معارضة تشاد تندد بـ"انقلاب مؤسساتي".. ودول الساحل تدعم المرحلة الانتقالية
نددت أحزاب المعارضة الرئيسية في تشاد، الأربعاء، بما سمته "انقلاب مؤسساتي" غداة تولي محمد إدريس ديبي السلطة بالبلاد بعد مقتل والده.
ودعا 30 حزبا سياسيا في المعارضة الديمقراطية إلى "مرحلة انتقالية يقودها مدنيون عبر حوار شامل".
جاء ذلك بعدما تولى محمد إدريس ديبي مهام رئيس الجمهورية على رأس مجلس عسكري انتقالي تشكل بعد وفاة والده، جراء إصابته في اشتباكات مع المتمردين المسلحين شمالي البلاد.
- خشية اضطرابات تشاد.. المنفي يطالب الجيش الليبي بحماية الحدود
- جلسة طارئة لـ"السلم والأمن" الأفريقي الخميس.. الأوضاع في تشاد والصومال
ودعت المعارضة، في البيان، "سكان تشاد إلى عدم الانصياع للقرارات غير القانونية وغير الشرعية والمخالفة للتنظيمات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي، ولا سيما ميثاق الانتقال وحظر التجول وإغلاق الحدود".
كما وجهت هذه الأحزاب "تحذيرا" إلى فرنسا، التي دعمت ديبي منذ وصوله إلى السلطة عام 1990، طالبة منها "عدم التدخل في شؤون تشاد الداخلية".
ودعت الأسرة الدولية إلى "مؤازرة الشعب التشادي لإعادة دولة القانون والديموقراطية".
وبين الموقعين حزب صالح كبزابو خصم إدريس ديبي "التاريخي"، وحزب سوكسيه ماسرا أحد أشد معارضي نظام الرئيس السابق.
دعم دول الساحل
فيما أعلنت الأمانة التنفيذية لمجموعة دول الساحل الخمس دعمها الكامل للمرحلة الانتقالية المعلنة في تشاد بعد وفاة الرئيس إدريس ديبي.
وكان رئيس تشاد الراحل يتولى الرئاسة الدورية للمجموعة.
وقالت الأمانة التنفيذية ومقرها في نواكشوط في بيان أصدرته اليوم الأربعاء إنها لتعبر في هذه الفترة الحرجة من تاريخها عن عرفانها لجمهورية تشاد بالدور الذي ظلت تلعبه خدمة لاستقرار وتنمية منطقة الساحل، معربة أيضا عن تعازيها القلبية للشعب التشادي اثر وفاة رئيسه.
وتضم مجموعة دول الساحل موريتانيا وتشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو.
وحظي الرئيس التشادي الراحل بإشادات واسعة من دول الساحل التي تشارك مع تشاد في محاربة الجماعات الإرهابية.
ففي نواكشوط، أشاد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في بيان، بديبي مؤكدا أنه "ساهم بشكل فعال في جهود ترسيخ الاستقرار والأمن في منطقة الساحل وكذلك على نطاق قارتنا الأفريقية".
وقال: "في ظل هذه الظروف المضطربة تبقى حكومة موريتانيا وشعبها حريصين أكثر من أي وقت مضى على الشراكة والتعاون بين دول المنطقة ولا سيما داخل مجموعة الساحل الخمس لضمان إحلال السلام والأمن والاستقرار واحترام الشرعية الدستورية في دولنا".
وأشادت النيجر، حيث تتمركز كتيبة قوامها 1200 جندي تشادي، في إطار القوة المتعددة الجنسيات المناهضة للإرهاب في مجموعة دول الساحل الخمس بـ"الالتزام الشخصي للرئيس ديبي في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء"، كما ورد في بيان للرئيس محمد بازوم وحكومته.
وقال البيان إن "الشعب النيجري يشارك الشعب التشادي الشقيق ألمه، ويعرب عن تضامنه ويؤكد له التزامه العمل معه من أجل إحلال السلام والاستقرار في دول الساحل الخمس والدول الواقعة على بحيرة تشاد".
أما الرئيس الانتقالي لمالي باه نداو فقد أكد أن "وفاة الرئيس ديبي تمثل خسارة فادحة ليس لبلاده فقط (...) بل لمنطقة الساحل وأفريقيا بأكملها".
وأضاف أن "مالي حكومة وشعبا تعرب عن شكرها وامتنانها لشعب وحكومة تشاد على الدعم المتعدد الأشكال بقيادة ديبي للسلام والأمن ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل".
وأشاد رئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوري بـ"ذكرى ديبي المؤيد الكبير لفكرة عموم إفريقيا والملتزم بقناعة وتصميم على مكافحة الإرهاب في حوض بحيرة تشاد و(منطقة) الساحل".
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، في بيان، بالتزام تشاد في عهد إدريس ديبي بـ"مكافحة الإرهاب".
وقال إنه يشعر "بحزن عميق" لوفاة الرئيس التشادي الذي وصفه بأنه "شريك أساسي للأمم المتحدة، ساهم بشكل كبير في الاستقرار الإقليمي ولا سيما في سياق جهود مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة في منطقة الساحل".
والجيش التشادي أكثر القوات خبرة في القوة المشتركة لدول منطقة الساحل الخمس التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، التي تكافح الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.
تضامن دولي
وفي سياق متصل، أعربت البحرين عن بالغ الأسى والأسف لمقتل الرئيس إدريس ديبي إنتو.
وعبرت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، عن خالص التعازي والمواساة إلى أسرة الرئيس الراحل وإلى شعب جمهورية تشاد.
وأكدت وزارة الخارجية تضامن البحرين مع تشاد وشعبها، ودعمها لكافة الجهود المبذولة للتهدئة وعدم التصعيد وتعزيز السلم الأهلي بما يصون مصالح ومقدرات الشعب التشادي، ويحقق تطلعاته نحو السلام والنماء والازدهار.
ودعت البحرين جميع أطراف الصراع إلى اللجوء إلى الحوار للتوصل إلى حلول للخلافات بالطرق السلمية حفاظا على أمن واستقرار البلاد.
بدورها، أعلنت دولة جنوب السودان الحداد الرسمي على الرئيس التشادي الراحل وتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام.
يأتي هذا تقديرا للأدوار التي لعبها ضمن الاتحاد الأفريقي للتوسط في ملف النزاع بدولة جنوب السودان، إلى جانب الأدوار التي لعبها لتحقيق السلام والاستقرار في الإقليم.
وقال الفريق أول سلفاكير ميارديت، رئيس دولة جنوب السودان، في بيان له اليوم: "أتقدم بالتعازي القلبية لشعب وحكومة دولة تشاد بمناسبة رحيل الرئيس ديبي الذي لقي حتفه وهو يدافع عن بلاده".
وأشار كير إلى أن "دولة تشاد لعبت تحت قيادة الرئيس ديبي دورا كبيرا في تحقيق السلام وذلك عبر ترؤسها للجنة الاتحاد الأفريقي التي أوصت في العام 2014 بضرورة إيجاد الحل السلمي للصراع الدائر في جنوب السودان.
وتابع: “لقد لعب ديبي أيضا دورا ملموسا في إنجاح وساطة جنوب السودان في ملف النزاع السوداني والتي انتهت بالتوقيع على اتفاق جوبا للسلام بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
ولفت سلفاكير إلى أن "جنوب السودان كدولة وشعب ستظل تذكر الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي لمساهماته في وقف الحرب على مستوى البلاد وعلى المستوي الإقليمي".
وأعلن الرئيس كير عن تنكيس العلم بجميع مؤسسات الحكومة لمدة 3 أيام حدادا على الرئيس التشادي، مناشدا شعب دولة تشاد بالتوحد لعبور المحنة التي تمر بها بلادهم.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA=
جزيرة ام اند امز