ثنائية الفائدة والبنوك.. كيف تحولت من نعمة لنقمة؟
أزمة القطاع المصرفي وأسعار الفائدة، وجهان لعملة واحدة، لكن البنوك الآن تلقي باللائمة على البنوك المركزية وتؤكد أنها سبب أزمتها.
وخفضت شركة سيتي جروب تقييم قطاع البنوك الأوروبي محذرة من أن تسارع وتيرة رفع أسعار الفائدة ستؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي وأرباح البنوك.
حذا بنك إنجلترا حذو المجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والبنك المركزي السويسري في مواصلة رفع أسعار الفائدة، قائلا إن قطاع البنوك البريطاني قوي بما يكفي لتحمل انعدام الاستقرار الذي يعصف بالأسواق هذا الشهر.
- "نرحب بالتحقيق في المشكلات المصرفية".. جيروم باول عن أزمة سيليكون فالي
- الاضطرابات المصرفية.. هل يُجنب الدعم الأمريكي العالم أزمة جديدة؟
واستمرار رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم من بين العوامل التي يُنحى عليها باللائمة في أسوأ أزمات قطاع البنوك منذ حدوث الأزمة المالية في 2008، وتساءل المستثمرون عما إذا ما كانت البنوك المركزية بوسعها مواصلة سياسة التشديد النقدي.
وأحدث انهيار بنكين أمريكيين هذا الشهر اضطرابا في البنوك حول العالم، ووقع في شباك هذا الاضطراب بنك كريدي سويس أحد أعرق بنوك أوروبا الذي تأسس منذ 167 عاما.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين على خطط السلطات السويسرية ومجموعة (يو.بي.إس)، قولهما إن الطرفين يسابقان الزمن لإتمام صفقة استحواذ على مجموعة كريدي سويس في غضون أقل من شهر، وذلك في محاولة لاستبقاء عملاء البنك وموظفيه.
لكن المصدرين اللذين طلبا إخفاء هويتهما بسبب حساسية المسألة قالا إن دمج كريدي سويس في يو.بي.إس ربما يستغرق وقتا أطول، يحتمل أن يكون شهورا، لأن الصفقة بحاجة إلى موافقة الجهات التنظيمية عليها في عشرات الدول.
وبعد 11 زيادة متتالية لأسعار الفائدة، قال بنك إنجلترا إنه لاحظ "تحركات ضخمة ومتقلبة" في الأسواق المالية، لكن منظومة البنوك البريطانية تظل مرنة.
وقال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي "مررنا بأحداث في الأسبوعين الماضيين تحديدا أشارت إلى مشكلات كان يجب التعامل معها في منظومة البنوك العالمية".
وأضاف "تعلمنا دروسا كثيرة من الأزمة المالية، بالطبع نواصل تعلم الدروس، لكنني واثق من أن البنوك في (بريطانيا) في مكانة أقوى بكثير".
وكان البنك المركزي الأمريكي رفع يوم الأربعاء سعر الفائدة 25 نقطة أساس كانت متوقعة على نطاق واسع وأشار إلى أنه من غير المرجح أن ترتفع أكثر من ذلك كثيرا.
ودفع ذلك البنك المركزي النرويجي لرفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس.
* قطاع البنوك
وهبطت مؤشر البنوك الأوروبية 1.7 بالمئة، إذ هبطت أسهم البنكين الألمانيين العملاقين دويتشه بنك وكوميرتس بنك 2.1 بالمئة و3.2 بالمئة على الترتيب، بينما تراجعت أسهم بنك (إتش.إس.بي.سي) ومقره في لندن 2.5 بالمئة.
وزادت أسهم البنوك الأمريكية، إذ أشار بعض المتعاملين إلى تلميح المركزي الأمريكي إلى أنه على وشك تعليق المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة كسبيل لتهدئة أزمة القطاع المصرفي.
وارتفعت أسهم فيرست ريبابليك بنك الأمريكي خمسة بالمئة اليوم الخميس، ويمر البنك باضطرابات وهو من بين البنوك التي تتحدث مع أقرانها وشركات الاستثمار حول صفقات محتملة.
وارتفعت أسهم البنوك الأمريكية الأخرى التي وقعت تحت المجهر في أعقاب استحواذ الجهات التنظيمية الأمريكية على بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر.
وأمس الخميس، رفع البنك المركزي السويسري سعر الفائدة القياسي 50 نقطة أساس، وقال إن استحواذ (يو.بي.إس) على منافسه الأصغر كريدي سويس منع حدوث كارثة مالية.
وقال توماس جوردان رئيس مجلس إدارة البنك المركزي السويسري في مؤتمر صحفي "في هذه اللحظة، يجب أن يكون التركيز على إمكاننا الحفاظ على الاستقرار المالي وأن يكون إتمام الصفقة سلسا وسريعا".
وقال البنكان المركزيان في هونج كونج وسنغافورة إنهما سيلتزمان بالتدرج الهرمي التقليدي لطلبات الدائنين في قوانينهما الخاصة في حالة انهيار أي بنك.
مزيد من الإجراءات لتأمين الودائع المصرفية
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أمس الخميس إنها مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات لتأمين ودائع البنوك الأمريكية وسط اضطرابات تعصف بالنظام المصرفي في الولايات المتحدة.
وأضافت يلين في كلمة معدة سلفا أمام اللجنة الفرعية للمخصصات المالية في مجلس النواب "استخدمنا، كما قلت، أدوات مهمة للعمل بسرعة لمنع انتقال العدوى. وهذه أدوات بوسعنا استخدامها مرة أخرى".
وأردفت "الإجراءات القوية التي اتخذناها تضمن أن ودائع الأمريكيين آمنة. وبالتأكيد، سنكون مستعدين لاتخاذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر".