الجزائرية شهناز.. "علامة منزلية" للشوكولاتة والحلويات الأمازيغية
من منزلها، وبإمكانيات محدودة، صنعت سيدة جزائرية شهرة وعلامة تجارية تحدت حدود ذلك المنزل والشارع وحتى المدينة التي تقطن بها.
السيدة الجزائرية شهناز بن بوزيد تصلح لأن تكون عنوانا لقصة نجاح وتحدٍ من نوع آخر، قهرت كل الظروف من أجل هواية عشقتها منذ صغرها، في صناعة الشوكولاتة والتزيين، وتعدت لابتكار حلويات وبزينة مميزة.
- رأس السنة الأمازيغية بالجزائر.. احتفالات تتحدى كورونا وتتمسك بالهوية
- الجزائرية نادية.. سيدة صناعة المربى بـ"حديقة مايا"
شهرة السيدة "شهناز" في مجال صناعة الشوكولاتة والحلويات لم تكن من محل تجاري بل من منزلها البسيط بمنطقة "السحاولة" في العاصمة الجزائرية، عرفت كيف تروج لمهنتها عبر "أنستقرام".
أنشأت صفحة خاصة بها، روجت بها إبداعاتها في مختلف أنواع وأشكال الشوكولاتة والحلويات لمختلف المناسبات.
في كل مناسبة تجد "شهناز" حاضرة وكأنها مختصة فقط بتلك المناسبة، في عيدي الفطر والأضحى، في المولد النبوي الشريف، في رأس السنة الميلادية، في عيد الحب، في عيد المرأة، وهو ما يعني أن عملها على طول العام.
لكن المفاجأة أن تلك العلامة التجارية "Sweet Gourmandises" أو "الحلوى اللذيذة" وذلك الإبداع في مختلف المناسبات كان بسواعدها، بجهدها، دون فريق عمل، ودون مساعدة من أحد.
لم تترك السيدة "شهناز" احتفالات الجزائريين برأس السنة الأمازيغية تمر دون أن تشاركهم بإبداعات من حلوياتها التي أبدعت في صناعتها بزينة خاصة جدا تتماشى مع المناسبة الثقافية، ومع هوية جزء كبير من الجزائريين.
فقد كانت الرموز والأشكال الأمازيغية على الحلويات جديدة ومفاجأة من"شهناز" لزبائنها الذين يأتون إليها من مختلف محافظات الجزائر.
"شهناز بن بوزيد" كشفت لـ"العين الإخبارية" قصتها مع صناعة الشوكولاتة والحلويات، وذكرت بأنها مرت على عدة مراحل قبل تحقيق نجاحها.
وتحدثت عن بداياتها في صناعة الحلويات، ثم إجراء تجارب في صناعة الحلويات العصرية والتقليدية الشرقية، وكشفت عن عشقها لزينة الحلويات منذ صغرها.
بدأت بعد ذلك في صناعة الحلويات بمنزلها، ومن هنا بدأت رحلة التحدي، عندما فكرت في عرض حلوياتها على محلات بيع الحلويات، الذين انبهروا بإتقانها وإبداعها، لتتهاطل عليها الطلبيات الكبيرة من تلك المحلات.
ومن الحلويات المصنوعة من الشوكولاتة استلهمت "شهناز" فكرة قوالب مختلفة من الشوكولاتة، فقررت إجراء تجربة أخرى لصقل موهبتها في صناعة الشوكولاتة التي تبقى صعبة.
كانت تلك لحظة مفصلية في مشوارها، بل منعرجاً آخر في قصة تحديها، وبحماس المرأة الماكثة بالبيت والعاشقة لموهبة فيها الكثير من المنافسين، بدأت صناعة الشوكولاتة منذ 2018.
لكن اسم علامتها التجارية لم يخرج إلى الشهرة إلا مع نهاية 2019، ووصلت ذروة الطلبيات في مناسبة عيد الحب في فبراير/شباط 2020، قبل أن تجبرها جائحة كورونا على التوقف لفترة.
لم يكن توقفها عن صناعة الشوكولاتة والحلويات خشية العدوى من فيروس كورونا، بل لـ"سبب أخلاقي" كما ذكرت "شهناز" لـ"العين الإخبارية"، فلم تكن قادرة على صناعة ما يرمز للفرحة والسعادة والناس تموت وتعاني من وباء قاتل ومجهول.
مع كل المناسبات التي شاركت بها "شهناز" في صناعة الشوكولاتة، اكتسبت خبرة كبيرة خصوصاً في التعامل مع ضغط العمل، فحضرت مفاجآت لزبائنها في مناسبة "يناير" أو رأس السنة الأمازيغية.
زبائنها وصفوا تلك الحلويات التي صنعتها بـ"الثورة في مجال صناعة الحلويات الجزائرية" ويصفها البعض بـ"ملكة صناعة الشوكولاتة"، استفادت من أصولها "الشاوية" وزوجها الذي ينحدر من منطقة "القبائل" وعشقها للعادات الجزائرية، ما جعلها تفكر في شكل وذوق مميز لهذه المناسبة المحلية.
وتحرص في صناعة حلوياتها والشوكولاتة على المواد والمكونات الأصلية خصوصاً الزبدة والشوكولاتة و"التثليج الملكي"، أما الزينة فتعتمد فيها على "العجينة المسكرة".
صنعت لمناسبة "يناير" حلويات مزينة بأشكال ورموز أمازيغية، تكون عادة في الحلي الأمازيغي الشاوي أو القبائلي، وكشفت أن تلك الزينة تستغرق لإعدادها مع كل حبة حلوى نحو 10 دقائق، فيما تستغرق مدة جهوزية الحلوى يوماً كاملاً.