كل ما يخص يوم عاشوراء.. صومه يُكفر سنة قبله والاحتفال به جائز بشروط

في يوم عاشوراء يكفر الله عن عباده ذنوب السنة التي سبقتها كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإلى جانب الصيام تعرفوا على العبادات المستحبة في هذا اليوم.

يحرص المسلمون على الصيام اتباعا لسُنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام في يوم عاشوراء الذي يوافق العاشر من شهر محرم، واختصه النبي الكريم بثلاث سُنن وهي: الصوم والتوسعة على الأهل والأولاد والاحتفال. 

لماذا نحتفل بيوم عاشوراء؟

يقال يوم عاشوراء من التعظيم، فهو اليوم العاشر من شهر محرم، أول شهور السنة الهجرية، وصادف كثير من الأحداث التي ترتبط بأنبياء الله.

وعن السلف الصالح، عرفنا أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي تاب فيه الله على سيدنا آدم، وكذلك هو يوم هبط آدم وحواء إلى الأرض، وذكر أيضا أنه اليوم الذي تاب الله فيه على سيدنا يونس وقبل توبة قومه.

أما ما عُرف عن يوم عاشوراء فإنه اليوم الذي نجى الله فيه سيدنا موسى وبني إسرائيل من فرعون، ولذلك كان يصومه سيدنا موسى، ولما علم رسول الله أمر بصيامه.

وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قدم رسول الله إلى المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا؟"، قالوا: هذا يوم صالح، يوم نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال عليه الصلاة والسلام: "فأنا أحقُ بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه.

فضل صيام يوم عاشوراء

واتباعا لسُنة رسول الله، صار مستحبا أن يصوم المسلم يوم عاشوراء، فعن أبي قتادة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

"صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".
أخرجه مسلم في "صحيحه".

الصيام واحد من العبادات التي يجزي بها الله ويحب أن يحيها العبد كلما استطاع، وإذا سنحت الفرصة بصوم يوم عاشوراء يكون قد أتى فضيلة عظيمة وأجر كبير يمحي الذنوب والسيئات,

وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ»

فضل صيام عاشوراء دار الإفتاء تجيب

قالت دار الإفتاء المصرية إن ليوم عاشوراء حرمة قديمة،موضحة أن صومه كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام، ومنهم نوح وموسى اللذان صاماه.

واستدلت  بحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال فيه: "يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم".

كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "إن النبي صلي الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء".

حكم صيام عاشوراء دون تاسوعاء

ومع اختلاف المذاهب والفقهاء على إمكانية صوم يوم عاشوراء منفردا وحده دون تاسوعاء، استنادا إلى أنه قد يكون اتباعا لتعظيم اليهود لهذا اليوم، صار مستحبا أن يصوم العبد يومي تاسوعاء وعاشوراء.

ورجحت دار الإفتاء المصرية إماكنية أن يصوم المسلم يوم عاشوراء وحده منفردا، وبينت أنه جائز وصحيح شرعا، باعتبار صوم يوم عاشوراء سُنة عن النبي لا يأثم تاركها.

في حين، نوهت أن المذهب الحنفي يعتبر صيام يوم عاشوراء وحده مكروها كراهة تنزيه، استنادا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قول الفقهاء في صوم عاشوراء 

عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع".

وحالت وفاة رسول الله بعدها دون صيام يوم تاسوعاء، ولكن من هذا الحديث وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده"، يأتي استحباب الفقهاء لصوم يوم قبل أو بعد عاشوراء، مع جواز صومه منفردا.

ونقلت دار الإفتاء عن العلماء قولهم إن المراد مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، ووصل يوم عاشوراء بصوم، وأخيرا الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع خطأ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر.

أحب الأعمال في يوم عاشوراء

وفي يوم عاشوراء يبدو جليا أن أحب الأعمال هي الصوم وقيام الليل، إلى جانب الاحتفال وتبادل الود والتراحم بين الناس، وتأتي أفضل الأعمال في يوم عاشوراء كما نصح الفقهاء والعلماء:

• الصوم (الذي يكفر سنة قبله).
• صلة الرحم.
• التوسعة على الأهل.
• التصدق على الفقراء والمساكين.
• حُسن الخلق والكف عن الظلم.
• قراءة القرآن.
• قيام الليل.
• الذكر والدعاء والصلاة على النبي.

ما هي أحب الأعمال في شهر محرم.. ولماذا سمي بهذا الاسم؟

حكم الاحتفال بيوم عاشوراء

يُستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء لما ثبت عن أبي هريرة رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ
يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ".

وقال ابن عيينة: "قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرًا".

وإلى جانب العبادات والطاعة، تأتي من بين مظاهر احتفاء المصريين
بيومي تاسوعاء وعاشوراء إعداد طبق مذاقه حلو اسمه "عاشوراء".

يتكون من القمح المنقوع في الماء لمدة يومين أو 3 أيام، ويكون منزوعا
منه قشره، بعد غليه يُحلى بالعسل أو بدبس السكر فوق النار، وقد
يستبدل الأرز بالقمح، ويزين عادة بالجوز والبندق والزبيب.

ورفضت دار الإفتاء الاحتفال بما لم يرد في شرع الله كضرب الجسد وإسالة
الدم من بعض الشيعة بحجة أن سيدنا الحسين رضي الله عنه قتل وآل بيته
رضي الله عنهم جميعًا وعليهم السلام في هذا اليوم، واعتبرته بدعة
مذمومة لا يجب إتيانها.

ما هي السور المستحب قراءتها في يوم عاشوراء؟

لا يوجد في السنة النبوية أو السلف الصالح ما يشير إلى وجود آيات وسور بعينها يمكن قراءتها في يوم عاشوراء.

ويمكن اللجوء إلى السور والآيات التي كان يُستحب قراءتها بصورة عامة، لتيسير الأمور وطلب القبول من الله تعالى والتقرب إليه، ومنها:

• قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين (ثلاثا)
• خواتيم سورة البقرة.
• قراءة سورة الأعلى.
• قراءة آية الكرسي.
• سورة الواقعة.
• سورة الحديد.

خير ما يقال في يوم عاشوراء

يمكن في يوم عاشوراء الدعاء بما يشغل بال المسلم في الدنيا والآخرة، مع الإكثار من الاستغفار والصللة على النبي، ويمكن ترديد هذه الأدعية:

• "اللهم في يوم عاشوراء، نسألك العصمة من كل شر، ونعوذ بك من الشيطان ووساوسه.. اللهم أكفنا شرّ أنفسنا، وأن تشغلنا بما يقربنا إليك".
• "نسألك يا الله الستر والعفو والعافية، اللهم اكتب لنا الخير كله وأرضنا به، واغفر لنا ذنوبنا، وامحو سيئاتنا، وتولنا وارضى عنَا".
• "اللهم حقق آمالنا، وفرج همومنا، واستجب دعواتنا، وارحم موتانا، واشفِ مرضانا".
• "نسألك بعزتك وجلالك يا ذا الجلال والإكرام، أن يكون يوم عاشوراء بداية للهداية والنور والسرور، وراحة قلوبنا وإزاحة الغم والهم عنّا".
• "اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وحقق أمانينا، وزدنا طاعة لك، واصلح قلوبنا، وسدد خطانا".
• "اللهم صلي  وسلم على نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم، وآله وصحبه أجمعين، وأرزقنا جواره يوم الدين يارب العالمين".

ما لا يجب فعله في عاشوراء

واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يظل الصيام والقدرة على
إحياء الليل بالذكر وقراءة القرآن، مع التوسعة على الأهل والأقارب،
والاختفال بما يُبهج ويتناسب مع شرع الله.

في حين يبدو الإتيان بالأفعال المعروفة عن الشيعة من ضرب وإسالة
للدماء وإهانة للنفس البشرية وإيذاء للجسد، فهو ما لا يجب فعله يوم
عاشوراء ويجب تجنبه والتخلي عنه، لنشوزه عن شرع الله.