سيمفونية الحياة.. تشكيلات جمالية تجوب الموسيقى والتاريخ
الفنانة المصرية كاريل حمصي تُجدد ألوانها الصاخبة وخطوطها الفانتازية من خلال لوحات معرضها الجديد "سيمفونية الحياة" المقام بالقاهرة.
تُجدد الفنانة المصرية كاريل حمصي ألوانها الصاخبة وخطوطها الفانتازية من خلال لوحات معرضها الجديد "سيمفونية الحياة" الذي يستضيفه جاليري الزمالك بالقاهرة.
تُشيد الفنانة عالمًا بديلا يتسع للميادين والعمارة والموسيقى والتاريخ وحتى مدن الملاهي وخيولها الطائرة وألعابها الطفولية، وجمعتهم في سياقات حُرة أقرب للقصص المُركبة، التي تتلاشى فيها الحدود بين رُوداها الحقيقيين والمُتخيلين.
تترك كاريل حمصي، مواليد عام 1968، بصمات مُدنها المفضلة كآثار تحوم في لوحاتها بخفة، كقطع أحجية متناثرة، فتارة تجد علامات تُظهر أهرامات مصر، وتارة لبرج إيفل الباريسي الأيقوني، وتشتق من أجواء تلك المدن التاريخية منصات للصخب والنوستالجيا، كما قدمت في لوحة رومانتيكية تظهر فيها حفلة تنكرية راقصة، يتسع لها بهو قديم، وفساتين مُرصعة بالأزهار، وأقنعة وقُبعات، وعازف للكمان، في حضور طاغ للموسيقى في اللوحات التي لا تنفصل عن عنوانها التشكيلي الذي اختارته الفنانة.
وتقدم الفنانة في أكثر من لوحة تصورات عصرية لرحلة آدم وحواء، وجعلت من المرأة مركزًا لفنونها البصرية المُستلهمة من مدينة القاهرة، ومعالمها القديمة والحديثة معًا، التي لا تنفصل أبدًا بحسب كاريل حمصي، فالمرأة لديها ملكة تتوّج المشهد التاريخي والبانورامي، في إحدى لوحاتها تقبض ملكة على مفتاح الحياة الفرعوني، وهو رمز هيروغليفي كان يستخدم في الكتابة المصرية القديمة لتمثيل كلمة "الحياة"، وتحيطها أيقونات مُعاصرة كأسدي قصر النيل، وهما من معالم وسط القاهرة.
ويظهر شغف الفنانة بالعمارة التراثية القديمة للقاهرة، واستعانت بالميادين والسيارات ذات الموديلات الكلاسيكية القديمة في لوحاتها لإضفاء الكثير من الدينامية المشحونة بنوستالجيا السينما القديمة.
وتتداخل ميادين وتفاصيل مصر في الثلاثينيات والأربعينيات في اللوحات مع المسحة الفرعونية التي لا تغادر لوحات المعرض، بدءًا من التأثر بالنحت المصري القديم، وألوان الجداريات، وحتى أيقونات المصريين القدماء، من مسلات ومفاتيح حياة وقلائد وعصيان مُرصعة بالذهب، وتيجان ملكية، ويأتي هذا التداخل الحضاري في متن اهتمام الفنانة بتواصل الحضارات وتكاملها، وهو ما يهتم به مشروعها الفني الذي بدأته عام 1989، وتهتم فيه بإظهار حركة مدينة القاهرة ولقاء رموزها في الميادين وتواصلهم الدائم، وتظهر من خلال مشاركاتها في العديد من المعارض داخل مصر وخارجها، ومقتنياتها في عدد من البلاد، منها إيطاليا واليونان والولايات المتحدة.