أهداف الحياد الكربوني.. خبراء يشرحون الغاية والوسيلة
تعهدت أكثر من 130 دولة خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP26، بتحقيق الحياد الكربوني والوصول إلى صافي الصفر من الانبعاثات.
وقد تكثف التركيز على الحياد الكربوني، على وجه التحديد، مع تطوير تحالف عالمي للحياد المناخي 2020، حيث التزمت أكثر من 110 دولة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بما في ذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، ودولة الإمارات، وتعهدت الصين بالوصول إلى الحياد الكربوني قبل عام 2060.
واكتسب مصطلح الحياد الكربوني الاهتمام خلال العام الماضي، حيث وصفت العديد من المنتجات والشركات نفسها بأنها محايدة للكربون.
وفي COP28، وقعت أكثر من 120 دولة على تعهد بالعمل معًا لزيادة قدرة العالم على توليد الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030، ومضاعفة المتوسط السنوي العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة من حوالي 2% إلى أكثر من 4% كل عام حتى عام 2030.
ما هو الحياد الكربوني وفقا للخبراء؟
يتم تعريف حياد الكربون وصافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي بنفس الطريقة من قبل المجتمع العلمي، وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ - الهيئة العلمية الحكومية الدولية المدعومة من الأمم المتحدة، يتم تحقيق هذه الأهداف عندما تتم موازنة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النشاط البشري عالميًا مع كمية ثاني أكسيد الكربون التي تمت إزالتها خلال فترة محددة.
وهذا هدف مهم للغاية، لأنه للحفاظ على الكوكب صالحًا للسكن، يجب أن يقتصر ارتفاع درجة الحرارة العالمية على ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وللحفاظ على ذلك يجب خفض الانبعاثات بنحو 45% بحلول 2030 مع الهدف النهائي المتمثل في "صافي الصفر" بعد عقدين من الزمن.
ولتحقيق تحدي الانبعاثات الصفرية يتطلب تحولا عميقا في الطريقة التي ننتج بها ونستهلك ونتحرك، وتوضح الأمم المتحدة أن قطاع الطاقة هو "مصدر حوالي ثلاثة أرباع انبعاثات الغازات الدفيئة اليوم، ويحمل المفتاح لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ".
وفي ضوء ذلك، فهو يدعو إلى "استبدال مولدات التلوث، مثل إنتاج الطاقة من الفحم والنفط والغاز، بمصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، من شأنه أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون".
وكما يقول جواد الخراز المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، يعمل الحياد الكربوني كأداة قوية في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري والعواقب المرتبطة به، بما في ذلك الأحداث المناخية المتطرفة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والاضطرابات البيئية، وكما أوصى البحث العلمي، تهدف الدول، من خلال تحقيق الحياد الكربوني، إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وتكمن أهمية هذا الهدف في حماية النظم البيئية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وحماية سبل عيش الإنسان من الآثار المدمرة لتغير المناخ.
وكان تقرير مؤسسة القمة العالمية للحكومات الصادر العام الماضي، أكد أن مفاهيم الحياد المناخي وإزالة الكربون حول العالم تطورت لتصبح التزامات وقعها المسؤولون الحكوميون في كل قطاع، لافتا إلى أهمية تكثيف الجهود لمواجهة هذا التحدي الحيوي، وأن الفرصة مواتية للحكومات لتحقيق الطموحات في مجال التغيّر المناخي بفضل الإرادة القوية والتكنولوجيا والاستراتيجيات سريعة التطور.
ويشير د.نهاد إسماعيل الخبير باقتصاديات الطاقة في لندن، إلى تجربة دولة الإمارات التي أعلنت عن أهدافها لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، لتصبح إحدى الدول القليلة ضمن قائمة أكبر عشر دول منتجة للنفط، والدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تطلق هذا التعهد.
وذكر إسماعيل، أن دولة الإمارات تعمل على تحقيق أهدافها من خلال عدة مسارات رئيسية، تشمل قطاع الطاقة، والصناعة، والتنقل، إضافة إلى البيئة، حيث تهدف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة أو المستدامة ضمن إجمالي مزيج الطاقة إلى 50% بحلول عام 2050، والحد من البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70%.
تعويضات الكربون ومطالبات الحياد الكربوني
يدعم معظم الخبراء عمومًا ضرورة أن تستند مطالبات حياد الكربون إلى تأثيرات خفض الانبعاثات ضمن سلسلة القيمة، وليس على استخدام أرصدة الكربون أو تعويضات انبعاثات غازات الدفيئة في أماكن أخرى، وتماشيًا مع هذا الفهم، أقر برلمان الاتحاد الأوروبي لائحة جديدة لحظر الغسل الأخضر وتحسين معلومات المستهلك، وبموجب هذه القاعدة الجديدة، لن يُسمح بتعويضات الكربون في مطالبات الحياد الكربوني اعتبارًا من عام 2026 فصاعدًا.
COP28 وتسريع الحياد الكربوني
ويوضح الخراز ،أن مؤتمر قمة المناخ في دبي COP28، الحديث عن ضرورة تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني بما فيها الدول المتقدمة والدول العربية، فالتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، يجب القيام بمجموعة الإجراءات فيما يتعلق بالتحول الطاقي والانتقال إلى الطاقة النظيفة، ويجب الاستثمار في تقنيات اختزال وتخزين الكربون، والحياد الكربوني يشمل جميع قطاعات الاقتصاد، وتغيير العمليات الصناعية لتقليل الانبعاثات، وخاصة أن هناك صناعات كثيفة الانبعاثات وهذه تحتاج لخطط طويلة المدى والتوصل لمصادر طاقة مستدامة على رأسها الهيدروجين الأخضر.
وأشار الخراز إلى أن مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاثة مرات يساهم في الانتقال بسلاسة إلى اقتصاد منخفض الكربون وتحقيق الهدف النهائي للحياد الكربون، ومواجهة الآثار الخطيرة لارتفاع درجات الحرارة، خاصة فيما يتعلق بالأحداث المناخية المتطرفة.
ناقوس الخطر والتحديات
وقد دق تقرير "خطر صافي الصفر العالمي" الصادر عن مركز الاستخبارات الأوروبية ناقوس الخطر، بأن 11% فقط من قادة صناعة الطاقة يعتقدون أنه سيتم تحقيق الأهداف العالمية المؤقتة لتحقيق صافي الصفر، وكان لدى المشاركين في الدراسة توقعات أكثر تفاؤلاً قليلاً بشأن تحقيق أهداف صافي الصفر في بلدانهم مقارنة بآرائهم بشأن الأهداف العالمية، في حين شعر 16% فقط من المشاركين بالتفاؤل بشأن تحقيق الأهداف المؤقتة لصافي الصفر في بلادهم، فإن نسبة كبيرة بلغت 66% يعتقدون أن الأهداف الوطنية لعام 2050 لا تزال قابلة للتحقيق.
ولذلك، هناك تفاؤل حذر بشأن الأهداف الأطول أجلا، مدعومة بأهداف ملزمة قانونا وتأثير التقدم التكنولوجي ونمو القدرات، فالشكوك الناشئة عن نقص المهارات، وفشل التنفيذ، وفجوات التمويل لا تزال كبيرة، حيث يرى بعض المشاركين فقط وقوع كارثة كبرى كحافز للعمل. ويدعو آخرون إلى توجيهات حكومية أكثر استباقية وإلزامية لتحقيق صافي إنجازات صفرية.
وعن هذه التحديات فيؤكد نهاد إسماعيل الخبير الاقتصادي، أنها تشمل عدم كفاية التمويل في ظل ظروف اقتصادية صعبة ناتجة عن وباء كوفيد-19 وتبعيات إغلاق اقتصادات العالم لعامين, ثم الحرب الأوكرانية واضطراب اللوجستيات وسلاسل الإمدادات، ثم الأزمة الجيوسياسية القائمة الآن في البحر الأحمر والتوترات الإيرانية الإسرائيلية. كل هذه العوامل تعيق تخصيص الميزانيات الكافية لمعالجة المناخ وتنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة.
وأضاف أن بعض التقديرات تقول انه تم انفاق 4 تريليونات دولار مند 2010 على الطاقة النظيفة المستدامة لا سيما الطاقة الشمسية والرياح ولكن الاستهلاك العالمي لا يزال ضئيلا أقل من 10%، كما أن التخلص من الطاقة الأحفورية سيأخذ عقود من الزمان.
وضرب مثالا بأجندة الرئيس الأمريكي بايدن الصديقة للمناخ والبيئة والمعادية للنفط والغاز والفحم، إلا أن نسبة استخدام النفط والغاز تزيد عن 70% والفحم أكثر من 10% ونسبة أقل للطاقة النووية، ولكن الطاقة المتجددة لا تزيد عن 10%، أما الصين فهي تعد مستهلكاً ضخماً للفحم الحجري وبعض الأرقام تشير إلى 55% وحوالي 20% من النفط.
فيما يرى عبدالله السيد، مدير قسم البيئة والجودة والسلامة بإحدى شركات الطاقة العالمية في أوروبا أن الوصول الى صفر انبعاثات هدف ليس بالسهل، حيث هناك العديد من التحديات أهمها، استثمار الدول الصناعية في بنية تحتية، واقتصاد يعتمد بصورة أساسية على الوقود الأحفوري بتريليونات الدولارات، لذلك يجب أولا أن تحقق تلك الاستثمارات ما يسمى بعائد الاستثمار، ثانيا، نقص المهارات الخضراء، وتحتاج عملية التحول تلك إلى تأهيل العمالة الماهرة المدربة، وخلق أنظمة تعليمية قوية تستهدف ذلك التحول وخلق تعليم مهني وتدريبي محترف على أحدث الأنظمة الخضراء، وأيضا تحقيق رضاء المواطن عن ذلك التحول، بحيث لا يدفع من جيبه الفرق في التكلفة أو لا يخسر وظيفته.
ويضيف السيد أن هناك أيضا تحدى آخر على مستوى اتخاذ القرار والحكومات، حيث أن التغيير يتطلب خطط عمل طويلة وموافقات ودراسات تستهلك الكثير من الوقت، لذلك فوضوح الرؤية والاستراتيجيات وأخذ قرارات جريئة للتغير هو المطلوب لأننا في صراع مع الزمن لتقليل الانبعاثات.
ويرى السيد أن التحول للاقتصاد الأخضر والوصول للحياد الكربوني فرصة لخلق فرص عمل جديدة، وخدمات نظيفة وابتكارية، كما أن الدول التي ستستثمر في ذلك حاليا باستراتيجيات واضحة ستكون الدول الأكثر حظا اقتصاديا في المستقبل.
أهداف التنمية المستدامة والحياد الكربوني
يوضح هشام سعد الشربيني المستشار الفني والخبير البيئي، أن أهداف التنمية المستدامة والحياد الكربوني مفهومان مترابطان، بينما يركز الحياد الكربوني بشكل خاص على الحد من انبعاثات غازات الدفيئة لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية، وتوفر أهداف التنمية المستدامة إطارا أوسع للتنمية المستدامة يشمل الأبعاد الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية، والتكنولوجية.
ويفسر الشربيني ذلك بأن البعد البيئي، حيث يتماشى الحياد الكربوني بشكل وثيق مع الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره، كما يعد تحقيق الحياد الكربوني في المدن والمجتمعات أمرا ضروريا للنهوض بالهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يهدف إلى جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة، ويعد التخطيط الحضري المستدام وأنظمة النقل والمباني والبنية التحتية أمرا بالغ الأهمية للحد من الانبعاثات وتعزيز المدن الصالحة للعيش والمستدامة.
وكذلك يساهم الحياد الكربوني في تحقيق الهدفين14 و15 من أهداف التنمية المستدامة من خلال التخفيف من آثار تغير المناخ على النظم الإيكولوجية البحرية والبرية.
وفيما يتعلق بالبعد الاقتصادي، فيقول الشربيني، إن الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة وتحقيق الحياد الكربوني أمرا ضروريا للنهوض بالهدف 7 من أهداف التنمية المستدامة، لضمان حصول الجميع على طاقة حديثة وموثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة، حيث تلعب تقنيات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية دورا رئيسيا في إزالة الكربون من قطاع الطاقة وتعزيز الوصول إلى الطاقة النظيفة.
أما ما يتعلق بالبعد التكنولوجي، فيوضح، أن حياد الكربون يتطلب الابتكار والاستثمار وتطوير البنية التحتية لدعم الانتقال إلى التقنيات والممارسات منخفضة الكربون عبر الصناعات، وهو ما يؤكده الهدف 9 من أهداف التنمية المستدامة على أهمية التصنيع المستدام والابتكار والبنية التحتية لتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.
فمن خلال دمج جهود الحياد الكربوني مع مبادرات التنمية المستدامة الأوسع نطاقا، يرى الشربيني أنه يمكن للبلدان والمنظمات والمجتمعات معالجة تغير المناخ بطريقة شاملة مع دفع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، يضمن هذا النهج أن يساهم العمل المناخي في الحد من الفقر والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة والازدهار الاقتصادي، مما يؤدي إلى مستقبل أكثر استدامة ومرونة للجميع.
التكنولوجيا الكلمة السحرية
يرى د.ماهر عزيز عضو مجلس الطاقة العالمي، أن مصطلح "الحياد الكربوني" قد يكون مصطلح غير دقيق، ويفضل أن يكون بديلا عنه مصطلح " التعادلية الكربونية " وليس الحياد الكربوني، مبررا ذلك بأن الحياد هو معني سياسي قد يكون حيادا سلبيا أو إيجابيا، ويقصد به عدم الانحياز لطرف في مواجهة طرف آخر، وهذا لا شأن له بانبعاثات غازات الدفيئة، أما مصطلح " التعادلية الكربونية " فدلالته واضحة ومباشرة وتعني أن تتعادل الانبعاثات الكربونية، فتصل إلي حالة الثبات التي لا تزيد فيها عن حدودها القائمة مهما تقدمت التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة.
ولكن كيف يمكن تقليل نسبة الانبعاثات والوصول للحياد الكربوني " صفر كربون"؟
يؤكد عزيز، أن الوصول إلي صفر كربون قد يكون أمرا غير واقعيا إلا أن خفض الانبعاثات لمستواها عام 2010 أو 2000 أو حتي 1990 ( الذي كان هو هدف بروتوكول كيوتو) أمر واقعي وعملي.
ويوضح أن العالم لا يحتاج مطلقا أن يصل إلي صفر انبعاثات لأن خفض الانبعاثات بقيمة حوالي 22 مليار طن ثاني أكسيد كربون مكافئ سيكون نجاحا باهرا حقا دون الحاجة للوصول إلي صفر كربون.
الحياد الكربوني.. قصة أغلى صفر في العالم
التمويل الأخضر.. طوق النجاة من المناخ المتطرف
وكيف يمكن خفض انبعاثات غازات الدفيئة؟
يقول عزيز وهو استشاري بيئي لوزارتي الكهرباء والبيئة في مصر، إن المفتاح السحري لهذا الخفض هو التقدم التكنولوجي، حيث يرى أن التقدم التكنولوجي في الطاقة البديلة يعظم استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة، علي الأخص الشمس والرياح، وأيضا ينشر استخدامات الهيدروجين كحامل للطاقة، كما يعظم استخدامات طاقة الكتلة الأحيائية، وطاقة حرارة باطن الأرض، ويعظم تطبيقات كفاءة الطاقة ..
ويشير إلى أن الأمان في توليد القوي الكهربية النووية بلغ مبلغا بعيدا جداً، مما يشجع علي انتشارها وزيادة مشاركتها في المزيج الكلي العالمي للطاقة، خاصة أنها لا ينبعث عنها غازات احتباس حراري مطلقا.
كما يرى عزيز أن التقدم التكنولوجي في الصناعة والزراعة والنقل يخفض إلي درجة كبيرة من انبعاثات غازات الدفيئة، وكذلك تكنولوجيا اقتناص الكربون وتخزينه في الطبقات الجيولوجية في باطن الأرض التي يمكنها أن تؤدي دورا جوهريا في خفض الانبعاثات، فكما يقول عزيز فالتكنولوجيا هي الكلمة السحرية في خفض غازات الدفيئة وتثبيتها عند مستوي منخفض يكون كافيا لإنقاذ كوكب الأرض من الارتفاع المستمر في متوسط درجة حرارة جو الأرض.
ومن جانبه يوضح مصطفى الشربيني، رئيس الكرسي العلمي للاستدامة بمنظمة الألكسو التابعة لجامعة الدول العربية، أن كونك محايدًا للكربون سيحد من المساهمات في تغير المناخ، أن من أهم الفوائد:
- زيادة الإيرادات، الإعلان أن علامتك التجارية هي علامة تجارية صديقة للكوكب، وهذا يمكن أن يجذب عملاء جدد وموظفين بشكل كبير
- تقليل التكاليف، إن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يتعلق إلى حد كبير بتحسين عملياتك، ويمكن أن يترجم ذلك إلى وفورات حقيقية لشركتك
- تقليل المخاطر، إذا لم تكن شركتك مشمولة بعد بالتشريعات اللازمة للإبلاغ عن انبعاثات الغازات الدفيئة اليوم، فهذا لا يعني أنها لن تكون كذلك في المستقبل؛ أو لن يطلب منك عملاؤك القيام بذلك. الاستعداد لذلك مقدما.
ولكن تحقيق الحياد الكربوني ليس فقط المفتاح لتجنب أسوأ العواقب المترتبة على تغير المناخ، بل كما يقول الشربيني يعود أيضا بالفوائد على المجتمعات والمجتمع ككل:
- تقليل التلوث البيئي وتحسين الصحة.
- تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وخلق فرص العمل الخضراء .
- تعزيز الأمن الغذائي من خلال تقليل تأثير تغير المناخ.
- وقف فقدان التنوع البيولوجي وتحسين حالة المحيطات.
كما إنه يُظهر التزام الشركة بإزالة الكربون ورغبتها في التعويض عن التأثيرات المتبقية، فهو يعمل على تحسين مؤهلات الشركة الخضراء، مما يميزها عن الباقي كعلامة تجارية مسؤولة بيئيًا.
تعاون دولي وجهود مستدامة
فيما ترى د. هبة إمام الخبير والاستشاري البيئي بدولة الإمارات أن تحقيق الحياد الكربوني يتطلب تعاوناً عالمياً قوياً وجهودًا مستدامة من قبل الجميع، بما في ذلك الحكومات والشركات والمجتمعات المحلية والأفراد، قد يكون من الصعب تحقيق الحياد الكربوني بالكامل في الوقت الحالي، ولكن من الممكن تحقيق تقدم كبير في تقليل الانبعاثات وتحرير الاقتصادات من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
فتحقيق أهداف الحياد الكربوني كما تقول هبة إمام، يتطلب جهود متعددة ومتكاملة على المستويات العالمية والوطنية والمحلية.
وفيما يلي بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحقيق هذا الهدف:
1. تقليل الانبعاثات: يجب تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من المصادر المختلفة مثل الصناعة والطاقة والنقل والزراعة. يمكن تحقيق ذلك عن طريق تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتبني التكنولوجيا النظيفة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.
2. تشجيع الابتكار والبحث: يجب دعم الأبحاث والتطوير في مجالات الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الانبعاثات المنخفضة والتخزين الكربوني وغيرها من التقنيات الجديدة لتحقيق تقدم أسرع في تحقيق الحياد الكربوني.
3. تشجيع الاستدامة والتوجه نحو اقتصاد منخفض الكربون: يجب تبني أساليب استدامة في الإنتاج والاستهلاك والتخطيط العمراني. يشمل ذلك تعزيز الزراعة المستدامة وتشجيع المباني الخضراء والنقل المستدام.
4. التعاون الدولي: يجب أن تعمل البلدان معًا في إطار دولي لتبادل المعرفة والتكنولوجيا والموارد المالية لتعزيز العمل المشترك في تحقيق الحياد الكربوني. يشمل ذلك دعم البلدان النامية في تطوير قدراتها للتكيف مع تغير المناخ وتقليل الانبعاثات.
5. توعية الجمهور وتغيير السلوك: يلعب الوعي العام وتغيير سلوك الأفراد دورًا هامًا في تحقيق الحياد الكربوني. يجب تشجيع الجمهور على اتخاذ إجراءات بسيطة مثل توفير الطاقة والتحول إلى وسائل النقل المستدامة وتقليل إنتاج النفايات.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA== جزيرة ام اند امز