قفزة مناخية لـ«فورمولا وان».. سيارة مصنوعة من النفايات الإلكترونية
تلف هاتفك ولا تعرف ماذا تفعل به؟ قمة المناخ COP28 حملت الإجابة لمن يقلقه هذا التساؤل وجعلت من ذلك الهاتف المعطل، وقودا لقفزة مناخية.
ففي مدخل المركز الإعلامي في COP28، يلفت نظر المسرع إلى إحدى الجلسات، أو العابر متفقدا هاتفه، سيارة سباقات «فورمولا وان» ضخمة، لكنها لا تملك ذلك الشكل الذي تعتاده العين.
جسد السيارة مكون من "لوحات إلكترونية"، تعرف في عالم الحواسب بـ"Motherboard" وواجهات أجهزة كمبيوتر لوحيه، من شركات شهيرة، ما يجبر العابر على الاقتراب وتفقد الأمر، مهما كانت انشغالاته.
وتضم مقدمة السيارة من مجموعة من الهواتف المحمولة القديمة والمحطمة، وترسم اللوحات الإلكترونية هيكل السيارة فيما ينتصب مقعد السائق في منتصف اللوحات تماما.
فما قصة هذه السيارة؟
"العين الإخبارية" تفقدت "الركن الهادئ اللافت"، اقتربت أكثر من السيارة والمشرفين عليها، وفككت قصتها، ووضعت يعدها على علاقتها بقمة الأطراف في اتفاقية باريس للمناخ "COP28".
البداية من النفايات، إلكترونية الطابع هذه المرة؛ ذلك الهاتف الذي فقد القدرة على النطق وإصدار الوميض المحبب لمستخدميه، أو الحاسوب الذي أصبح عبئا على صاحبه أكثر من كونه وسيلة لإنجاز سيل من الأعمال.
ومن النفايات الإلكترونية تتضح ملامح القصة؛ السيارة مصنوعة بالكامل من النفايات الإلكترونية، في مثال جلي على "الاقتصاد الدائري" الصديق للبيئة، وإعادة التدوير، ما يصبح في النهاية في صالح مكافحة التغير المناخي، وتحقيق أهداف اتفاقية باريس لعام 2015.
لذلك، يعد عرض هذه السيارة الاستثنائية في أروقة مؤتمر COP28، بمثابة تعزيز لقيمة معالجة النفايات الإلكترونية والاستفادة منها بالشكل الأمثل لبناء اقتصاد دائري مستدام.
وفيما ترصد "العين الإخبارية" قصة السيارة المصنعة بالكامل من النفايات، كان جاستن شيلوفا، عضو فريق التفاوض من زامبيا، يقترب أكثر منها، وكأنها لمست "آلم خاص" في داخله.
وقال شيلوفا لـ"العين الإخبارية"، "نحن نحتاج مثل هذه السيارات (التي تعمل بالكهرباء) في بلادنا، لتقليل التلوث، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من النفايات".
السيارة من تصميم شركة «إن فيجن ريسينغ» التي تضع في صدر مبادرتها، 4 نصائح رئيسية لمن يملك جهاز إلكتروني تآلف؛ الأولى محاولة إصلاحه، الثانية: التبرع به، الثالثة: بيعه، والرابعة: إعادة تدويره.
بدورها، قالت بوليانا رايت، المسؤولة عن جناح عرض السيارة في COP28، لـ"العين الإخبارية"، "سيصل الحجم السنوي للنفايات الإلكترونية 75 مليون طن بحلول عام 2030"، لذلك تعكس السيارة أهمية الاقتصاد الدائري ومعالجة النفايات الإلكترونية، لاسيما تلك التي تصنفها منظمة الصحة العالمية بالتهديد المتزايد للبيئة".
وتابعت "السيارة صُممت بالكامل من نفايات إلكترونية، ممثلة في الهواتف المحمولة واللوحات الإلكترونية وتعمل السيارة بالطاقة الكهربائية وتسير على الطرق بشكل طبيعي".
وبجانب السيارة مباشرة، توجد محاكاة حية لقيادة هذه السيارة الاستثنائية، يجلس السائق على مقعد السائق، يحرك ذراعا إلكترونية، لتتحرك السيارة في شاشة تلفزيون أمام المقعد، في تجربة فريدة.
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز