولى لتمرير شحنة مخدرات قادمة من سوريا ولبنان إلى اليونان، فبحسب ما نشرته الصحيفة السعودية فإنه سبق وضبط 15 طنا في إيطاليا و30 مليون حبة في اليونان وملايين أخرى أحبطت السلطات المصرية والسعودية والأردنية عمليات تهريبها.