الحوار الوطني في تشاد.. رهانات الاستقرار و"إسكات البنادق"
يجتمع قرابة 1500 شخص في تشاد، اعتبارا من السبت، للمشاركة في حوار حاسم حول مستقبل البلاد المضطربة.
ومن المقرر أن يستمر "الحوار الوطني الشامل"، الذي اقترحه رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد إدريس ديبي، في نجامينا 3 أسابيع، ويعد فرصة للمصالحة في بلد منقسم ويمهد الطريق للعودة إلى الحكم المدني.
- مقتل جنديين تشاديين.. والكونجو الديمقراطية تصطاد 10 إرهابيين
- "عقب المقاطعة".. متمردو تشاد يستأنفون مشاركتهم في محادثات السلام
وأكد مرسوم وقعه ديبي، الأربعاء، أن "الحوار الوطني الشامل" سيكون "سياديا" وقراراته "قابلة للتنفيذ".
وأكد ديبي الأسبوع الماضي بمناسبة العيد الوطني للبلاد أنه "خلال أيام سيلتقي كل أبناء وبنات البلاد.. لمناقشة مشاكل تشاد، وكل مسألة تتعلق بالمصلحة الوطنية ستطرح على الطاولة".
ويواجه اللقاء الذي تأجل مرات عدة، ضغوط الوقت ويشكك منتقدون في مصداقيته.
وتولى ديبي (37 عاما) السلطة في أبريل/نيسان 2021 بعد مقتل والده إدريس ديبي إتنو بعد حكم دام 30 عاما، خلال عملية عسكرية ضد المتمردين.
وعُين ديبي الابن على رأس هيئة حاكمة مؤلفة من 15 جنرالا موالين له، هي المجلس الانتقالي العسكري وتم تعليق الدستور وحل البرلمان.
وكانت تلك أحدث موجة من الاضطرابات في تشاد التي شهدت انقلابات وثورات منذ استقلالها عن فرنسا في 1960.
وقال ديبي إن "الاجتماع يفترض أن يفتح الطريق أمام انتخابات حرة وديمقراطية، بعد 18 شهرا من حكم المجلس العسكري، وهو الموعد النهائي الذي حثته فرنسا والاتحاد الأفريقي وآخرون على الالتزام به".
ويعتبر الغرب تشاد شريكًا رئيسيًا وفعالًا في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل منذ سنوات.
وقال صالح كبزابو نائب رئيس اللجنة المنظمة والمعارض السابق لديبي الأب إن "الحوار سيسمح بوضع دستور جديد سيُطرح للاستفتاء".
وعلى الرغم من هذا الحديث المتفائل، يقول مراقبون إن "العملية تواجه مشاكل كبيرة إحداها الوقت، إذ تنتهي مهلة 18 شهرا في أكتوبر/تشرين الأول مما يجعل الوقت ضيقا لتنظيم استفتاء ثم انتخابات في هذا البلد الشاسع القاحل".
تمديد الفترة الانتقالية وارد
وتحدث ديبي بعيد توليه السلطة، عن خيار تمديد الفترة الانتقالية لمدة 18 شهرا أخرى إذا لزم الأمر.
وقالت إنريكا بيكو من مجموعة الأزمات الدولية إن "الجدول الزمني للحوار الذي يفترض أن يستمر 21 يوما لا يوحي بالجدية".
وأضافت "من غير الممكن التوصل إلى اتفاق في مثل هذا الوقت القصير"، مشيرة إلى ترجيح تمديد الفترة الانتقالية.
كان يفترض أن يبدأ الحوار في فبراير/شباط لكن تم تأجيله مرات عدة بسبب خلافات بين عدد لا يحصى من المجموعات المتمردة التشادية، بشأن المشاركة في هذا الحوار.
لكن اثنتين من أكبر المجموعات المتمردة تقاطعان المنتدى إحداهما "جبهة التغيير والوفاق" في تشاد التي تقف وراء الهجوم في شمال شرق البلاد العام الماضي الذي انتهى بموت ديبي الأب، وترى أن الاجتماع "خرج عن مساره أساسا".
وقالت بيكو إن "عدم مشاركة جبهة التغيير والوفاق يمثل مشكلة لأن المجموعة المتمردة هي التي أطلقت بطريقة ما عملية الانتقال".
بالإضافة إلى "واكيت تما" الائتلاف الذي يضم أحزابا معارضة وجمعيات من المجتمع المدني، الذي يقول إنه لن يشارك.
ويتهم الائتلاف المجلس العسكري بانتهاك حقوق الإنسان واستخدام "الحوار" كنقطة انطلاق لترشيح ديبي للانتخابات، رغم أنه قال بعد توليه السلطة إنه لن يترشح للانتخابات.
وقلل المتحدث باسم الحكومة عبدالرحمن كلام الله من أهمية المتغيبين، قائلا إن "جميع الأحزاب السياسية التي كان لها مقاعد في المجالس التشريعية السابقة ممثلة ولم تنسحب سوى مجموعات صغيرة قليلة".
ووصف المحادثات بأنها "لحظة فاصلة بالنسبة لتشاد.. و(فرصة) لوضع استخدام السلاح وراءنا مرة واحدة وإلى الأبد".
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg
جزيرة ام اند امز