رأس السنة الأمازيغية بالجزائر.. احتفالات تتحدى كورونا وتتمسك بالهوية
مظاهر مختلفة لاحتفالات رسمية وشعبية برأس السنة الأمازيغية في الجزائر تتحدى كورونا وتتمسك بهوية مئات السنين.
يحتفل الأمازيغ، الثلاثاء، برأس السنة الأمازيغية 2971 المعروف باسم "ينَّاير" بشكل رسمي للعام الرابع على التوالي بعد أن كانت الاحتفالات تقتصر على العائلات والقرى والمداشر فقط.
وفي 28 ديسمبر/كانون الأول 2018، أقرت السلطات الجزائرية بأن يكون يوم الـ12 من يناير/كانون الأول من كل عام، عيداً وطنياً وعطلة مدفوعة الأجر للاحتفال بعيد رأس السنة الأمازيغية.
- بالصور.. احتفالات المولد النبوي تتحدى كورونا في الجزائر
- "لابيش والشوكولاتة".. مظاهر استقبال عام جديد في الجزائر
وبدأت الاحتفالات هذا العام مبكرا على غير العادة منذ، الجمعة الماضي، بعدد من محافظات البلاد، بينها ولاية باتنة الواقعة شرقي البلاد التي تحتضن هذا العام الاحتفالات الرسمية، بالإضافة إلى العاصمة ومحافظات منطقة القبائل، وتيبازة (وسط) وغرداية (جنوب).
وللاحتفالات برأس السنة الأمازيغية "ينَّاير" نكهة خاصة تختلف من مدينة جزائرية لأخرى، تشترك في التمسك بالموروث الشعبي والثقافي والعادات والتقاليد الأصيلة التي تعود لآلاف السنين، وتشكل ركناً أساسياً من الهوية الجزائرية إلى جانب "الدين الإسلامي واللغة العربية ثم الأمازيغية".
وتختلف تهنئة أمازيغ الجزائر بيوم "ينَّاير"، إذ يقول "الشاوية" "اسقاس ذا مربوح فلاون"، فيما يقول أهل منطقة القبائل "اسقاس أمقاس".
وتشكل الثقافة الأمازيغية جزءا بارزا في التاريخ الجزائري، التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، وينتشرون في مختلف مناطق البلاد، ففي شرق البلاد يوجد "الشًّاوِيَة" الذين يتكلمون اللهجة "الشًّاوِيَة"، خاصة في: باتنة، تبسة، أم البواقي، وخنشلة.
كما يوجد أيضا القبائل الذين يتكلمون اللهجة "القبائلية"، ويتمركزون في ولايات: تيزيوز، بجاية والبويرة.
وبوسط الجزائر يوجد "الشْنَاوة" وينطقون باللهجة "الشناوية"، خاصة في مناطق تيبازة وبومرداس، وفي الغرب يوجد "الشَّلْحَة" أو "الشْلوح" ويتمركزون في مدينة تلمسان.
وفي شمال الجنوب الجزائري يوجد "بنو ميزاب" في مدينة "غَرْدَايَة"، الذين يتحدثون اللهجة "الميزابية" في مدينة غرداية، وبأقصى الجنوب الجزائري يوجد "الطوارق" الذين يتكلمون اللهجة "التارقية"، ونجدهم في مدن تمنراست وأدرار.
تنوع ثقافي
وأقيمت بمختلف مدن الجزائر احتفالات رسمية، تحت شعار "أصالة، وحدة، وافتخار"، من خلال معارض فنية جمعت مختلف عادات وتقاليد وطقوس أمازيغ الجزائر على اختلافهم.
وتزامنت احتفالات هذا العام مع استمرار تفشي جائحة كورونا في الجزائر، حيث أكدت المحافظة السامية للأمازيغية بأن الاحتفالات ستتركز هذا العام على المستوى العائلي بالمنازل والفضاءات العامة مع احترام تدابير الوقاية من الفيروس.
وأظهرت رغبة أمازيغ الجزائر في الاحتفال بـ"يناير" هذا العام تحدياً واضحاً لفيروس كورونا، ولم تغب أجواء الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في مختلف الأسواق والقرى الأمازيغية.
واشتركت معظم المحافظات في تنظيم معارض فنية وثقافية، شملت صالونات للكتاب وورشات للسينما الأمازيغية، وكذا معارض للصناعات التقليدية الأمازيغية وحتى الطبخ.
وتزينت مختلف الأسواق الشعبية بما يعرف بـ"القشقشة"، وهي عبارة عن مكسرات من الفول السوداني والجوز واللوز والفستق وحلويات مختلفة، التي يستعملها الجزائريون في أفراحهم ومختلف مناسباتهم السعيدة، ويعتبرونها "فأل خير" أو "تجلب الخير" على حسب معتقدات كل منطقة.
وتحرص العائلات الأمازيغية بالجزائر في هذا اليوم على تحضير الأطباق التقليدية التي ترمز لعادات وموروث كل منطقة، مثل "الشخشوخة" و"الكسكسي" و"الرشتة" و"البغرير" الذي تحضره سيدة مسنة وفق عادات الأمازيغ وكذا "الشرشم" و"البركوكس" وغيرها، مع أهازيج وأغاني فلكلورية تختلف من منطقة لأخرى.
وكان لافتاً هذا العام، دخول كثير من محلات بيع الحلويات على خط الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في عدد من محافظات الجزائر، من خلال إعداد كعكات وحلويات بأشكال ورموز أمازيغية، لقيت إقبالاً كبيرا من قبل الجزائريين.
أطفال الجزائر في المدارس كانوا "زينة احتفالات" هذا العام، بعد أن ألزمت وزارة التربية والتعليم الجزائرية جميع المؤسسات التعليمية على تنظيم احتفالات رسمية للتلاميذ.
وشارك التلاميذ بألبسة تقليدية ترمز للهوية الأمازيغية، وأحضروا معهم أكلات تقليدية، صنعوا بها أجواء فريدة، حاولوا من خلالها تقليد أهلهم.