"كابتن مارفل".. خيال بلا دهشة لأول بطولة نسائية في "الخارقين"
"كابتن مارفل" يُعَد جزءا من اللعبة التجارية الكبرى لـ"مارفل"، التي صممت سلسلة أبطالها الخارقين انطلاقا من إمكانياتهم التي ظهرت في قصصها
يحمل تصدر فيلم "كابتن مارفل" Captain Marvel إيرادات شباك التذاكر في الأسابيع الأخيرة العديد من الدلالات التي قد نختلف على تفاصيلها، لا سيما الفنية منها، لكن المؤكد أننا جميعا سنتفق على أن هذه الأرقام تشكل أكبر دعاية لفيلم مارفل "Avengers: Endgame" القادم للصالات خلال الأسابيع المقبلة.
بالتأكيد نحن لا نذيع سرا، أو ندعي اكتشافا، بالقول إن فيلم "كابتن مارفل" جزء من اللعبة التجارية الكبرى لـ"مارفل"، التي صممت سلسلة أبطالها الخارقين للسينما، انطلاقا من إمكانياتهم التي ظهرت في قصصها المصورة، بما يتيح لها إعادة تدوير حكاياتهم على نحو فردي أو جماعي، خدمة لحكايات جديدة.
بحسابات الورقة والقلم، تبدو مهمة "كابتن مارفل" الرئيسية هو التمهيد لـ"Endgame "بوصف هذا الأخير ضربة "مارفل" الأكبر، تماما كما كانت مهمة "Avengers: Infinity War" التمهيد لحضور مهم لشخصية "الكابتن مارفل"، إلا أن لهذه الأخيرة في جعبة "مارفل" الكثير من المشاريع المستقبلية، لا سيما أنها تحمل تميزها الاستثماري بوصفها صاحبة أول بطولة نسائية مطلقة في "عالم مارفل السينمائي" (MCU).
نظريا يأتي فيلم "كابتن مارفل" في الترتيب الـ21 لسلسلة أفلام الأبطال الخارقين من "مارفل"، إلا أن الفيلم يصنع في زمن سابق لعدد من حكايات تلك السلسلة، إذ يبدأ حكايته في "هالا" عاصمة "كري" في 1995 قبل أن تهبط الكابتن مارفل (بري لارسون) إلى الأرض، والتي يسمونها في "هالا" C-53، وهناك يؤدي ترتيب الأحداث إلى استعادة بطلة الفيلم تفاصيل ما غاب عن ذاكرتها منذ 6 سنوات سابقة، ونعرف أنها كانت طيارا في القوات الجوية الأمريكية تدعى "كارول دانفيرس"، وتعرّضت لحادث طيران اكتسبت من خلاله قوة خارقة، نتيجة اختراق جسدها وهج الطاقة الخاص بمار-فل، نُقلت بعدها إلى "هالا"، إذ جرى هناك تدريبها وإقناعها بأنها أحد محاربي "كري"، وأن الطاقة الخارقة التي في يدها اليسرى منحت لها لتؤدي خدمات لشعبها وحمايته من الأشرار الآخرين.
على هذا النحو تجري أحداث الفيلم، قبل أحداث فيلم (Avengers3 :Infinity War)، وتفك في تفاصيلها علامة الاستفهام بشأن طبيعة مشاركة "الكابتن مارفل" في أحداث النسخة الرابعة من Avengers بعنوان " Endgame"، بعد أن انتهت نسخة Avengers الثالثة (Infinity War) بمشهد يمكن القول إنه يكاد أن يكون المشهد الأول من الفيلم المنتظر "Avengers4 "، إذ يسارع "نيك فيوري" بعد موت العديد من الأبطال الخارقين إلى إرسال إشارات استغاثة إلى الكابتن مارفل، وطلب العون منها في مواجهة "ثانوس".
وإذ ما قيس الأمر بقدرات "الكابتن مارفل" الخارقة وقوتها التي تفوق الكثيرين، وتصريحات "مارفل"، فإن هذه الشخصية ستكون في موقع القيادة للأبطال الخارقين في معركتهم ضد "ثانوس"، وهو الأمر الذي يبدو منسجما مع توجه هوليوود لتغيير حضور النساء في مشاريعها، بالتالي ستجد "مارفل" في حضور هذه الشخصية حالة استثمار تجاري جديد، لكن هذه المرة تحت عنوان "تمكين نساء هوليوود".
بالطبع لن يتوقف استثمار شخصية "الكابتن مارفل" عند هذا الحد؛ فالكثير من الخطوط الدرامية المفتوحة للشخصية وعلاقاتها المتشابكة التي لم تزل قائمة ضمن الصراع الناشب بين "كري" و"سكرول"، كما شاهدناه في الفيلم، يمهد بمجمله لظهور هذه الأخيرة في أفلام أخرى.
بعيدا عما هو مخطط لشخصية "الكابتن مارفل"، لا يحمل الفيلم جديدا في تصوره العام لشخصيته عما قدم من قبل في "عالم مارفل السينمائي"، وإن اختلفت التفاصيل، وهو الأمر ذاته الذي ينسحب على المؤثرات الخاصة التي تفتقر للجدة أيضا؛ ما يجعل من "كابتن مارفل" فيلم حركة بلا دهشة، لكن يُحفظ للفيلم قدرته على الإمساك بناصية حكايته، ورغم اعتماده نسق التداخل في توالي أحداثه وعلاقتها مع الزمن، فإن حكايته ظلت واضحة لا لبس فيها على المشاهد.
بالغالب لن يشكل عدم مشاهدة فيلم "كابتن مارفل" عائقا في تتبع الشخصية في أفلام أخرى، فتاريخ الشخصية لن يظهر بالغالب مجددا، باستثناء تلك التي تعود بالشخصية إلى العلاقة مع "كري" أو "سكرول" أو الصراع الناشب بينهما، وعندها لابد من التذكر أن "الكابتن مارفل" أو "كارول دانفيرس" نشأت في كنف عدوها "كري"، الذي حاول لفت انتباهها عن حجم قوتها الحقيقي، إلى أن تشارك في مهمة إنقاذ لأحد عملاء "كري" من قبضة "سكرول"، وتأسر هذا الأخير، إذ تكون فرصتها لاستعادة ما خفي من ذاكراتها، فتدرك أن الحرب التي تخوضها "كري" ليست كما قيل لها، وأنها ليست سوى ضحية سابقة لوحشيتها، ما يدفعها للوقوف إلى جانب "سكرول" ومساعدته على إيجاد مكان ما في المجرة بعيدا عن بطش "كري" وعدوانيتها.
وفقا لـBox Office Mojo، يعد فيلم "كابتن مارفل" سادس أكبر افتتاح في التاريخ بعد أن حقق 455 مليون دولار في جميع أنحاء العالم عند افتتاحه الأول، وهو ثاني أكبر فيلم من "عالم مارفل السينمائي" بعد Avengers: Infinity War، لكنه بالتأكيد ليس الأفضل على مستوى متعة الفرجة ودهشتها.