كاتانيا.. المدينة السوداء الإيطالية ذات الألف وجه
كاتانيا هي ثاني أكبر مدن جزيرة صقلية جنوب إيطاليا، أسسها الإغريق في عام 729 قبل الميلاد، وازدهرت لتصبح اليوم من أجمل الوجهات السياحية
كاتانيا الساحرة أو "المدينة السوداء" بسبب لون مبانيها، مدينة تلمس البحر من الساحل الشرقي لجزيرة صقلية الإيطالية ويسيطر عليها جبل إتنا، وقد اكتسبت لونها جراء الثورات البركانية لجبل إتنا عام1669، الذي تسبب في تدمير المدينة بأكملها أكثر من مرة، ولكنها كانت دائماً قادرة على النهوض من جديد، أكثر جمالاً، وهو ما ميزها بلقب مدينة الألف وجه.
- رحلة فينيسيا باهظة الثمن؟ نكشف أسرار الفنادق والمطاعم والمتاجر الرخيصة
- اسكتلندا تعلن عن شواطئها الفائزة بمسابقة "الأكثر جمالا ونظافة" في 2019
تعد كاتانيا ثاني أكبر مدن جزيرة صقلية الواقعة جنوب إيطاليا، أسسها الإغريق في عام 729 قبل الميلاد، وازدهرت عبر العصور، لتصبح اليوم من أجمل الوجهات السياحية في الجزيرة الجنوبية الإيطالية الساحرة، بحسب الموقع الرسمي للسياحة الإيطالية وموقعي " comune.catania" و" scent of sicily".
وتتميز مدينة كاتانيا بتاريخها الغني بالتراث الثقافي من العصور اليونانية، والرومانية، والبيزنطية، والعربية، والنورمانية، والسوابية، والأنجفية، والأراغونية والإسبانية، ويرجع تاريخها إلى القرن الـ18، وهي نتيجة إعادة الإعمار بعد الزلزال القوي الذي وقع بها عام 1693، والذي دمرها تماماً، ولكن أعيد بناؤها على الطراز الباروكي الصقلي، وأعلنت كموقع تراث عالمي لليونسكو.
تتميز كاتانيا بالتاريخ العريق والآثار المعمارية التاريخية الرائعة بداية من ساحة بيازا ديل دومو Piazza Duomo، مركزها التاريخي الذي يقع به كاتدرائية سانت أجاتا Sant'Agata التي تم بناؤها وإعادة بنائها مرات لا تحصى بعد ثوران بركان إنتا، وتعتبر مثالاً جميلاً على الطراز الباروكي الصقلي لواجهتها الأنيقة وتصميماتها الداخلية الرائعة.
وتتميز الكنيسة بالمقصورة الداخلية الرائعة، والقبر البسيط لملحن الأوبرا الشهير فينتشنزو بيليني الذي ولد في كاتانيا، والتوابيت الرومانية التي تحتوي على بقايا ملوك أراجون في صقلية.
ومن أبرز مزاراتها ساحة دومو الشهيرة الموجودة في منتصف ميدانها نافورة الفيل la Fontana dell'Elefante، رمز كاتانيا.
كما تضم العديد من المباني الراقية مثل مقر مجلس المدينة والذي يعرف أيضاً باسم بالاتسو ديلي إليفانتي Palazzo degli Elefanti ، أو قصر الفيلة، الذي بني ليحل محل قصر السيناتور من القرن السادس عشر في عام 1696، بعد أن دمره زلزال 1693، ومن أجل إعادة البناء تم استدعاء أفضل المهندسين المعماريين، ولكن في عام 1732 تم المشروع على يد جيان باتيستا فاكاريني.
وخلال السير على طول شارع إتنيا، أكثر الشوارع أناقة في المدينة، لا يمكن تفويت زيارة قلعة أورسينو castello Ursino، المبنية من حجارة الحمم البركانية، وأسسها فريدريك الثاني في القرن الثالث عشر بين عامي 1239 و1250، وقد كانت في القرن الخامس عشر مقراً للعائلة المالكة أراغون، واستخدمت لاحقا كمركز حامية وسجن، وفي الثلاثينيات من القرن الماضي تم ترميم المبنى وأصبح متحفا مدنيا في المدينة منذ عام 1934، معروض به أعمال من العصور اليونانية والرومانية، وقطع خزفية، وأجزاء من الفسيفساء، ومجموعة من الأسلحة النادرة، ومنحوتات من العصور الوسطى حتى القرن الثامن عشر وشهادات من أعلى وأقيم الإنتاج الفني لكاتانيا.
كما يعد قصر بيسكاري Palazzo Biscari من أجمل مزارات كاتانيا، حيث بني من قبل أمير بيسكاري كمكان لإقامته، وهو أجمل قصر باروكي في كاتانيا، ويعود تاريخ أعمال البناء الأولى به إلى عام 1702، بعد الدمار الذي نجم عن الزلزال، ويحتوي القصر على حوالي 700 غرفة، أرضيتها من الرخام بالإضافات إلى ثريات الكريستال الضخمة واللوحات الجدارية الرائعة، وتسكنه حالياً عائلة بيسكاري.
كما يقع المتحف الروماني Teatro Romano على المنحدر الجنوبي من الأكروبوليس القديم، وقد بني بتوسعات متتالية على مدار فترة زمنية تتراوح من القرن الأول إلى القرن الرابع الميلادي، على شكل بيضاوي، ومغطى بالحمم البركانية والطوب والرخام.
ويمكن المشي بين طرقات القرن الثامن عشر العظيمة والاسترخاء في أحد مقاهي أو مطاهم الواقعة على طول شارع إتنيا Via Etnea، القلب النابض للحياة الاجتماعية في كاتانيا والمكان المثالي لكل محبي التسوق.
وتمتلك كاتانيا أجود أنواع الأسماك، حيث يقع سوق السمك في وسط المدينة على بعد أمتار من ساحة بيازا دومو، وهو من أفضل أسواق السمك في إيطاليا، إذ يعد المطبخ القطاني هو من بين أشهى المطابخ في صقلية، لذلك لا يمكن تفويت تذوق أطباق السمك التقليدية مثل طبق المكرونة ألا نورما الصقلي الشهير.