بالصور.. احتفالات المولد النبوي تتحدى كورونا في الجزائر
تحدى الجزائريون، فيروس كورونا المستجد، وحرصوا على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بالحفاظ على عاداتهم المتوارثة.
لكن في الوقت ذاته غيّب فيروس كورونا مظاهر احتفاء كبيرة وقديمة في بعض ولايات الجزائر، أبرزها المهرجان الشعبي السنوي الكبير في مدينة "بني عباس" التابعة لولاية بشار البعيدة بنحو 1250 كم جنوب غرب العاصمة.
- عصيدة "الزقوقو".. موائد تونس تتزين في المولد النبوي
- ذكرى المولد النبوي في السودان.. مناسبة روحية تنعش اقتصاد البسطاء
وهو المهرجان المخصص للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ويستقطب آلاف الزوار من داخل الجزائر وخارجها.
كما قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية منع الاحتفاء بذكرى خير الأنام بالمساجد، كإجراء احترازي لمنع عدوى فيروس كورونا "كوفيد – 19".
احتفاء استثنائي
احتفاء الجزائريين بذكرى المولد النبوي هذا العام، جاء مختلفاً عن بقية الأعوام الماضية، سواء من ناحية الوضع الوبائي الناجم عن انتشار جائحة كورونا، أو الظروف السياسية الدولية عقب حملات الإساءة للرسول الكريم.
وكان الجزائريون، مساء الأربعاء، وتحديداً في حدود الساعة 17.55 بالتوقيت المحلي (16.55 بتوقيت جرينتش) على موعد مع سماع أول أذان ينطلق من "مسجد الجزائر الأعظم" ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين.
وأشرف رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد أيضا على تدشين قاعة الصلاة للمسجد الأعظم، تزامناً مع ذكرى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بحضور سفراء الدول العربية والإسلامية.
وكان القارئ "ياسين إعمران" أول من رفع الأذان بمسجد الجزائر الأعظم، فيما أشرف الإمام "محمد ميقاتي" إمام مسجد "ابن باديس" بمحافظة وهران (غرب) على إمامة المصلين في أول صلاة تقام بمسجد الجزائر الأعظم بعد أذان العشاء.
كما خرج مئات الجزائريين، ليلة الأربعاء، في محافظة برج بوعريريج الواقعة شرقي البلاد، في مظاهرة حاشدة نصرة للرسول الكريم على حملات الإساءة من قبل صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، رافعين شموع الاحتفاء بذكرى مولد خير الأنام.
ورفع سكان المحافظة لافتة كبيرة على ما يعرف بـ"قصر الشعب" وهو مبنى كبير غير مكتمل اشتهر خلال مظاهرات الحراك الشعبي، وكتب على اللافتة الكبيرة قوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" مع صورة للمساجد الثلاثة، الأقصى والحرمين الشريفين.
عادات متنوعة
سعاد مسعودي، الملقبة بـ"سيدة التراث الجزائري" كشفت لـ"العين الإخبارية" عن التنوع الكبير لاحتفال الجزائريين بذكرى المولد النبوي الشريف.
وتحدثت السيدة سعاد عن تنوع عادات وتقاليد الجزائريين في مثل هذه المناسبات الدينية، سواء من حيث الأكلات والحلويات التقليدية أو ألعاب الأطفال المتوارثة عبر الأجيال، رغم إقرارها باندثار عديد العادات مع مرور السنوات.
إلا أن أبرز ما يجمع تلك العادات المختلفة، هو استذكار سيرة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، سواء في المساجد أو المنازل.
وقالت "إن أبرز عادة عند الجزائريين هي حرص الرجال على المكوث في المساجد مع أبنائهم قبل صلاة العشاء لقراءة القرآن جماعة، وسماع الدروس حول السيرة النبوية".
وأضافت أن "الأمهات يحرصن على قراءة قصص من السيرة النبوية لأبنائهن في المنازل، وإشعال الشموع وترديد نشيد طلع البدر علينا".
وأشارت إلى أن من التراث الجزائري عادة "الحناء" ليلة المولد النبوي الشريف، وهي "عادة إلزامية عند جميع العائلات الجزائرية، حيث تقوم النساء بتحضير الحناء، باعتبارها فأل خير وفرح".
وككل عام، تتحول شوارع وأحياء المدن الجزائرية إلى ما يشبه "مهرجان الألعاب النارية" ليلة المولد النبوي، ولم تمنع جائحة كورونا الأطفال من اللعب بها، وسط تحذيرات من خطورتها، خصوصاً وأن ذكرى المولد النبوي تسجل كل عام إصابات خطرة وتستقبل المستشفيات مئات الإصابات جراء الألعاب النارية.
وتتزين أرصفة المدن الجزائرية بباعة الشموع والمفرقعات والألعاب النارية، وكل ما له علاقة بزينة المولد النبوي، وسط إقبال كبير عليها.
أكلات تقليدية
ولا يخلو المطبخ الجزائري الغني بالأكلات التقليدية، من أطباق متوارثة مخصصة للمناسبات الدينية، ويولي الجزائريون اهتماماً كبيراً للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ويعد مناسبة أيضا للم شمل العائلات.
ولكل منطقة عاداتها وتقاليدها للاحتفال بذكرى مولد خير الأنام، حيث يشبه التحضير للمولد النبوي إلى حد كبير تحضيرات الأعراس، لاحتفال يليق بذكرى مولد النبي محمد فرحة.
طبق "الرشتة" التقليدي
سيدة التراث الجزائري سعاد مسعودي تحدثت لـ"العين الإخبارية" عن عادات أهل العاصمة الجزائرية في استقبال ذكرى المولد النبوي الشريف من حيث الأكلات التقليدية.
وقالت إنه "رغم تنوع الأطباق، إلا إن المتفق عليه في الموروث الثقافي لسكان العاصمة هو إعداد الأطباق التقليدية بالمرق الأبيض وتفادي المرق الأحمر".
ومن أكثر الأطباق التقليدية التي تشتهر بها الجزائر العاصمة، وتحرص عائلاتها على تحضيرها ليلة المولد النبوي توجد أكلة "الرشتة"، وهي أكلة تاريخية تزين أطباق سكان العاصمة في المناسبات الدينية، بينها أول أيام رمضان وليلة القدر وعاشوراء وأول محرم.
وهي نوع الرقائق الطويلة التي تشبه "السباقيتي"، يتم سقيها بمرق أبيض، وتحضر بلحم البقر أو الغنم، مع الدجاج.
طبق "الشخشوخة" التقليدي
أما طبق "الشخشوخة" الذي يعتبر "معشوقة الجزائريين بلا منازع" فهو من أكثر الأطباق التي تعدها العائلات الجزائرية في أي مناسبة ترمز للفرح.
واشتهر هذا الطبق التقليدي في شرق وجنوب الجزائر، إلا أنه من الأطباق النادرة التي انتشرت في جميع محافظات البلاد، وتختلف طريقة إعداده من منطقة إلى أخرى، ويتميز في العادة بذوقه الحار.
ويعرف في الجزائر 4 أنواع أساسية لطبق "الشخشوخة" التقليدي، وهي "شخشوخة قسنطينة" و"شخشوخة بسكرة"، و"شخشوخة المسيلة" و"شخشوخة الشاوية" الأمازيغ وكلها مناطق تقع في شرق وجنوب شرق الجزائر.
وهي عبارة عن طبقات من العجينة المصفحة، يتم إعدادها بخلط القمح اللين والماء والملح تعجن وقليل من الملح ثم تقطع إلى قطع صغيرة وتفتح القطعة الصغيرة براحة اليد خاصة بترقيق العجائن.
فيما يتم تحضير المرق الأحمر، مع كل أنواع اللحوم، والخضر والحمص، وكميات من الفلفل الحار.
حلوى "الطمينة"
"الطمينة" حلوى مخصصة أيضا لكل المناسبات السعيدة والأفراح بالجزائر، لكنها عند سكان محافظات وسط البلاد "حلوى المولد النبوي الشريف"، بل إن إعدادها يعتبر ضرورياً عند العائلات بتلك المناطق.
وتعتبر "الطمينة" سيدة سهرة المولد النبوي بعد صلاة العشاء، وتجتمع حولها العائلات مع الشاي والمكسرات، وفي اليوم الموالي، تقدم حلوى "الطمينة" مزينة الحلويات هدية للجيران والأقارب والأصدقاء، وتوضع في علب مزينة.
وتختلف تسميتها من منطقة جزائرية إلى أخرى، وتسمى أيضا "البسيسة" أو "الروينة" رغم اختلاف طريقة تحضيرها أيضا وحتى ذوقها.
إلا إنها لا تحتاج إلى مكونات كثيرة، حيث يتم تحضيرها بالسميد من النوع المتوسط بعد تحميصه، مع خلطه بالزبدة والعسل وحتى ماء الزهر، ويتم تزيينها بالقرفة وحبات حلوى الملبس والمكسرات.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA=
جزيرة ام اند امز