ما علاقة سجادة كليوباترا؟.. عراب الانفصال يبحث عن ثغرة لكتالونيا
يخطط كارليس بويغديمونت، عراب الانفصال في كتالونيا، للتسلل مرة أخرى لإسبانيا، رغم خطر الاعتقال شبه المؤكد.
وفي خطوة جريئة، يريد بويغديمونت، القيام برحلة من الحدود الفرنسية إلى برشلونة، بحلول يوم غد الخميس، في محاولة أخيرة للبقاء زعيماً للحركة الانفصالية الكتالونية. لكن إذا رصدته الشرطة، فسيتم اعتقاله على الفور.
وتعليقا على صعوبة المهمة، قال مسؤول من الحكومة الكتالونية المنتهية ولايتها: "لا يمكن لبويغديمونت أن يتسلل من الباب الخلفي أو من خلال المطبخ... ربما سيحاول التسلل مثل كليوباترا في سجادة: فمعه، كل شيء ممكن".
لم تطأ أقدام بويغديمونت الأراضي الإسبانية منذ عام 2017 عندما أمرت السلطات باعتقاله لتنظيمه استفتاء غير قانوني في الإقليم.
في ذلك الوقت، تهرب من السلطات الإسبانية عن طريق التسلل عبر الحدود والهروب إلى المنفى المعلن في بلجيكا. وفي الوقت الحالي، يحاول القيام بنفس الحيلة بشكل عكسي.
ومن الصعب تخيل كيف يمكن للرجل المثير للجدل، تحقيق هدفه. ففي حين أن حدود إسبانيا مع فرنسا مفتوحة والسيارات التي تعبر من بلد إلى آخر لا تخضع للرقابة، سيتعين على بويغديمونت عبور مسافة 170 كيلومترًا التي تفصل بين الحدود الفرنسية وكتالونيا.
محاولات للحل
وقال مسؤولون من قوة شرطة كتالونيا المتمتعة بالحكم الذاتي، لوسائل الإعلام الإسبانية إنهم كانوا على اتصال مع أعضاء من حاشية بويغديمونت وحاولوا التوصل إلى حل عن طريق التفاوض، لكن السياسي الانفصالي رفض هذا الخيار بشكل قاطع.
وحول منطقة العبور المحتملة، يتحدث المسؤولون بالشرطة، "عن منشأة آمنة، مع وجود حراس من الشرطة ونقاط تفتيش أمنية".
في المقابل، أكد فريق بويغديمونت لـ"بوليتيكو" أنه عازم على القيام بما يمكن لكي يصل إلى البرلمان، وهو حصن وقصر ملكي سابق.
لكن خارج نطاق حاشيته، يعتقد القليلون أنه سيكون قادرًا على تحقيق ذلك.
في مايو/أيار الماضي، كان بويغديمونت المرشح الرئيسي لحزب "جونتس" الانفصالي في الانتخابات الإقليمية، على أمل أن يحقق عودة مظفرة بانتخابه رئيساً للإقليم للمرة الثانية.
لكن الاشتراكي سلفادور إيلا، وزير الصحة الإسباني خلال جائحة كوفيد-19، حصل على أكبر عدد من الأصوات.
وعلى الرغم من أن إيلا لم يحصل على أغلبية حاكمة، فإنه حصل الأسبوع الماضي على دعم حزب اليسار الجمهوري في كتالونيا، وهو حزب مؤيد للاستقلال كان متحالفًا مع بويغديمونت في السابق ولكنه قطع العلاقات معه بسبب هجماته المستمرة على قادة الحزب.
وفي مقابل الحصول على أصوات اليسار الجمهوري، وعد إيلا بمحاولة مراجعة العلاقة المالية للإقليم مع بقية إسبانيا، وهو مطلب قديم للحركة الانفصالية.
فيما نشر بويغديمونت رسالة في نهاية الأسبوع الماضي تعهد فيها بأن يكون حاضرًا في البرلمان الكتالوني عندما تؤدي إدارة إيلا الجديدة اليمين الدستورية يوم الخميس المقبل، على أمل على الأرجح في وضع حلفائه الانفصاليين السابقين في موقف محرج يدفهم للتراجع عن الاتفاق مع الأخير.
فخ قانوني
ويبدو أن بويغديمونت وفريقه مقتنعون بأنه في حال وصول السياسي إلى كتالونيا، فإن السلطات الإسبانية لن تتمكن من اعتقاله لأن لوائح البرلمان الكتالوني تحظر اعتقال نوابه.
لكن الخبراء القانونيين يتفقون على نطاق واسع على أن مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه تتفوق على قواعد البرلمان، ولن تكون هناك أي عوائق تحول دون اعتقاله.
وحتى إذا تم الاعتقال، فقد يحقق بويغديمونت هدفه المتمثل في منع إيلا من تولي منصبه، على الأقل مؤقتًا.
إذ ينتمي رئيس البرلمان الكتالوني، جوسيب رول، إلى حزب "يونتس"، ومن المتوقع أن يعلق الجلسة إذا تم اعتقال الرجل المثير للجدل.
ومن شبه المؤكد أن يجتمع البرلمان مرة أخرى في غضون أيام، لأنه إذا لم يتم اختيار رئيس جديد للإقليم قبل 26 أغسطس/آب، فسيتعين إجراء انتخابات جديدة.
ويقول اليسار الجمهوري إن موافقتهم على دعم السياسي الاشتراكي ملزمة مهما حدث.
وفي حال الاعتقال، ستكون زنزانة السجن تغييرًا كبيرًا بالنسبة لبويغديمونت، الذي يعيش في واترلو، وهي ضاحية مورقة في بروكسل، منذ أن حصل على ملاذ آمن في بلجيكا.